إنكستر
أعلنت مجموعة حقوقية –الأسبوع الماضي– عن خطة لتحويل منزل قديم في مدينة إنكستر (غرب ديترويت)، كان يقطنه الداعية الإسلامي والمدافع عن حقوق الأفارقة الأميركيين «مالكوم أكس» في خمسينيات القرن الماضي، إلى متحف ومركز اجتماعي.
وعملت مجموعة «مشروع نأمل نحلم ونؤمن» على مدى سنوات طويلة لتحديد مكان المنزل ثم جمع التمويل اللازم لحفظه وتحويله إلى صرح ثقافي يخلد مسيرة مالكوم أكس الذي اغتيل وهو في سن الـ39 بمدينة نيويورك عام 1965.
وقال المدير التنفيذي للمجموعة، آرون سميث، «لقد مرت 13 سنة من النضال… والآن يمكننا القول إن المهمة أنجزت أخيراً للبدء بترميم منزل مالكولم أكس»، لافتاً إلى أنه بعد التأكد من وجود المنزل «أصبح لدينا دافع قوي لإعادة الحياة إليه».
ويقع المنزل على العنوان: 4336 شارع ويليامز في مدينة إنكستر، على بعد بلوكين فقط من حدود ديربورن هايتس. وهو المنزل الذي بدأ فيه مالكوم أكس نشاطه السياسي تحت راية «أمة الإسلام» بعد خروجه من السجن أوائل العام 1952.
وأضاف سيمز أنه في البداية، «لم نكن نعلم ما إذا كان المنزل موجوداً أم لا، لذلك قمنا بسحب ملفات مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آى) حيث وجدنا عنوان مالكولم ليتل»، وهو اسم مالكوم أكس عند مولده، والذي تحول لاحقاً إلى الحاج مالك الشباز بعد اعتناقه للإسلام وتأدية مناسك الحج في مكة المكرمة عام 1964.
وتوجه مدير البحوث في المجموعة، الدكتور طارق رمضان، بالشكر إلى «إدارة المنتزهات الوطنية» و«صندوق الحفاظ على التراث التاريخي» لتقديمهما منحة بقيمة 380,850 دولاراً للحفاظ على المنزل السابق وتجديده وتحويله إلى متحف يخلد مسيرة وإسهامات مالكوم أكس، ويضم أيضاً مركزاً اجتماعياً وحديقة عامة. من المتوقع إنجاز المشروع بحلول العام 2023.
نبذة عن مالكوم أكس
مالكوم أكس، ويُعرف أيضاً باسم الحاج مالك الشباز، هو داعية إسلامي ومدافع عن حقوق الأفارقة الأميركيين، صحَّح مسيرة الحركة الإسلامية في أميركا (أمة الإسلام) بعد أن انحرفت بقوَّة عن العقيدة الإسلامية، ودعا للعقيدة الصحيحة، وصبر على ذلك حتى اغتيل بسبب دعوته ودفاعه عنها.
قُتل والده على يد مجموعة من العنصريين البيض عندما كان مالكوم أكس صغيراً، ويقيم معه في مدينة لانسنغ، أما أمه فقد وضعت في مستشفى للأمراض العقلية عندما كان في الثالثة عشر من عمره، فنُقل مالكوم أكس إلى دار للرعاية.
وبعد تخرجه من الثانوية وبعد معاناته المتكررة قبلها في العديد من منازل التبني، انتقل مالكوم إلى بوسطن للعيش مع أخته غير الشقيقة حيث أخذته الحياة في مجرى جديد، لاسيما بعد انتقاله إلى حي هارلم في نيويورك، حيث مارس هناك شتى أنواع الإجرام من سرقة وقوادة وتجارة المخدرات.
وفي عام 1946، أي عندما كان عمره عشرين سنة، سُجن بتهمة السطو والسرقة في نيويورك.
في السجن، انضم إلى «أمة الإسلام»، وعندما أُطلق سراحه عام 1952 عاد للعيش في منطقة ديترويت مهد الحركة، حيث ذاع صيته واشتهر بسرعة، حتى أصبح واحداً من قادة «أمة الإسلام». وبعد عقد من الزمان تقريباً، أضحى مالكوم أكس المتحدث الإعلامي لهذه الحركة. ولكن بسبب وقوع خلاف بينه وبين زعيم الحركة إيلايجا محمد، ترك مالكوم أكس «أمة الإسلام» في آذار (مارس) 1964 وسافر بعد ذلك في رحلة إلى أفريقيا والشرق الأوسط، أدى خلالها مناسك الحج، ثم عاد إلى الولايات المتحدة الأميركية، فأنشأ منظمة «المسجد الإسلامي» و«منظمة الوحدة الإفريقية الأميركية». وفي شهر شباط (فبراير) 1965 –أي بعد أقل من سنة من تركه لحركة «أمة الإسلام»– قام ثلاثةٌ من أعضاء الحركة باغتياله.
تحولت أفكار مالكوم إكس ومعتقداته تحولاً جذرياً خلال حياته، فعندما كان متحدثاً باسم «أمة الإسلام» كان ينشر أفكار التفرقة بين الأميركيين البيض والسود، ويُحرض السود على البيض ويغذي أفكار العنصرية لديهم، وأما بعدما ترك الحركة عام 1964، فإنه يقول في ذلك: «لقد قمتُ بالعديد من الأمور التي آسَفُ عليها إلى الآن، لقد كنتُ شخصاً متبلد الإحساس آنذاك، أُوجَّه نحو طريق معين وأسير فيه».
Leave a Reply