سان فرانسيسكو – «صدى الوطن»
قبل ثلاث سنوات، أوقفت المنطقة التعليمية لمدارس سان فرانسيسكو الموحدة مقترح عقد تقدمت به منظمة «المركز العربي للموارد والتنظيم» AROC للتدريب الثقافي وتدريس اللغة العربية في مدارس سان فرانسيسكو العامة.
وفي 22 أيار (مايو) الماضي، وافق المجلس التربوي، بواقع 6 أصوات مقابل صوت واحد، على إلغاء التعليق وإقرار العقد مع المنظمة الحقوقية العربية وتمكينها من تقديم ورش عمل في الصفوف المتعلقة بتطوير القيادة والتمكين الثقافي، رغم الاعتراضات الواسعة التي أبداها «مجلس العلاقات المجتمعية اليهودية» في المدينة.
وبموجب العقد، ومدته 3 سنوات، سيحضر مدربو المركز لمرة واحدة أسبوعياً، في خمس ثانويات، هي: بالبوا، غاليلو، ميشن، راؤول وولينبرغ، وأس. أف انترناشيول، لتطبيق البرنامج الذي سيوفر مساحة داعمة للطلاب العرب الأميركيين وزملائهم الذين يتعلمون العربية، علماً بأنه سيكون متاحاً لجميع الطلاب في الثانويات العامة الخمس.
وكان الاعتراض على البرنامج نابعاً أساساً من العناصر المؤيدة لإسرائيل في المجتمع اليهودي بسان فرانسيسكو الذين يتهمون «المركز العربي للموارد والتنظيم» بأنه منظمة مؤيدة للفلسطينيين ويعمل ضد مصالح الدولة العبرية، كما يتهمون أعضاءه بدعم «حركة مقاطعة إسرائيل» (بي دي أس).
وقد نقلت صحيفة «جويش نيوز» في شمال كاليفورنيا، في حزيران (يونيو) 2015، بأن العضو السابقة في منظمة «طلاب من أجل العدالة في فلسطين»، والمديرة التنفيذية لـ«المركز العربي للموارد والتنظيم» لارا كسواني، كانت قد حثت –خلال ندوة جامعية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014– طلاب الدراسات العليا في «جامعة كاليفورنيا» على تمرير تدابير لسحب الاستثمارات في إسرائيل ومقاطعة دولة الاحتلال.
وكانت المنظمة الحقوقية قد شاركت في قيادة حملة منعت إفراغ شحنة سفينة مملوكة جزئياً لإسرائيل في ميناء أوكلاند (كاليفورنيا)، قبل أن يتم إفراغ حمولة السفينة في محاولة لاحقة عام ٢٠١٤.
وفي السياق، أعلن موقع المنظمة الإلكتروني أن «العمل مع دولة إسرائيل العنصرية والإقصائية والصهيونية، والتي تعمل جنباً إلى جنب مع وكالات إنفاذ القانون المحلية والفدرالية، لقمع مجتمعاتنا… لن يمر بدون تحد».
وبحسب الموقع الالكتروني، فإن «المركز العربي للموارد والتنظيم» منظمة غير ربحية مقرها سان فرانسيسكو تعمل لصالح المجتمع العربي الأميركي المحلي، وتقدم خدمات الهجرة واللغة العربية، وتنشط في مجال مناهضة القمع والحروب.
ويتبنى موقع المنظمة الالكتروني التزاماً قوياً بالحقوق الفلسطينية، وتظهر جميع الملصقات والصور والشعارات دعم أعضائها لنضال الشعب الفلسطيني، ويصف أعضاؤها أنفسهم بأنهم «منظمة شعبية تعمل على تمكين وتنظيم مجتمعنا نحو العدالة وتقرير المصير للجميع».
وكان نشطاء يهود قد أعربوا عن دعمهم لـلمركز العربي الأميركي ومنحها العقد مع مدارس سان فرانسيسكو العامة، بينهم أعضاء في منظمة «الصوت اليهودي من أجل السلام».
إحدى الناشطات، عرفت عن نفسها باسم إيلين وبأنها تمثل «مئات الآلاف من اليهود» الذين يعارضون إسرائيل والصهيونية، أشارت إلى أن «آروك» هي المنظمة الوحيدة في سان فرانسيسكو التي يمكن أن توفر للشباب العربي البرامج ذات الصلة بالثقافة العربية.
وأضافت «هذه المنظمة يمكن أن توفر التوجيه الذي يساعد الشباب العربي في منطقتنا التعليمية.. أستطيع أن أؤكد لكم بأن المجتمع العربي يتطلع إلى الحصول على عديد الخدمات من آروك.. بما في ذلك تثقيف وتدريب النشء، لذلك أشجعكم على تجديد مذكرة التفاهم الخاصة بـ«آروك» حتى يتمكنوا من الاستمرار في توفير تعليم ثقافي ملائم للطلاب».
وبحسب العقد، فإن المنهاج التعليمي الذي سيوفره «المركز العربي للموارد والتنظيم» سيكون تحت الإشراف المباشر لإدارة منطقة سان فرانسيسكو التعليمية، كما ينص على منع المنظمة من نشر أية معلومات بين الطلاب قد تؤثر سلباً على الآخرين، بناء على أصولهم وألوانهم وأعراقهم وأديانهم.
منذ بداية المفاوضات، ناهض «مجلس العلاقات المجتمعية اليهودية» بقوة أية محاولة لإتمام العقد بين مدارس سان فرانسيسكو العامة ومنظمة «آروك».
وقد أعرب المتحدث باسم المجلس جيرمي راسل عن خيبة أمله لتصويت المجلس التربوي لصالح البرنامج العربي.
وفي وقت سابق، في 14 تموز (يوليو) 2014، أبرق المجلس رسالة إلى المسؤولين التربويين، يحثهم فيها على التصويت ضد العقد. وجاء في الرسالة: «أية مجموعة تتبنى الكراهية، يجب ألا تكون شريكة للمنطقة التعليمية».
وبالمقابل، انتقدت رئيسة «المركز العربي»، محاولة «المجلس اليهودي» منع منظمتها من إبرام العقد واصفة محاولاته بأنها «أكثر من تكتيكات للتخويف». وكتبت كسواني في رسالة بريدية لصحيفة «سان فرانسيسكو إكزامينر» في 2015: «إننا نرى أن التطورات الأخيرة تتسق مع الطريقة التي يعمل بها مجلس العلاقات المجتمعية اليهودية حيث يتجاهلون –بشكل منظم– تأثير أفعالهم على الأطفال».
وأضافت: «إنهم مستعدون –حرفياً– لحرمان الأطفال من الفرص التعليمية.. لإشباع رغبتهم بالدفاع عن إسرائيل».
تجدر الإشارة إلى أن «المركز العربي للموارد والتنظيم» كان معروفاً سابقاً بـ«اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز» (أي دي سي)–فرع سان فرانسيسكو.
Leave a Reply