ديربورن – «صدى الوطن»
بمناسبة الذكرى السنوية الـ70 للنكبة، شهدت مدينة ديربورن إطلاق منظمة غير ربحية جديدة باسم «جيل جديد من أجل فلسطين» (أن جي بي) بإقامة حفلها السنوي الأول في صالة «بيبلوس» بحضور زهاء ٣٠٠ شخص من أبناء الجالية في منطقة ديترويت.
المنظمة الوليدة انبثقت في آذار (مارس) الماضي، عقب سلسلة من اللقاءات التشاورية التي عقدها ناشطون فلسطينيون أميركيون بارزون للتوافق على هيكل المنظمة ولوائحها الداخلية وأهدافها التي تمحورت حول دعم كفاح الشعب الفلسطيني، وتأييد حقوقه المدنية والوطنية، إضافة إلى الحفاظ على التراث ونشر حقائق الصراع مع دولة الاستيطان الإسرائيلي.
واستهل الحفل الذي أقيم قبل بداية شهر رمضان المبارك، بالنشيد الوطني الفلسطيني (نشيد موطني) الذي ردده الحاضرون وقوفاً فيما كانت جوقة من الأطفال يلوحون بالأعلام الفلسطينية عشية ذكرى النكبة التي أسفرت عن تهجير ما يزيد عن 750 ألف فلسطيني وتدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية، عام 1948.
الكوميديان وأستاذ القانون عامر زهر، الذي انتخب رئيساً للمنظمة الجديدة، أشار في كلمة افتتاحية إلى أن مهمة «أن جي بي» تتمثل في «إنشاء شبكة من الفلسطينيين الأميركيين للتواصل مع بعضهم البعض بهدف تمكينهم وتثمير نشاطاتهم، ولاحتضان الثقافة العربية الفلسطينية والاحتفاء بها، وكذلك الحفاظ على السرديات الفلسطينية ونشرها، وتثقيف الجمهور حول التاريخ والتراث الفلسطينيين، والدفاع عن مستقبل سلمي وعادل في وطننا، فلسطين».
ولفت زهر إلى أن الحفل كان المناسبة الأولى –منذ فترة ليست بالقليلة– التي يحتشد فيها هذا الجمع المتنوع والشامل من أبناء الجالية الفلسطينية في مكان واحد، وقال «فيما أنظر حولي، أرى فلسطينيين من جميع الأديان، وجميع القرى والمدن، وجميع المهن.. هذا ما هو عليه مجتمعنا، إنه متنوع وجميل».
نائب رئيس المنظمة، الشاعر والناشط طارق لوتون وبعد تعريفه بالبرنامج الرسمي لـ«أن جي بي»، ألقى قصيدة له بالإنكليزية عن الهوية الفلسطينية.
كما تخلل الحفل لوحات فنية راقصة قدمتها «فرقة موطني للدبكة» بقيادة مؤسسها محمود أبو قلبين، العضو أيضاً في هيئة أمناء «أن جي بي».
وتحدثت سكرتيرة المنظمة، سيدة الأعمال مرام عليوات، بشكل موجز عن التقدم الذي أحرزته المنظمة في غضون شهرين من تأسيسها.
وأضافت عليوات بأن قدرة المنظمين على جمع هذا الحشد من الناس خلال هذه الفترة الوجيزة، دليل على إصرارهم على تجاوز جميع المصاعب والتحديات التي قد تعترضهم.
الكلمة الرئيسية
وشددت المتحدثة الرئيسية، المؤرخة والأكاديمية، مي صيقلي على ضرورة الحفاظ على السرديات الفلسطينية وإبقائها حية في القلوب والضمائر، مشيرة إلى أنها بذلت جهوداً مضنية لتوثيق تجارب ضحايا النكبة.
وكانت صيقلي –التي تدرّس التاريخ في «جامعة وين ستايت»– قد كتبت بكثافة حول النكبة وحول تجارب الفلسطينيين في الشتات، كما أنها أجرت مقابلات مع عشرات الناجين من مجازر النكبة 1948 وسجلت شهاداتهم في عدة كتب وأبحاث، كان أهمها كتاب صدر باللغة الإنكليزية في 2002 بعنوان «حيفا: تحول المجتمع العربي 1918–1939».
وفي كلمتها التي ألهبت مشاعر الحضور وحظيت بالتصفيق الحار، حثت صيقلي الأجيال الشابة من الفلسطينيين الأميركيين على مواصلة عملهم وجهودهم لكي تبقى قصة الفلسطينيين حيّة وحقيقية.
وكان الحفل قد شهد حضور عدد من المسؤولين المنتخبين والمرشحين لمناصب رسمية، بينهم المرشحة لمجلس النواب الأميركي، رشيدة طليب، التي ألقت كلمة مقتضبة تناولت فيها تجربتها الشخصية كفلسطينية أميركية ورغبتها في أن تكون صوتاً للقضية الفلسطينية في الكونغرس. وروت العضو السابقة في مجلس نواب ميشيغن للحضور، بعض القصص عن تصدي جدها للاحتلال الإسرائيلي، وإصرار جدتها الدائم عليها للحفاظ على تراث أجدادها.
Leave a Reply