بمناسبة اليوم العالمي للتوعية من الجرعات الزائدة
ديربورن
بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتوعية من الجرعات الزائدة الذي يصادف في 31 آب (أغسطس)، زرع ناشطون ومتطوعون، يوم الأربعاء الماضي، مئة شتلة زهور حول مقرّ منظمة «قادة لتقّدم ومساعدة المجتمعات» LAHC (النادي اللبناني الأميركي سابقاً) في ديربورن، إحياء لذكرى ضحايا المخدرات في الولايات المتحدة خلال العام 2021.
وأقيمت الفعالية تحت عنوان «100 زهرة لـ100 ألف شخص»، قضوا خلال العام الماضي بسبب تعاطي المواد المخدرة في عموم البلاد.
وتشير بيانات المراكز الأميركية للسيطرة والوقاية من الأمراض (سي دي سي) لعام 2021، إلى أن الولايات المتحدة تجاوزت لأول مرة عتبة 100 ألف وفاة سنوياً بسبب الجرعات الزائدة، فيما تجاوزت ميشيغن حاجز ثلاثة آلاف ضحية لأول مرة في تاريخها أيضاً.
الفعالية التي تميزت باستقطاب الشباب العربي الأميركي وحضرها قائد شرطة ديربورن، عيسى شاهين، تضمنت أنشطة للتدريب على إسعاف وإنقاذ ضحايا الجرعات الزائدة باستخدام عقار «ناركان»، الذي تم توزيعه بالمجان على عشرات المشاركين.
كما تم توزيع منشورات وكتيّبات صحية للتثقيف حول مخاطر تعاطي المخدرات وسبل العلاج والوقاية منها، وتجاوز وصمة العار والحساسيات الاجتماعية والدينية المتعلقة بهذه الآفة المتفاقمة، في مختلف المجتمعات الإثنية والدينية، وفي مقدمتها المجتمع العربي الأميركي في منطقة ديترويت، بحسب المنظمين.
وأشار المدير التنفيذي لمنظمة «قادة لتقدم ومساعدة المجتمعات»، وسيم محفوظ، إلى تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات في أوساط الشباب العرب الأميركيين بمنطقة ديربورن، إلى حد بات من الضروري «قرع جرس الإنذار» للتحذير من عواقب هذه «الآفة الخطيرة على شبابنا وعائلاتنا وعموم مجتمعنا».
وأفاد محفوظ لـ«صدى الوطن» بأن وصمة العار المرتبطة باستهلاك المواد المخدرة ماتزال تشكل «عقبة كأداء» أمام إشراك المتعاطين وعائلاتهم في برامج مكافحة هذه الآفة الخطيرة، رغم الجهود المستمرة للعديد من المؤسسات العربية الأميركية في هذا المجال.
وأوضح محفوظ بأنه لا توجد أرقام دقيقة لأعداد ضحايا الجرعات الزائدة في الجالية العربية بمنطقة ديربورن، وأوضح أنه «بسبب الحساسيات الاجتماعية والثقافية، فإن معظم العائلات العربية تتكتم حول إدمان أبنائها، وتفضل حل مشاكلها بسرية تامة، ما يعيق الكثير من جهودنا وبرامجنا التثقيفية الرامية إلى تطبيع هذه المشكلة والتعامل معها كأي أزمة مرضية أخرى».
وكانت المنظمة قد توجهت إلى عائلات الضحايا للمشاركة في فعالية شتل الزهور والورود، التي تهدف –في جزء منها– إلى إشراك الأسر العربية في إحياء ذكرى أحبائهم الذين قضوا بتأثير الجرعات الزائدة، في بيئة متعاطفة ومتفهمة، إلا أنه لم يحضر أحد.
ولفت محفوظ إلى أن إحجام العائلات عن التعاون مع المؤسسات المهتمة بمكافحة الأمراض الاجتماعية والنفسية يزيد من تعقيد المشكلة، وقال: «إن اختباءنا وراء أصابعنا لا يفيدنا بشيء، بل على العكس.. إنه يفاقم هذه الأزمة التي تتطلب تضافر جميع الجهود الفردية والمجتمعية والرسمية، بما في ذلك، المدارس والمراكز الدينية ووسائل الإعلام».
ونوه محفوظ إلى أن منظمته تولي اهتماماً خاصاً لحماية الشباب العربي من الانزالاق نحو عالم المخدرات الأسود، وقال: «لدينا العديد من البرامج المصممة لتثقيف وتوعية النشء والطلبة والعائلات حول مخاطر المواد المخدرة». وأضاف: «إننا نواظب على زيارة المدارس في منطقة ديربورن لإشراك الطلاب في برامجنا ومبادراتنا، كما نعقد –بشكل دوري– محاضرات وندوات ثقافية وطبية، في محاولة جدية لتطويق هذه الآفة المنتشرة في عموم البلاد».
وتابع قائلاً: «إن تعاطي المخدرات منتشر في جميع المجتمعات الأميركية، وليس مقصوراً على مجتمعنا العربي، ولهذا فإننا نركز بشكل أساسي على محاربة وصمة العار المتعلقة بها، وتطبيع هذه الظاهرة من أجل تطويقها ومكافحتها خارج الحسابات الاجتماعية والثقافية».
وحذر محفوظ مما أسماه «ضغط الأقران» الذي يسهم في انتشار المخدرات في أوساط الشباب والمراهقين، لافتاً إلى الدور المحوري للعائلات في حماية أبنائهم من رفاق السوء.
من جانبها، أكدت الناشطة في منظمة LAHC، مريم إسماعيل،أن هدف الفعالية هو تثقيف المجتمع المحلي وتعميق الوعي حول مخاطر المخدرات، وكذلك لتعزية العائلات التي فقدت أبناءها وأحباءها بسبب الجرعات الزائدة.
وأضافت: «إننا نشعر بالتعاطف معهم، ونأمل أن نسهم في خلق بيئة متسامحة ومتفهمة من أجل محو وصمة العار المتعلقة بتعاطي المخدرات في مجتمعنا».
وتجدر الإشارة إلى أنه بحسب «سي دي سي»، بلغ عدد ضحايا الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، حوالي 107,600 شخص بزيادة 15.9 بالمئة عن الرقم القياسي السابق المسجل في العام 2020، في حين توفي في ميشيغن أكثر من 3,040 شخصاً، بزيادة قدرها 9.3 بالمئة عن الرقم القياسي المسجل في العام السابق أيضاً.
Leave a Reply