واشنطن – نظّمت منظّمة العفو الدولية في أميركا ومركز الحقوق الدستورية وشهود على التعذيب و”عائلات 11 أيلول” من أجل غد سلمي، الأسبوع الماضي، تظاهرة أمام البيت الأبيض في الذكرى السنوية التاسعة لوصول أول دفعة من المعتقلين الذين جلبتهم القوات الأميركية عقب احتلالها أفغانستان إلى معتقل غوانتانامو. وجاءت التظاهرة في إطار تزايد موجات الاحتجاج على إبقاء الولايات المتحدة على معتقل غوانتانامو حتى الآن والاحتفاظ بنزلاء المعتقل من دون محاكمة أو الإفراج عنهم وترحيلهم الى بلدانهم الأصلية.
وفي هذا السياق، شارك في التظاهرة عشرات الناشطين حيث ارتدى 173 منهم الزي البرتقالي الخاص بمعتقلي غوانتانامو الـ173. وطالب المتظاهرون الرئيس الأميركي باراك أوباما الوفاء بتعهده الذي كان قد أعلنه في مستهلّ ولايته الرئاسية في عام ألفين وتسعة بإغلاق غوانتانامو. وطالب المحتجون حكومة أوباما بتقديم المعتقلين الى المحكمة الفيدرالية أو الإفراج عنهم. وقالت إحدى أقارب ضحايا “11 أيلول”، فيلاري لوكوسينكوساكا “نحن ندعم دور القانون”، ووصفت معتقل غوانتانامو بـ”وصمة العار” في تاريخ الولايات المتحدة.
يُذكر أن أوباما وُوجه بحملة من اليمين الأميركي وخصومه الجمهوريين في الكونغرس الرافضين إغلاق المعتقل أو حتى نقل نزلائه إلى داخل الولايات المتحدة أو محاكمتهم أمام محاكم مدنية، الأمر الذي دفعه إلى التراجع عن تعهداته.
وقد منع الكونغرس حكومة أوباما من استخدام أية اعتمادات مالية من ميزانية وزارة الدفاع، البنتاغون، خلال عام 2011 لنقل أي معتقل الى الولايات المتحدة لأي سبب، بما يلقي بظلاله على أي اتجاه أو محاولات لنقل معتقلي غوانتانامو لمحاكمتهم أو ترحيلهم الى بلدانهم.
وقد انتقد المحتجون حكومة أوباما لعدم تقديم المعتقلين الى المحكمة الفيدرالية والإبقاء عليهم من دون محاكمة لأجل غير مسمّى، وعدم ترحيل نحو 60 معتقلاً يمنياً ثبت خلو ساحتهم من الإدانة حسبما أشارت التحقيقات المتعلقة بالأعمال التى كانت سبباً في إقامة هذا المعتقل.
وكان أوباما قد وقّع على مذكرة منع انتقال أي يمني عقب محاولة اختطاف طائرة في ديترويت عشية عيد الميلاد عام 2009 ، قام بها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، الذي اتهمته السلطات الأميركية بتلقّي تدريبات على أيدي تنظيم القاعدة في اليمن، وأعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم إزاء قدرة واشنطن على مراقبة أي معتقل بعد ترحيله إلى بلاده.
Leave a Reply