المرشحون الجدد يحتلون الصدارة .. وسعد المسمري ينجو من مصير زميليه في المجلس
حسن عباس – «صدى الوطن»
شهدت الانتخابات التمهيدية لمجلس هامترامك البلدي –الثلاثاء الماضي– منعطفاً دراماتيكياً بخروج عضوين حاليين في المجلس مبكراً، من السباق الذي تصدر جولته الأولى ثلاثة مرشحين من خارج المجلس، فيما تمكن العضو اليمني الأميركي سعد المسمري من الإبقاء على حظوظه بحلوله رابعاً.
وأسفرت نتائج فرز الأصوات في أقلام الاقتراع السبعة بالمدينة، عن تأهل ستة من أصل تسعة مرشحين للانتخابات العامة التي ستجرى في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، بينهم أربعة مسلمين.
وكان لافتاً أن أربعة من الفائزين ينحدرون من الجاليات المسلمة التي تشكل أغلبية ناخبي المدينة.
وجاء ترتيب الستة الفائزين على الشكل الآتي: محمد السُميري 727 صوتاً (14 بالمئة)، نعيم تشودري 680 (13.5 بالمئة)، كاري بيث ليزلي 612 (11.8 بالمئة)، سعد المسمري 605 (11.7 بالمئة)، محمد حسن 595 (11.5)، وروبرت زولاك 588 (11.3 بالمئة).
وحل نائب رئيس المجلس البلدي الحالي، الأميركي من أصول بنغالية أنام ميا، في مؤخرة القائمة بحصوله على 356 صوتاً (6 بالمئة)، خلف المرشح جاستن غيسوب الذي نال 454 صوتاً (8 بالمئة)، والعضو الحالي أبو موسى الذي كان أفضل الخاسرين، بـ550 صوتاً (10 بالمئة).
إقبال متدنٍّ
وكان يوم الثلاثاء الماضي قد شهد إقبالاً متدنياً من الناخبين المسجلين للتصويت في هامترامك، والبالغ عددهم حوالي 12 ألف ناخب، حيث أدلى 2,136 ناخباً بأصواتهم، بينهم 988 صوّتوا غيابياً، وبلغت نسبة التصويت حوالي 17 بالمئة فقط.
ورغم انخفاض نسبة المشاركة الانتخابية، مقارنة بالدورات الانتخابية السابقة، أعرب العضو اليمني الأميركي الذي يسعى إلى إعادة انتخابه، سعد المسمري، عن سعادته بالنتائج، لافتاً إلى أنه لم يكن يتوقع خسارة زميليه في المجلس، أبو موسى وأنام ميا.
وقال في حديث مع «صدى الوطن»: “لقد كان يوم أمس (الثلاثاء) رائعاً، لكن ما لم يكن طبيعياً هو فوز بعض المرشحين بالأصوات الغيابية».
وأشار إلى أنه، وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات، مسرور «لأن سكان المدينة أبدوا استعدادهم لممارسة قوتهم السياسية وخرجوا إلى التصويت».
ليزلي التي جاءت في المرتبة الثالثة، أعربت بدورها عن سعادتها بنتائج الانتخابات، مؤكدة أنها ستبذل جهداً إضافياً للعمل على تحسين حظوظها الانتخابية لدى الجالية اليمنية، بعد «خيبة أملها» من نتائج قلمي الاقتراع السادس والسابع اللذين يضمان كثافة يمنية أميركية، وقالت: «أشعر بخيبة أمل في الأرقام بهذين القلمين»، لافتة إلى أنها ستولي اهتماماً خاصاً بالأحياء ذات الكثافة اليمنية في المدينة.
وتقع هامترامك في قلب مدينة ديترويت، ويعيش فيها ٢٢ ألف نسمة أغلبيتهم من المهاجرين. وتضم المدينة ثلاث جاليات رئيسية هي اليمنية والبنغالية والبولونية إضافة إلى الأفارقة الأميركيين.
ليزلي التي تعمل حالياً على إعداد منشورات لحملتها في الانتخابات العامة، بست لغات مختلفة، أكدت على ضرورة تقليص الإنفاق في البلدية التي يعاني رصيدها المصرفي من النزف، بعد الفائض الذي حققته المدينة خلال تولي «إدارة الطوارئ» لشؤون البلدية المالية.
وقالت: «لقد وفّرنا قدراً كبيراً من الأموال في ذلك الوقت، ومنذ خروج (مديرة الطوارئ) كاترينا باول، فإننا نفقد تلك الأموال». واستدركت بالقول «لايزال لدينا مال في البنك، ولكن إذا واصلنا الإنفاق، بأكثر مما نحصّل، فلن يبقى لدينا مال، على المدى البعيد».
ليزلي التي أثارت اعتراضات على أداء أعضاء المجلس الحاليين لفشلهم في تطبيق دستور المدينة، أكدت لـ«صدى الوطن» على ضرورة إعادة النظر في العقود البلدية الخدماتية، لمعرفة «المكان الذي يمكن للبلدية فيه توفير الدولارات»، بحسب تعبيرها.
متصدر السباق
متصدر السباق التمهيدي، اليمني الأميركي محمد السُميري، هو رجل أعمال ومطور إنشائي يعمل حالياً على ترميم مبنى كبير في أحد الشوارع الرئيسية في هامترامك.
السُميري الذي تفوق على أقرب منافسيه بـ٤٧ صوتاً، أكد رغبته «بالعمل من أجل المدينة ومساعدة سكانها بأية طريقة ممكنة»، مضيفاً: «أريد مساعدة الناس على شراء المنازل وتأسيس أعمال تجارية هنا».
وشبّه السميري العمل بالمجلس البلدي بـ«التطوع»، لعدم وجود حوافز مالية حقيقية تعتمد على منح الأعضاء رواتب معتدلة، لكنه استدرك بالقول إنه يمكن أن تكون لأعضاء المجلس البلدي تأثيرات حقيقية على الاقتصاد المحلي وحياة السكان من خلال جذب الأعمال والاستثمارات وتحسين الخدمات العامة.
وأضاف: «نريد المزيد من الأعمال الجديدة.. الأعمال المتنوعة التي يمكن أن تجتذب الناس إلى مدينتنا».
يشار إلى أن السميري كان قد ترشّح في انتخابات المجلس السابقة وفاز بالجولة التمهيدية إلا أنه خسر السباق في الانتخابات العامة قبل أربع سنوات. أما حملته الانتخابية لهذا العام فحرص على أن تكون عابرة لمكونات المدينة العرقية والإثنية والدينية، وقال إنه حاول التواصل مع جميع السكان بغض النظر عمن سيصوتون له في يوم الانتخابات.
ولم يكن الإقبال المتدني على مراكز الاقتراع مفاجئاً يوم الثلاثاء الماضي، باعتبار أن سباق المجلس البلدي كان السباق الانتخابي الوحيد في المدينة التي تبلغ مساحتها ميلين مربعين فقط.
لكن مع حلول ساعات المساء، بدأ المقترعون يأتون بأعداد كبيرة للإدلاء بأصواتهم، وشهد مبنى «ثانوية هامترامك» الذي يضم ثلاثة أقلام اقتراع بعض الاحتكاكات الطفيفة بين الناخبين والمتطوعين في الحملات الانتخابية للمرشحين.
وأعرب أحد الناخبين اليمنيين –وهو صاحب متجر تجاري مزدهر في المدينة– عن أمله في استمرار تمثيل المسلمين على نطاق واسع في هامترامك، في انتخابات هذا العام.
وكان العضو الحالي أنام قد أكد لـ«صدى الوطن» أنه سيواصل المساهمة في خدمة المدينة، «لاسيما في العمل على تطوير البنية التحتية وإصلاح الطرقات والأزقة التي بدأ العمل عليها بالفعل».
أما المرشح البنغالي الأصل، محمد حسن الذي تأهل لجولة نوفمبر بحلوله خامساً، فقد أبدى ثقته بخطته الاستثنائية الداعية إلى إلغاء ضريبة الدخل البالغة 1 بالمئة، والتي تؤمن للبلدية إيرادات بقيمة 2.2 مليون دولار، وأشار إلى أن مصدر الدخل البديل الذي يقترحه عوضاً عنها، هو دمج إطفائية هامترامك مع دوائر الإطفاء بالمدن المحيطة.
وأشار إلى أن دوائر الإطفاء المجاورة عرضت علينا خدماتها بكلفة أقل، وقد أظهروا استجابة أفضل لطلبات الاستغاثة، مؤكداً أن ذلك سيوفر على خزانة هامترامك أكثر من المبلغ المطلوب لتغطية إيرادات ضريبة الدخل.
Leave a Reply