لانسنغ – ناتاشا دادو
قال رب أسرة مسلم يقيم في العاصمة لانسنغ إنه يفكر بإعادة عائلته الى موطنه المملكة العربية السعودية في أعقاب تعرض زوجته لحادث إعتداء يعتقد أنه جريمة كراهية، حيث روى شاهد عيان بأن الزوجة (26 عاما) هوجمت يوم السبت 19 من الشهر الجاري حوالي الساعة 1 بعد الظهر، من رجلين وإمرأة قاموا بالإقتراب منها وهي متوقفة في ساحة السيارات التابعة لـ«مول ميريديان» التجاري في مدينة أوكيموس بالقرب من شرق لانسنغ، وحاولوا تجريدها من ثيابها حيث كانت ترتدي العباءة والنقاب، وقال الشاهد إن المعتدين في تلك الأثناء كانوا يصرخون ويكيلون الشتائم للمرأة ولم تخل صرخاتهم من عبارات مؤذية ومليئة بالكراهية. وأضاف أنهم أوقعوا المرأة أرضا قبل مغادرتهم وكانت إلى جانبها إبنتها الصغيرة (5 سنوات).
المرأة سعودية الجنسية ولا تجيد اللغة الإنكليزية وكانت مرتدية الزي الشائع في بلدها، جاءت لأميركا لمرافقة زوجها الذي يحضر رسالة الدكتوراة في «جامعة ميشيغن ستايت» ومن المنتظر نيله الشهادة في وقت قريب. وكان مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية «كير» فرع ميشيغن ما أن علم بالحادثة حتى ناشد الأجهزة الأمنية بإتخاذ التدابير اللازمة للتحقيق في الحادث بإعتباره جريمة كراهية، حيث لم يعلن عن إعتقال أحد على ذمة القضية حتى تاريخه.
وقال المدير التنفيذي لـ«كير» في ميشيغن داوود وليد «نحث الولاية وأجهزة تنفيذ القانون المحلية والفدرالية على التحقيق ما إذا كانت هناك دوافع متحيزة وراء هذا الحادث المقلق، وعلى بذل كل جهد ممكن للقبض على المشتبه بهم وتقديمهم للعدالة» وأضاف وليد «نحث المسؤولين على التحدث حول موضوع الكراهية ضد المسلمين الذي يفضي الى حوادث مثل هذا النوع». وقال وليد إن المرأة دخلت المستشفى وهي لا تزال تشعر بآلام في الصدر وتنميل في الذراع الأيسر.
من جانبه أكد ثاسين ساردر وهو ناشط أميركي مسلم في منطقة لانسنغ بأن المرأة لا زالت حتى الآن تتلقى العلاج في المستشفى، وقال انها لا تزال تحت تأثير الصدمة النفسية وكذلك زوجها يعاني هو الآخر من الصدمة، حيث قال انه يفكر في العودة الى السعودية بسبب هذا الإعتداء وأضاف ساردر أن آخر جريمة كراهية شهدتها لانسنغ كانت منذ عامين حين حاول أحدهم تدنيس المصحف الشريف.
وقال وليد ان هذا النوع من الإعتداءات ليس شائعا في لانسنغ «نحن لا نعرف ما تفوهوا به وهم يصرخون ولكنهم بالتأكيد تفوهوا بكلمات نابية» وقال ساردر ان هؤلاء المعتدين لا يمثلون سكان منطقة لانسنغ لأن الناس هناك مرحبين بالأميركيين المسلمين «نحن لدينا هنا اعداد كبيرة من الطلاب الأجانب وهذا الحادث لا يمثل سكان المنطقة».
ويأتي هذا الحادث بعد أقل من شهر منذ اعلان اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز «اي دي سي» فرع ميشيغن عن متابعتها لقضية صاحب بناية سكنية في مدينة غراند رابيدز تعرض لاعتداء ومضايقات من مستأجرين بسبب تأجيره بعض الشقق في البناية لطلاب عرب. وحث كل من وليد وساردر بضرورة تثقيف الناس حول الاسلام والمسلمين، فذلك من شأنه منع وقوع حوادث مماثلة، ويزمع ساردر عقد ندوة في لانسنغ خلال الشهور القادمة حول هذا الموضوع.
Leave a Reply