طوكيو – رغم إعلان “تويوتا” الاثنين الماضي أنها ستعود للالتزام بالجودة جراء إضطراها لسحب أكثر من 7 ملايين سيارة من الأسواق، يعتقد خبراء أن المستفيد من “كبوة” قطب صناعة السيارات العالمي، هما “فورد” التي أظهرت ارتفاعا واضحا في مبيعاتها الأسبوع الماضي بلغ ٢٤ بالمئة، و”هونداي”.
ويرى مراقبون أنه رغم قرار الشركة إصلاح عيوب في بدالة البنزين، إلا أنه، ولأول مرة قد تفقد “تويوتا” حصتها في السوق الأميركية، وبالتالي ستفقد شعارها بأنها الأفضل على مستوى جودة صناعة السيارات، خاصة مع ظهور مشاكل جديدة في دواسة المكابح.
كما يرى خبراء أن “هوندا” اليابانية هي الأخرى في وضع قوي يتيح لها التنافس أيضاً لاكتساب شريحة من حصة “تويوتا”، إلا أن الناطق باسم الشركة، كريس نوتون، فند تلك التوقعات، مؤكداً بأن مبيعات الشركة لم تشهد أي طفرة مفاجئة منذ قرار “تويوتا” الأخير. ويعتقد فريق آخر أن “جنرال موتورز” قد تستأثر كذلك بنصيب من “إرث تويوتا”، التي فقدت أمامها الشركة الأميركية حصصاً من سوق السيارات الأميركية منذ عام 1989.
وفي تقرير مطول استعرضت فيه الضغوط المسلطة على الشركة في أوروبا وأميركا واليابان، أشارت صحيفة “الغارديان” إلى تشكل موجة استياء بين مستخدمي سيارات تويوتا للتراخي الذي تتعامل به الشركة ووكلاؤها مع مشكلة دواسات السرعة التي تسببت في حوادث وباتت تهديدا لسلامة أولئك المستخدمين حيثما كانوا. وأشارت في هذا السياق إلى وصف منطمة بريطانية لمكافحة حوادث المرور مشكلة الدواسات بأنها “خطيرة إلى حد لا يتصور”، ودعوتها الشركة إلى أن تحقق فورا للتوصل إلى سبب عدم اكتشاف العيب الخطير قبل تسويق ملايين السيارات التي يحتمل أن كلها أو بعضها متضمنة ذلك العيب.
والأحد الماضي، ارتفع عدد السيارات التي تسعى شركة “تويوتا” اليابانية إلى استدعائها من أجل إجراء تصليحات لعيوب فيها، من مختلف أنحاء العالم، إلى أكثر من سبعة ملايين سيارة، ما يفوق مبيعاتها من السيارات خلال العام الماضي.
فقد أعلنت شركة “تويوتا” عن مد أوامر استدعاء سيارات من صنعها إلى كل من أوروبا وأميركا الشمالية والصين، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء اليابانية “كيودو”. وفي الولايات المتحدة وحدها، تم استدعاء ما يزيد على 2,3 مليون سيارة، بهدف إصلاح العيوب في بدالة البنزين، في سيارات من طرز “راف-٤” و”كورولا” و”ماتريكس”، صنع عامي 2009 و2010، و”آفلون” المصنوعة بين عامي 2005 و2010، وبعض سيارات “كامري” بين عامي 2007 و2010 و”هايلاندر” 2010، و”توندرا” 2007-2010 و”سيكويا” 2008-2010.
وفي كثير من الحالات التي صدرت أوامر الاستدعاء بحقها، ثمة سيارات يجتمع فيها سببان للاستدعاء، أي إصلاح بدالة البنزين والأرضيات. وكانت الشركة قد قالت في وقت سابق إنها ستوقف الإنتاج في مصانع إنديانا وتكساس وكنتاكي بالولايات المتحدة، ومصنع أونتاريو في كندا، اعتبارا من الأسبوع الأول من شباط (فبراير) الجاري. ويذكر أن خبراء قد توقعوا في آب (أغسطس) الماضي بأن حقبة تربع “تويوتا” اليابانية على قمة قطاع صناعة السيارات، ربما إلى زوال، جراء تراكم الخسائر واحتدام المنافسة أمام صناعة السيارات الأميركية. وكانت “تويوتا” قد أعلنت في أواخر حزيران (يونيو) الماضي تولي أكيو تويودا، 53 عاماً، حفيد كيشيرو تويودا، مؤسس “تويوتا”، قيادة الشركة في منصب رئيس مجلس الإدارة.
Leave a Reply