نِك ماير – «صدى الوطن»
عقد مشرعون ديمقراطيون ومسؤولون محليون، مؤتمراً صحفياً في مدرسة «سالاينا»، بالطرف الجنوبي من مدينة ديربورن، الأربعاء الماضي، للإعلان عن حزمة مشاريع قوانين ستقدّم لمجلس الولاية التشريعي لتحميل المصانع الكبرى مسؤولية الآثار السلبية لانبعاثاتها الملوثة والتي تبلغ مستويات قياسية في منطقة «الساوث أند» وأحياء جنوب غربي ديترويت.
وعزا المتحدثون اختيارهم الحي ذات الكثافة العربية، مكاناً لعقد المؤتمر، إلى أزمة التلوث الحاد التي تعاني منها المنطقة تاريخياً، حيث يعتبر حي «الساوث أند» –أو ديكس– بمثابة جيب سكني معزول في قلب منطقة صناعية هي الأكثر تلوثاً في مقاطعة وين، التي بدورها صنفت من قبل «وكالة حماية البيئة» الفدرالية، بأنها «مقاطعة فاشلة» في تطبيق المعايير المتعلقة بجودة الهواء.
وأشار النائب العربي الأميركي عبد الله حمود (ديمقراطي–ديربورن) إلى أن مدرسة سالاينا التي تبعد حوالي 800 قدم عن أحد مصانع الحديد الصلب، تمثل «صورة واضحة لغياب العدالة البيئية في مجتمع ديربورن وغيرها من المجتمعات المجاورة». وقال: «كل يوم، الأطفال والأسر مُرغمون على استنشاق الهواء الملوث، وكأنها حالة طبيعية»، مؤكداً أن «حزمة القوانين التي نريد طرحها تهدف إلى إنهاء هذا الواقع»، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يتم التقدم بمشاريع القوانين إلى مجلس النواب في لانسنغ، خلال الأسبوع القادم.
وأكد حمود على أن المشكلة تتعلق كذلك بالمصانع الثقيلة في ديترويت المجاورة التي يطال تأثيرها سكان الجزء الجنوبي من ديربورن، مشدداً على أن «المصانع والملوثين لم يُحمّلوا مسؤولية التلوث، لفترة طويلة جداً»، وقال: «نحن هنا اليوم لكي نغير هذا الواقع، ونحملهم مسؤولية أفعالهم، ليس فقط بسبب الأضرار التي تسببوا بها، وإنما لمنع المزيد منها».
سمراء لقمان، وهي من سكان منطقة ديكس، أشارت –خلال المؤتمر– إلى إن أربعة من أفراد عائلتها أصيبوا بأمراض سرطانية، وأنه تم تشخيص اثنين منهم بالـ«فيبرومالغيا»، وهي أمراض عضلية مزمنة تنطوي على الشعور بالتعب والعجز عن القيام بالأنشطة الاعتيادية.
وقالت إن الكثير من السكان يتحملون أعباء العلاج المرتفع لأمراض الربو والأمراض التنفسية الأخرى الناجمة عن التلوث، مضيفة أنهم غير قادرين على أخذ نفس عميق أو ممارسة الرياضة، أو جز العشب حول منازلهم، أو القيام بأية أنشطة اعتيادية أخرى، بسبب رداءة نوعية الهواء.
وأكدت: «لا يمكننا القيام بالأشياء التي يقوم بها الأشخاص العاديون في المناطق الأخرى، لا يمكننا اللعب في الحدائق، أو المشي لزيارة جيراننا، أو الجلوس على مصاطب منازلنا».
وكان بين المشاركين في المؤتمر، عضو الكونغرس الأميركي عن المنطقة، ديبي دينغل، وعضو مجلس شيوخ الولاية عن ديربورن سيلفيا سانتانا، وزميلا حمود في مجلس نواب الولاية، الديمقراطيان آيزك روبنسون وتايرون كارتر، إلى جانب عضو مجلس مفوضي مقاطعة وين سام بيضون، ورئيسة مجلس ديربورن البلدي سوزان دباجة، وأعضاء البلدية: مايك سرعيني وديفيد بزي وليزلي هيريك.
كارتر–النائب عن الدائرة السادسة التي تضم مدينتي إيكوروس وريفر روج، إضافة إلى أجزاء من ديترويت– أكد خلال المؤتمر الصحفي على الحاجة القصوى لإحداث تغييرات في إجراءات منح التصاريح للمصانع والمعامل، وتحميلها مسؤولية الانبعاثات الملوثة.
كما اقترح بعض القيادات المحلية فرض غرامات مالية على المصانع المسببة للتلوث، تخصص لتحسين معيشة سكان الجوار، عبر المساعدة في دفع تكاليف أجهزة تنقية الهواء، وإنشاء حواجز خضراء أمام منازلهم، مثل الأشجار والنباتات لتحسين جودة الهواء، وكذلك تقييم التأثيرات الصحية وتكاليف العلاج، وغيرها من المسائل المتصلة.
Leave a Reply