سألت أحد رجال دين هذا العصر المقلوبة موازينه، سألته ما علة وجود الإنسان في هذه الدنيا، فأجابني: خلق الله العباد ليعبدوه. وأجابني أحد العارفين بالله: خلق الله الناس ليعرفوه، فالمعرفة قبل العبادة وقرأت في الكتب وفهمت أن الله يتعالى على عبادة العابدين وكفر الكافرين. فلا يزيد في ملكه أن يعبده أحد، ولا ينقص من ملكه أن يكفر به أحد. تبارك وتعالى سبحانه هو المتعالي بكبريائه وعظمته.
بعض الحكماء بعد أن تأملوا في هدف الحياة وحكمتها: أدركوا أن الله خلقنا ليحسن إلينا ويمجدنا بسجودنا له. ويبتلينا لنتعرف الى معادن القلوب، لكننا أحيانا نتحير أمام صنعه وحكمته في هذه الحياة، فكل هذه الحروب والمآسي والفواجع والأمراض والأحزان والفتن والفواحش والموبقات التي تملأ هذا العالم ألا يعلمها الله، وهو الذي جلت قدرته يعلم ما في السماء وما في الأرض وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو سبحانه.
إن الله لا يحب الظالمين، هذه الآية قرأتها عدة مرات في القرآن الكريم، وعندما أشاهد الظلم المستشري في لبنان وفلسطين وكل دول الشرق الأوسط، أبكي واشكي همّي لله تعالى وأسأله:
يا رب، يا قادر فوق كل قادر، من غيرك له القدرة على الفئة الظالمة الضالة والتي تعيث فسادا وظلما للعباد والبلاد وتزهو اختيالا وفخراً كونك اخترتهم وفضلتهم على العالمين. حاشاك يا الله أن تختار وتفضل قوم بهذه القلوب القاسية والدماء الباردة والمتعصبة والمتكبرة على جميع خلقك. حاشاك يا رب!
إلى متى يا الله، هذه الأرواح البريئة التي تنزف شلالات من الدم الطاهر في العراق. من غيرك يا الله له القدرة على بث الألفة بين القلوب ويحجب الليل الطويل الدامي الفائض بالدماء والموت والفظاظة البشرية، من غيرك يا الله؟
قال لي أبي قبل مئة سنة: خلقنا الله لأنه يحبنا ويريد منا أن نحبه. قال لي ذلك وهو يناولني لآكل ثمرة تين كانت بيده. أدركت عندها أن يد أبي هي يد الله سبحانه وتعالى، وأن أبي ما هو إلا أداة في يد القدرة الإلهية.
بعض الأيدي تبيّض بالعطاء وبعضها تسودّ بالظلم..
Leave a Reply