كليلة ودمنة هي مجموعة قصصية ذات طابع يرتبط بالحكمة والاخلاق يرجح انها من أصول هندية مكتوبة بـ”السنسكريتية” وهي قصة الفيلسوف “بيدبا” الذي طلب منه “دبشليم” الملك ان يؤلف له خلاصة الحكم بأسلوب مسلٍ، أبطاله يقومون على نمط الحكاية المَثَلية بديلا عن البشر قامت على الايحاء والرمز، كان ذلك في أواخر القرن الرابع الميلادي. ولما أُعجب بها ملك الفرس أمر طبيبه (الداهية) ان يترجمها الى اللغة “الفهلوية” – الفارسية القديمة بالقرن السادس الميلادي. وقد تم نقل الكتاب في العراق من “الفهلوية” الى العربية بالقرن الثامن الميلادي على يد الاديب العبقري عبد الله بن المقفع.
ورد حديثاً ان مالك الحزين أحد الكتاب المضحكين أراد ان يضيف شيئاً لمملكة “دبشليم” فتوكل على الله وطرق باب المعرفة، غير انه توقف حائراً لم يعرف ماذا يكتب بالضبط، ذلك لان ليس له هوية، فانشق على نفسه مبدئياً، ورسم لنا خريطة تقود الى العالم الجديد، ثم تخلى عنا مرعوباً يرقد عكس التيار (يا عم إرسالك على بر) تارة تضع السلم مستندا على الحائط وتارةً تحمله بالعرض (ولو اني مش فاهم ايه حكاية السلم ده. يا ريت تولع فيه وتريحنا)!
ماذا فعل “شتربا”؟
قام وبشكل مفاجىء دون ابداء اسباب بمؤازرة “كليلة” الذي ظن هو الاخر بأنه مسؤول عن شؤون الرعية، صال وجال مقطب الجبين بهيئة مخيفة، نبش الارض ونفر بمنخاريه مكتئباً، هجم دون مبررٍ وألقى بكرة طائشة من اللهب، لا يعرف الى اين تذهب، ولماذا، وكيف، ولحساب من، ذلك على أخد الخمائل المزدهرة في مملكة “دبشليم” وتهكم على افرادها معيّراً بأعمارهم، رغم ان هذا منافٍ للحقيقة، فما هذه الثقافة (يا طه حسين زمانك)، فعلى رأي عادل امام (ان العلم لا يكيل بالباذنجان) لهذا فاننا ننصحك ان تميز بين البرسيم والورد. اما عن الانقسامات القديمة التي حدثك عنها “كليلة” فهي شيء من الماضي لن يستوقف عجلة الحاضر.
وعن قولك بأن السوريين اذا دخلوا قرية افسدوها فهذا شأن داخلي، وان بدا لي مثيراً للاهتمام لعدم اندراج الغيرة تحت ما يسمى بسياسة القطيع، بمعنى الاثنية البشرية في التنادي والذود عن الحوض، ضمن التكتلات على خلفية العرق والهوية، ما يجعله امراً غير طبيعي، ولكن لله في خلقه شؤون. وعموماً “كل واحد حر في موزه” على رأي سمير غانم في مسرحية “المتزوجون”.
وبخصوص التهكم والسخرية من “بلدياتك” فانهما يحملان نفس المفهوم السابق.. أما التخلي عن المبادىء المعمول بها في العلاقات الانسانية والتدخل في شؤون الاخرين والتوغل في حرم الناس، فهذا أمر مرفوض ومردود عليك وغير مقبول، كما ان تكراره أصبح بالشيء المقزز، وعلى عادة الرحالة فهم دائماً ما يعطون ظهورهم والقافلة تسير. الرجل على حد قوله لا يكن لك اي مكروه، ولم يكن عضواً في مملكة “دبشليم” التي تثير همك لذا دعني أقول لك “نشنت يا فالح” كما ورد على لسان احدهم في واحد من الافلام القديمة.
الى دبشليم الملك:
ان ما جاء في مقال “شتربا” خالٍ من الصدق والامانة في كل ما ورد جملة وتفصيلا، ولن نعمل على سرده مجددا، فيمكن تناوله عكس ما ورد فيه. ان تهجمه على الناس بدون ادلة أمر أهوج ومرفوض، ثم ان الامر لا يعنيه، وان كان الامر غير ذلك فإبداء الرأي مقبول، واذا اعتبره البعض خطأ، فاننا نعتبره الخطأ المرجو منه الصواب على ذمة الراوي، وانا نقول بأن حرية التعبير لا نظنها كذلك، فان كانت واستطعنا ان نضعها في خانة الرأي فليكن للرأي الاخر نصيب (ولكل فعل رد فعل)، وهنا الخلاف لن يفسد للود قضية.
نقول لـ”شتربا” لقد أوقع بك “كليلة” كونه كذب عليك وهو يعرف، استدر عطفك وثقتك فكانت الزيجة غير شرعية نتيجة زيف المراد في عدم قول الحقيقة لاعنا كل الشموع التي أشرت إليها طالما أن هناك من تسلط عليه الضوء وحده لا سواه. ونحن نقدر هذا ونعتبر ذلك مردودا عليه، والدليل على هذا أنه لم يتم إقصاؤه عبر القارات وإنما استوقف لعدة مشاكل وتعديات حتى يتم البت بها عند عودة الرئيس، والعود أحمد، والعود يانع، والعود يطربك (تشكرات افندم) وكل كليلة و”حظرتكم” بخير ودمتم.
Leave a Reply