لم يحمل النائب سعد الحريري القادم لتوه من السعودية معه صيغة حل معين او اقتراح ما فيما يتعلق بأزمة تشكيل الحكومة العالقة بين السرايا والرابية. فاجتماعه بالرئيس ميشال سليمان خرج بنتيجة واحدة مهمة، وهي اعادة طرح عرض السنيورة الاخير الذي سحبه مستشاره السياسي محمد شطح، ما ادى الى قطع الاتصال مع الجنرال عون وتجميد المأزق الحكومي. وفي لقاء مع احد الأصدقاء بعد زيارة بعبدا استمع النائب الحريري وضيفه الى المؤتمر الصحفي للسيد حسن نصرالله حيث عبر الحريري للصديق الضيف عن ارتياحه لكلام السيد حسن نصرالله، مضيفاً بأن تياره سيخوض صراعاً سياسياً مع حزب الله من داخل المؤسسات وفي كل مرافق الدولة بعيداً عن المطالبة بنزع سلاحه. وذلك في اشارة الى استبعاد المصالحة مع حزب الله على الاقل حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة عام 2009. وقال الحريري (للصديق) «مصلحتنا تكون بالدوحة تسوية نهائية وليس كإتفاق مؤقت. وسنخوض من خلال الدوحة كل معاركنا السياسية من داخل المؤسسات، سنسهل تشكيل الحكومة ولو ادى ذلك الى تقديم تنازلات، واذا كان ميشال عون يعرقل فنحن سنقطع عليه الطريق». إلا ان انطباع الصديق العام بعد انتهاء اللقاء هو ان الحريري تغمره حيرة ويعيش حال ارتباك اختصرها الصديق بقول الحريري له في بداية اللقاء «انحلت ومشي الحال» وفي نهاية اللقاء قال له لم تزل هناك بعض العقبات والتعقيدات ولكنها مقدور عليها».
كذلك فإن اجواء النائب وليد جنبلاط تقول بتشكيل الحكومة وقد عكس موقفه النائب وائل ابو فاعور متهكماً بالقول: «البيك بقول ستتشكل، بس ما منعرف اذا عاوقتنا او عاوقت ولادنا»!.
وآخر صيغة رست عليها المداولات حتى كتابة هذه السطور هي صيغة عرض السنيورة مع ابدال وزارة الاتصالات بوزارة الطاقة والموارد لترسو حصة الجنرال عون اضافة الى الاخيرة على وزارة الاشغال العامة والمواصلات، الزراعة، الاقتصاد ووزير دولة يكون نائب رئيس الحكومة في نفس الوقت.
يتمسك عون بوزارة الاشغال لان منحها الى خصمه اللدود سمير جعجع يشكل دعماً للاخير وتقدماً في المناطق المسيحية على نفوذ التيار الوطني الحر. وقد تأكدت معلومات لدى الجنرال بأن فريق الاكثرية لن يمنح جعجع وزارة الاتصالات لاسباب عدة، منها ان النائب وليد جنبلاط ما انفك يطالب بها ويصر عليها اذا كانت من حصة الموالاة مشكلاً فيتو في وجه جعجع لاعتبارات امنية واستخباراتية لم يزل يتوجس منها الزعيم الدرزي. لذا فقد اشارت بعض الاوساط السياسية المتابعة لحركة الاتصالات ان امكانية موافقة عون على هذا التوزيع عالية جداً لان الاعتبارات التي تحكم عون ليست فقط ما يحصل عليه من حقائب بل ما يتم اعطاءه لخصومه وخاصة سمير جعجع والرئيس الاسبق امين الجميل.
في المحصلة فإن الموضوع الحكومي على ما يبدو من الاوساط المتابعة الى انفراج، ولكن على مستوى التأليف وليس على مستوى الاستقرار السياسي العام، فهذه مسألة اخرى، بل على العكس فإن المناخ السياسي مرشح للتصعيد اكثر بعد تأليف الحكومة على خلفية الانتخابات القادمة وعلى خلفية ادعاء الانجازات بين الطرفين، خاصة على المستوى المسيحي بين العماد عون وباقي الاطراف، كذلك في ظل ما يتبناه النائب سعد الحريري عن مقولة الصراع السياسي مع «حزب الله» من داخل المؤسسات اذا ما عطفنا ذلك على تصريح الملك السعودي عبدالله الذي وعد به بقرب نهاية الاشرار الذين لا يريدون الخير للبنان وللبنانيين».
وما لم يقله الملك عبدالله هو على يد من ستتم هذه النهاية، على يد اسرائيل التي تهدد بضرب ايران ام على يد الولايات المتحدة الاميركية، ام بحرب جديدة تشنها اسرائيل على المقاومة في لبنان؟!
Leave a Reply