بلال شرارة
الغريب بطبعه بعيد النظر,عينه تسبق رؤيته، بريء لا يغادر حلم منفاه، شفاف مثل مدينة تتحطم، تبصرون عبرها عري عقدكم .
وهو – الغريب – انا، الذي حطم لعب طفولته ثم جاءكم منهزما «مثل حقل تم حصاده، استودعكم امانة منفاه شريطا» ممدود اليد، مثل ضفـيرة تتكىء على سواد الليل فوجدكم تبعثرون اوطانكم .
وهو – الغريب – بينه وبين غدكم حجاب قلبه، الحاجب يضرب بمنديل معرفته ويرمي بأصداف ودعه على رمل تصحركم الذي يأكل وجه المدن والاشياء ويريد ان يقول, فـيحفظ ابواب فمه ولا يقول !
يقول الغريب : اسمعوا هذا ايها الشيوخ واصغوا :
مثل حراس مقبرة خرافـية للاماني نحن .
نسلم مفايتح منازلنا من جيل الى جيل،
ونحن
كلما قلنا عسى نشد الرحال 00 نوغل فـي الرحيل من مدينة الى مدينة ومن عاصمة الى عاصمة .
بيروت بعد القدس
وبعد بيروت تونس وبعد تونس بنغازي 00 طرابلس الغرب وبعدهم بغداد 00 دمشق 00 اليرموك 00 صنعاء 00 القلمون.. عدن
تعب المسمار من حملنا على صليب معاناته
ماذا الآن …؟
تخرجون من بلادكم
بلادكم تدخل فـيكم
وتعودون الى سيرتكم الاولى
العرب بدو رحل, يعيشون على الترحال سعيا وراء الماء والكلأ والموت.
بلاد الاعاجيب
منذ يوم اكلت الجرذان وجه السد (سد مأرب)
تشظينا عصا فـي كل واد
وصرنا نبكي على رسومنا الدارسة وقوفا وجلوسا
وصرنا نولا
لا يغزل الشعر الا فـي مناخ الصمت
يقول الغريب :
ترمي حجرا على اتساع ذراعيك فتراه عندما يطرق باب خوذة الجنود .
ويقول: نبعث طائرة فتعبث بحياة الناس.
ويقول: ترمي صاروخا فـيخرج على مدار عيونك بذارا خارج حقلك: يهدم شيئا لم يهدم شيئا ؟
هي الطائرة القاتلة
هو – الصاروخ – شيء يشبه سواه ولكنه لا يشبه الحجر
تمام الكل ان اقول كل شيء ولكن تنقصني الكلمات
اجرؤ على الكلام :
الف غارة على اليمن
الفان… ثلاثة
ماذا بعد…
اموال مساعدات عسكرية جديدة لاسرائيل والمستوطنات على (مد عينك والنظر)
البذار والسماد والحصاد
واخيرا هل استطيع ان اقول ؟
لماذا ابالغ فـي حساب العواقب ما دمت غريبا الى هذا الحد ؟
صمتي يكفـيهم
وموتهم يكفـيني
Leave a Reply