خلال الشهور القليلة الماضية، وضعنا ميشيغن على طريق التعافي الاقتصادي بعد عقد من السنوات الكئيبة، بينها ثماني سنوات من الركود، وصفت بـ”الشتاء الذي لن ينتهي”.
ولكن الربيع ظهرت تباشيره بالفعل. لقد وضعنا ميزانية متوازنة للولاية في أيار (مايو) الماضي، وبالطريقة الأسرع خلال الثلاثين سنة الماضية. وقمنا إلى حد كبير بتخريج الضرائب التي تم تخفضيها إلى حد 1.8 مليار في مجال الأعمال. كما قمنا بإطلاق “بيور ميشيغن بيزنس” التي تعمل بالتعاون مع “شركة تطوير اقتصاد ميشيغن” من أجل الجمع بين المصادر الخاصة والعامة من خلال وضع 3 مليار دولار لمساعدة المشاريع الاقتصادية القائمة أو المستحدثة في الولاية.
ويوجد تقدم واضح في الاتجاه الصحيح على طريق تعافي الولاية، ولكن ما قمنا به لا يكفي بالشكل المطلوب لخلق الوظائف وإعادة اقتصاد ولايتنا كما كان. إننا نعلم أن الحكومة لا تخلق الوظائف وإنما رجال الأعمال الموهوبون هم الذين يفعلون ذلك.
ودورنا هو تعبيد الطريق أمامهم وتشجيعهم على الأخذ بزمام المبادرة لإنشاء أعمالهم ومشاريعهم الخاصة، ومن يستطيع المخاطرة أكثر من المهاجرين الذين تركوا أوطانهم وجاؤوا ليعشيوا في بلد مختلف كليا؟.
إن الحقيقة البسيطة هي أن الأعمال الجديدة والمزدهرة ستوظف مزيدا من العاملين، والطريقة الوحيدة لجذب الناس للاستثمار في الولاية هو توفير المناخ اللازم لذلك، وعلينا أن نفتح صدورنا ونرحب بالمهاجرين، راكبي المخاطر، الجاهزين للذهاب إلى العمل.
وكما قال دان فارنر من “كيللوغ فاونديشن” مؤخرا في فعالية “غلوبال ديترويت”: “بشكل لا يمكن دحضه يوجد علاقة واضحة بين ارتفاع نسبة المهاجرين في أية منطقة وازدهار الاقتصاد فيها”.
ولمساعدة اقتصاد ميشيغن على النمو، فإننا نشجع بقوة منظمي الأعمال من المهاجرين للانتقال إلى ولايتنا، خاصة هؤلاء من أصحاب الدرجات الأكاديمية العليا، ولقد أطلقنا مبادرة “غلوبال ديترويت” برعاية “شركة تطوير اقتصاد ميشيغن” و”قسم الحريات المدنية في ميشيغن” إضافة إلى 11 جهة أخرى، لوضع استراتيجيات متنوعة تجعل من ميشيغن ولاية جاذبة للمستثمرين وأصحاب الكفاءات العالية.
إننا نعمل معا على التواصل مع حاجيات الشركات والأعمال في الولاية والاحتفاظ بخريجيي الكليات والمعاهد وتحسين شروط الاستثمار في مجال “الأعمال الصغيرة”، كما أننا نتواصل مع المستثمرين، ونعمل مع واشنطن في مجال التشريعات المتعلقة بالهجرة وإيجاد طرائق تسهل على الوافدين المساهمة والبدء بالعمل بأسرع وقت.
هذه ليست نظرية حول خلق الوظائف، ولكنها حقيقة، وهي التي وضعت ميشيغن في رأس القائمة في السابق، لدينا أكثر من 300 سنة من الخبرة في العمل مع المهاجرين الذين بنوا وأغنوا اقتصاد هذه الولاية. وحتى قبل أن تصبح “كاديلاك” ماركة مسجلة في عالم صناعة السيارات، كان كاديلاك مستكشفا فرنسيا وتاجر فرو عاش في ديترويت قبل 300 عام. فالفرنسيون والبريطانيون مهدوا الأرضية لانطلاق أعمال المهاجرين الذين قدموا فيما بعد في القرنين التاسع عشر والعشرين.
وفي نهاية المطاف، فإن الكثير من المهاجرين الذي أنشأوا أعمالا اقتصادية أصبحوا خالقي وظائف ومراكز قوى. إن أسماء مثل “ماير” و”ماسكو” و”دون تشيميكال” كانوا من مهاجري ميشيغن، كما أن معظم الوظائف يخلقها أصحاب الأعمال الصغيرة من المهاجرين.
لا أحاول أن أجعل من الماضي رومانسيا، ولكنني كمحاسب اكتسب خبرته عبر التدريب، سأترك للأرقام أن تتحدث عن تلك القصص. إن 33 بالمئة من الشركات التكنولوجية أطلقت في ميشيغن بين العامين 1995 و2005 من قبل مهاجرين. وأكثر من 44 بالمئة من حاملي شهادات الماجستير في الهندسة و62 بالمئة من حملة شهادات الدكتوراه في الهندسة.. هم من المولودين خارج هذه البلاد.
كما أنه في العام 2008 فأكثر من 64 بالمئة من المهاجرين هم في سن العمل مقارنة مع نسبة 50,8 بالمئة من غير المهاجرين، وهذا مهم لأنه يعني أن جزءا كبيرا من قاطني ميشيغن هم متقاعدون، أو قريبون من سن التقاعد.
وبالطبع فإن زيادة خلق الوظائف واجتذاب المهاجرين لا يتحقق فقط بإقرار الميزانية بشكل مبكر ولا بالاقتطاعات الضريبية، ولكنهما ضروريان من أجل الانطلاق في هذا الاتجاه.
في العقود الماضية جازف الكثير من العائلات بالمجيء الى ميشيغن والبحث عن حياة أفضل، وبالنسبة لأكثرية المهاجرين فإن فرصة البدء من جديد، هو ما جعل ميشيغن عظيمة ومزدهرة، وعلينا أن نكمل هذا المشوار، لتعود الولاية كما كانت
Leave a Reply