ديربورن – خاص “صدى الوطن”
لبى ما يزيد عن الـ500 شخص من أبناء الجاليات العربية دعوة منظمات عربية وإسلامية لمهرجان تضامني مع “الثورة البحرينية”، في “المركز الإسلامي في أميركا” في ديربورن، مساء الأحد الماضي، لما تتعرض له من مؤامرة إقليمية وإعلامية على خلفية طائفية، حسب المنظمين. وحضر المهرجان ممثلون عن أحزاب وأندية ومؤسسات عربية أميركية، دينية ومدنية واجتماعية وإعلامية.
وبعد تلاوة آيات قرآنية والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الذين قضوا في الثورات العربية، افتتح الناشط نعيم بزي البرنامج بالقول “نقف اليوم مع البحرين، كما وقفنا مع الثورات العربية في مصر وتونس واليمن وليبيا. نقف اليوم في وجه كل طغاة الأرض، لا فرق لأي طائفة ينتمون”.
واستحضر بزي مطلق شرارة الثورات العربية في العالم العربي التونسي محمد بوعزيزي، وقال “من أحرق نفسه من أجل الحرية، لا نسميه منتحرا، لأن من لا يحترق لا يضيء، ويستبد به ظلام الليل”.
وألقى المهندس علي غصين كلمة “حركة أمل في أميركا الشمالية” استنكر فيها “الظلم والقهر والحرمان على الشعوب المظلومة”، وقال إننا “نؤيد مطالبهم بالقول والفعل والدعاء”. أضاف “إننا مع إخواننا العرب في تونس ومصر والبحرين وفلسطين.. نشعر بآلامهم وبعدالة مطالبهم”.
وأدان المهندس إحسان ميرزا الأسدي الذي ألقى كلمة “حزب الدعوة الإسلامية” العراقي “ما يتعرض له الشعب البحريني صاحب المطالب المشروعة في التغيير”، وقال “نحن في العراق نؤكد وقوفنا مع الشعب البحريني ونناشد المنظمات العربية والإسلامية والحقوقية الوقوف إلى جانب البحرينيين وإدانة كل أشكال التدخل الخارجي”.
وأشار ناشر “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني إلى دور الجالية العربية في ديربورن في مساندة القضايا العربية العادلة عبر جميع الوسائل المتاحة، سواء عبر التظاهر، أو التحدث إلى وسائل الإعلام الأميركية، أو إصدار البيانات الصحفية. وقال “لقد تصادف أن معظم أبناء الجالية اللبنانية في ديربورن هم من الشيعة، ولكننا دعمنا المقاومات العربية في فلسطين ولبنان، ولم نتساءل فيما إذا كانت مزارع شبعا (منطقة لبنانية ماتزال تحت الاحتلال الإسرائيلي) منطقة سنية أو شيعية، ولم نتساءل فيما إذا كانت بنت جبيل منطقة سنية أو شيعية”.
وأضاف “لقد دعمنا الشعوب العربية في ثوراتها ضد الحكام الدكتاتوريين في مصر وتونس وليبيا واليمن… وهؤلاء ليسوا من الشيعة”. ونوه إلى أن “الثورة تعني الحرية والكرامة والعدالة.. وهذه المفاهيم ليس لها لون أو دين، وهي من حق جميع الناس”.
وانتقد السبلاني ما أدلى به الشيخ يوسف القرضاوي في مقابلة تلفزيونية مع قناة “الجزيرة” حين تكلم عن عدالة الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا وتجاهل الثورة البحرينية. وقال “إن سماحة الشيخ القرضاوي الذي أجله وأحترمه موقفه من الثورة الليبية، قد أصدر فتوى تبيح قتل القذافي بسبب قتله لشعبه، وإننا ننتظر منه اليوم أن يصدر فتوى تبيح قتل ملك البحرين الذي ينكل ويبيد شعبه”.
ودعا السبلاني الشيخ القرضاوي إلى إدانة ما يحصل في البحرين أسوة بإدانته لما يحصل في ليبيا، وإلى الوقوف إلى جانب “البحرينيين العزل وهم يواجهون آلات القتل”.
ووصف إمام “المركز الإسلامي” السيد حسين القزويني الأحداث في البحرين بأنها “الجرح الأعمق والأكثر إيلاما، ليسوا لأنهم شيعة مثلنا، بل لأن حكومة البحرين استعانت بقوات أجنبية لقمع شعب أعزل”.
وقال “لقد تلقيت منذ قليل رسالة تقول إن قوات “درع الجزيرة” قد دخلت أحد المستشفيات وأجهزت على أربعة جرحى”.
ونوه القزويني بموقف الجالية العربية الداعم لقضايا وحقوق الشعوب العربية بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية، وقال “لقد وقفنا إلى جانب المصريين والتونسيين وهؤلاء ليسوا من الشيعة، كما وقفنا إلى المسيحيين عندما تعرضت كنائسهم في مصر والعراق للإحراق والهدم، وتضامنا مع المظلومين وأصحاب الحقوق عملاً بوصية الإمام علي بن أبي طالب لولديه الحسن والحسين: وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا”.
واستغرب القزويني موقف الشيخ القرضاوي مما يحصل في المنامة، وأشار إلى أن “الشعب الأعزل في البحرين ليس محاصراً فقط من قبل آل سعود وآل خليفة، بل هو محاصر من قبل بعض العمائم المنسوبة إلى الدين، فالقرضاوي خصص خطبة صلاة الجمعة (الماضية)، الموجودة على موقع “يوتيوب”، لهجوم كاسح على شعب البحرين المظلوم، وقال إنه لا يريد دعم البحرينيين لأنهم شيعة ولأنهم يريدون التحكم بأهل السنة”.
وأضاف “كنا نظن أنه (القرضاوي) يتكلم باسم الحق والدين ولكنه يتكلم باسم النفط والغاز”.
ووصف القزويني الثورة البحرينية بالسلمية وقال إن “البحرينيين قدموا الورود لأفراد الجيش الذي يحاصرهم، وهم لم يفعلوا أكثر من التجمع السلمي في دوار اللؤلؤ، فجاءت الحكومة واقتلعت الدوار من أساسه، ولكنها لن تستطيع محو مشاهد القتل من ذاكرة الناس”.
ونعت إمام دار الحكمة الإسلامية الشيخ محمد علي إلهي قوات “درع الجزيرة” بـ”جيش أبرهة الذي جاء من السعودية إلى البحرين… ولكن شعب البحرين ليس خائفا”.
ووصف إلهي القضية البحرينية بالقضية الإنسانية والأخلاقية واستشهد مخاطباً الشيخ القرضاوي بالآية القرآنية “ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا. اعدلوا هو أقرب للتقوى”.
وأشار إلهي إلى أنه كتب رسالة إلى رجال المسلمين، الشيعة في السنة، يطالبهم فيها بقطع علاقتهم بالقرضاوي لأنه أساء للثورة البحرينية ومطالب البحرينيين وحقوقهم.
وفي نهاية البرنامج الخطابي ألقى الدكتور أسامة العرادي كلمة باسم الجالية البحرينية في الولايات المتحدة شكر فيها جميع المتضامنين من أبناء الجاليات العربية مع أبناء الشعب البحريني.
وأكد العرادي أن “معنويات البحرينيين في الوطن عالية رغم التضحيات الكبيرة، وهم يرفعون أصواتهم ويسمعون العالم أجمع”، مؤكداً “أن الشعوب التي ستنتصر في النهاية
Leave a Reply