كان - فاز فيلم «أنا دانيال بلايك» للمخرج البريطاني كين لوتش بجائزة «السعفة الذهبية» لأفضل فيلم في مهرجان «كان» السينمائي بنسخته الـ69، الأحد الماضي، وهي السعفة الذهبية الثانية للوتش (79 عاماً) بعد فوزه في العام 2006 عن فيلمه «The Wind that Shakes the Barley» ولم يحصل سوى تسعة مخرجين على السعفة الذهبية مرتين.
الإيراني شهاب حسيني مع جائزة أفضل ممثل عن فيلم «البائع»
|
ويتناول فيلم I, Daniel Blake قصة نجار خمسيني تعرض لإصابة في العمل أجبرته على التقاعد في سن مبكرة ويحكي الفيلم مكافحته ضد كابوس البيروقراطية في قطاع الخدمات الصحية في بريطانيا. بقي كين لوتش مخلصاً، في فيلمه، إلى مبادئه السياسية والاجتماعية، وقد استعاد بعضها في خطابه وهو يستلم جائزته حين تحدث عن الاقتصاد وعن التحذير من اليمين المتطرف الذي يجتاح كل شيء. وقال في مؤتمر صحفي إن «العالم الذي نعيش فيه يوجد بوضعية خطيرة»، لأن الأفكار التي «نسميها بالليبرالية الجديدة قد تقودنا إلى الكارثة» حسب وصفه، مضيفاً أن «عالماً آخر يظل ممكناً بل وضرورياً»، في حين حذر من عودة اليمين المتطرف.
الفيلم الإيراني «البائع» للمخرج «أصغر فرهادي» كان أكبر الفائزين في كان، إذ إنه الفيلم الوحيد الذي حاز جائزتين، الأولى جائزة أفضل ممثل لشهاب حسيني (عن دوره في البائع)، كما جائزة أفضل سيناريو. أولى ردات الفعل كانت من حسيني (42 عاماً) الذي قال: «أشكر الله» على الفوز الذي أهداه الى الشعب الايراني. وهو من الممثلين المفضلين لأصغر فرهادي وسبق له أن صور مع المخرج الايراني في فيلم «انفصال»، وقد حاز هذا الفيلم العام 2102 جائزة «سيزار» و«أوسكار» كأفضل فيلم أجنبي.
يروي فيلم «البائع» قصة «عماد» (شهاب حسيني) و«رنا» (ترانه علي دوستي) وهما ممثلان متزوجان يتدربان على مسرحية ويضطران لمغادرة شقتهما في طهران بسبب أشغال تهدد المبنى. ويجد صديقٌ شقةً جديدة للزوجين من دون أن يقول لهما ان المستأجرة السابقة كانت مومساً. وفي أحد الأيام يأتي زبون سابق الى الشقة ويجد رنا في الحمام. فيعتدي عليها فتنقلب حياتها، في حين يقرر عماد الانتقام، مما يؤدي الى اضطرابات في علاقتهما الزوجية. وقال فرهادي لدى تسلمه الجائزة: «أفلامي ليست معروفة بطابعها الفرح» آملا أن يحمل فيلمه «الفرح الى الشعب الايراني».
أما جائزة أفضل ممثلة فكانت من نصيب الفيليبينية جاسلين جوسه عن دورها في فيلم «ما روسا» للمخرج الفيليبيني بريانتي مندوزا. ويشكل الفيلم صرخة في وجه الفساد وآفة المخدرات المستشرية في البلاد، وتؤدي فيه «جوسه» دور ربة عائلة متواضعة الحال تضطر الى جمع مبلغ كبير من المال لتجنب دخول السجن مع زوجها. وهي تدير متجراً صغيراً في الحي الذي تحظى به باحترام كبير وتبيع فيه مادة «كريستال ميث» التي تسمى مخدرات الفقراء. وعند توقيفها يروي الفيلم محاولاتها ومحاولات زوجها للخروج من مقر الشرطة الى حيث اقتيدا. وقالت الممثلة وقد غلب عليها التأثر لدى تسلمها الجائزة: «لا أعرف ما اقول، لقد تفاجأت كثيراً، شكراً بريانتي مندوزا؛ انه مخرج رائع وعبقري فعلي».
«الجائزة الكبرى للجنة التحكيم» نالها أصغر مخرج في المهرجان كزافييه دولان (26 سنة) عن فيلمه الأخير It’s Only the End of the World (إنها فقط نهاية العالم) عن كاتب يعود إلى عائلته بعد غياب 12 عاماً، راغباً في الموت بينهم مصاباً بالآيدز. أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة ففاز بها (American Honey) للمخرجة الأميركية أندريا أرنولد التي قدمت قراءة لافتة عن التفاوت الطبقي في أميركا من خلال مجموعة من الشباب المراهقين الذين يقومون بجولة في عدد من الولايات للترويج لمجلتهم وتأمين إشتراكات لها.
ومن العالم العربي فازت المخرجة المغربية هدى بن يمينة عن فيلمها Divines (إلهيات) بجائزة «الكاميرا الذهبية»، وموضوع الفيلم المسلمون المتشددون والضغط على فتاة تقطن في محيطهم، مع الممثلتين: أولايا عمامرة، وماجدولين إدريس.
Leave a Reply