غراند رابيدز – في وقت يسود فيه المجتمع الأميركي استقطاب شديد، منذ انتخاب دونالد ترامب رئيساً للبلاد، تخوض شقيقتان توأمان من غرب ميشيغن، الانتخابات التمهيدية في السابع من آب (أغسطس) الجاري ببرنامجين انتخابيين متناقضين.
مونيكا سباركس وجيسيكا آن تايسون شقيقتان توأمان، تتفقان في كلّ الأمور ما عدا السياسة، إذ تؤيد واحدة الحزب الديمقراطي وسياساته الليبرالية، فيما تناصر الثانية الحزب الجمهوري والسياسات المحافظة، وكلتاهما مرشحتان لعضوية مجلس مفوضي مقاطعة كنت، عن دائرتين مختلفتين.
تربط بين الشقيقتين البالغتين من العمر 46 عاماً روابط قوية، توطّدت خلال طفولة طبعها الاستغلال، وعصفت بها المشاكل، وهما تؤكدان أنهما مثال حيّ، على أنه من الممكن تخطي الاختلافات السياسية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد، وفقاً لوكالة «فرانس برس».
وتقول جيسيكا آن تايسون «أنا مصدومة فعلاً بمدى الكراهية التي تفرّق الناس، وبرؤية أمهات لا يتكلمن مع أبنائهن، وآباء يقطعون العلاقات مع بناتهم».
وتؤكد مونيكا سباركس «لن ندع بذور هذا الشقاق تصل إلى عائلتنا».
وتعيش التوأمان في مدينتين بمقاطعة كنت التي تضم مدينة غراند رابيدز –ثاني أكبر مدن ولاية ميشيغن بعد ديترويت.
ومن المرتقب إجراء الانتخابات التمهيدية في السابع من آب (أغسطس)، وتتنافس فيها سباركس مع ثلاثة مرشحين ديمقراطيين في إحدى الدوائر، في حين أن تايسون هي المرشحة الوحيدة على لائحة الجمهوريين في دائرة أخرى.
وتتفق الشقيقتان على مسألة واحدة هي خدمة المواطنين والحدّ من التباين السياسي، وهما مستعدتان لمناقشة كلّ المسائل الأخرى.
وتقول سباركس: «لا بدّ من التوصل إلى نقاط تفاهم إذا ما أردنا التقدّم كمجتمع، وهذا جلّ ما في الأمر».
وكلامهما هذا نابع من تجاربهما، فقد كانت الشقيقتان تتكلان على بعضهما بعضاً في الطفولة، وقت كان يتعذر عليهما الاعتماد على البالغين.
في الخامسة من العمر، وضعت مونيكا وجيسيكا آن المولودتان سنة 1972 في لانسنغ لأمّ مدمنة على الهيروين، في عهدة أسرة أخرى حيث قاستا «عذاباً نفسياً وجسدياً وجنسياً»، بحسب ما تروي سباركس، وهي تستذكر شقيقتها باحثةً في القمامة عما يسدّ جوعها.
وتؤكد تايسون «تعرضنا لشتى الانتهاكات لكننا تدبّرنا أمورنا سوياً».
وقد تبناهما لاحقاً أهل محبون، نقلوا إليهما حسّ الخدمة المدنية، حيث شاركتا في أعمال خيرية ومشاريع تعود بالنفع على أبناء منطقتهما، توازياً مع ترؤس شركات تجارية صغيرة.
وتقرّ مونيكا من جهتها بأن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية هو ما دفعها لخوض المعترك السياسي، وتقول: «لا يعجبني ما يحصل في البلد ولا أريد أن أبقى مكتوفة اليدين، ولا بدّ لي من التحرك».
أما شقيقتها، فهي تؤيّد الرئيس الأميركي، وتقول: «أنا أثق بالكامل برئيسنا».
وترغب التوأمان في أن تنقلا قيم احترام الآراء المتباينة والإصغاء إلى وجهات نظر الآخرين.
Leave a Reply