كريغ: لن نسمح بإقامة «منطقة محررة» على غرار سياتل في الداونتاون
ديترويت – شهدت مدينة ديترويت خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، جولة جديدة من المواجهات العنيفة بين الشرطة والمتظاهرين من حركة «حياة السود مهمة»، حيث قال قائد شرطة المدينة، جيمس كريغ، إن عناصر دائرته تحركوا بحزم لمنع إقامة «منطقة خارجة عن القانون» مثلما حصل في مدينة سياتل مؤخراً.
وجاء الإعلان عن موقف كريغ بالتزامن مع إطلاق تحقيق بشأن سلوك عناصر الشرطة خلال المواجهة مع المتظاهرين يوم السبت الماضي، والتي أسفرت عن اعتقال 44 شخصاً وتخللها استخدام غازات مسيلة للدموع ورذاذ الفلفل لتفريق المحتجين على وحشية الشرطة والعنصرية ضد السود، في إطار حركة «ديترويت سوف تتنفس» المنبثقة عن «حياة السود مهمة».
وقال كريغ: «لن أسمح لأية مجموعة بإقامة منطقة خارجة عن القانون، مثل سياتل، هنا في ديترويت»، مشدداً على أن «هذا قرار غير خاضع للنقاش».
وكانت شرطة مدينة سياتل –في إطار التجاوب مع حركة «حياة السود مهمة»– قد سمحت بإقامة «منطقة محررة» (خالية من الشرطة) شملت عدة بلوكات من وسط المدينة الواقعة بولاية واشنطن في شمال غربي البلاد. غير أن «المنطقة المحررة» سرعان ما شهدت حوادث إطلاق نار وقتل واغتصاب فضلاً عن تعاطي المخدرات على نطاق واسع، مما دفع الشرطة في حزيران (يونيو) الماضي، إلى التحرك لطرد المتظاهرين واستعادة المباني والشوارع التي تمت استباحتها لعدة أسابيع.
وكان المتظاهرون قد أقدموا على قطع الطريق عند تقاطع وودورد وجون آر في وسط ديترويت، السبت الماضي، احتجاجاً على استقدام عناصر أمن فدراليين إلى المدينة في إطار «عملية الأسطورة» التي أطلقتها إدارة الرئيس دونالد ترامب لكبح معدلات الجريمة المتصاعدة في بعض المدن الأميركية.
وقال الناشطون في دعوة التظاهر عبر فيسبوك، إنهم سيواصلون احتلال تقاطع شارعي وودورد وجون آر، إلى حين إنهاء «عملية الأسطورة» وسحب العناصر الفدراليين «الذين تم إرسالهم من قبل إدارة ترامب إلى ديترويت بهدف ترهيب أبناء المجتمعات الملونة».
ومع احتشاد العشرات تلبيةً لدعوة التظاهر، رفض المحتجون مطالبات الشرطة المتكررة بإعادة فتح الطريق مساء أمام حركة المرور رغم تلقيهم ثمانية إنذارات بهذا الشأن، مما دفع الشرطة في نهاية المطاف إلى التحرك بحزم لإعادة فتح الطريق.
ووفقاً لكريغ فإن 28 شخصاً من أصل الـ44 الذين تم اعتقالهم، لم يكونوا من سكان ديترويت، مشيراً إلى أنهم قدموا من الضواحي، وأحدهم جاء من ولاية كاليفورنيا.
وبحلول يوم الاثنين المنصرم، تم إخلاء سبيل جميع المعتقلين الذين وجهت لهم تهم بارتكاب جنح، باستثناء واحد من سكان آناربر تم اتهامه بارتكاب جناية بسبب استخدامه لهراوة في المواجهة مع الشرطة، بحسب كريغ.
وقوبل تعامل شرطة ديترويت مع المتظاهرين بانتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم اتهام عناصر الدائرة باستخدام القوة المفرطة في مواجهة المحتجين، وهو ما نفاه كريغ بشدة، واصفاً تلك الادعاءات بأنها «خاطئة».
واعتبر كريغ أن بعض المتظاهرين أبدوا مقاومة للشرطة أثناء اعتقالهم، وهو ما يبرر قانونياً استخدام القوة لتنفيذ الاعتقالات، متعهداً بأنه في حال أظهرت التحقيقات أي تجاوزات من قبل عناصره فستتم معاقبة المخالفين.
وأوضح كريغ بأن جميع الفيديوهات والصور التي اطلع عليها، لا تظهر أية مخالفات لعناصر الشرطة، متهماً وسائل الإعلام بتجاهل حقيقة أن بعض المتظاهرين يكونون عدوانيين ومسلحين بالعصي والمطارق، وقد قام أحدهم خلال التظاهرة الأخيرة بتوجيه ضوء الليزر على طائرة مروحية تابعة للشرطة، مما كان يمكن أن يتسبب بكارثة حقيقية لو تم تصويب الضوء على عيني الطيار.
من جهة أخرى، قال نائب قائد الشرطة، تود بيتيسون، إنه تحدث إلى العديد من النشطاء والقادة المحليين في ديترويت، مؤكداً أنهم أعربوا له عن رفضهم التام للأساليب التي تعتمدها حركة «ديترويت سوف تتنفس». وقال موجهاً كلامه إلى ناشطي الحركة التي تواصل تنظيم التظاهرات منذ ثلاثة أشهر: «أنتم غير مرحب بكم هنا. فقط اذهبوا. فعملكم لن ينجح».
وعلى الرغم من تكرار المواجهات المحدودة بين الشرطة وبين المتظاهرين في ديترويت خلال الأسابيع الماضية، إلا أن المدينة تظل بمنأى عن أعمال الشغب والتخريب الواسعة التي طالت العديد من المدن الأميركية الأخرى منذ مقتل الإفريقي الأميركي جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس في 25 أيار (مايو) الماضي.
Leave a Reply