ديربورن – تم الأسبوع الماضي نقل تمثال رئيس بلدية ديربورن الأسبق أورفيل هابرد عشرات الأقدام من أمام «متحف ديربورن التاريخي»، تمهيداً لنقله إلى داخل المبنى حال الانتهاء من أعمال ترميمه.
وكانت البلدية في آذار (مارس) الماضي قد قامت بنصب التمثال في الحديقة الأمامية للمتحف الواقع عند تقاطع شارعي غاريسون وبرايدي، على بعد بلوك واحد من ميشيغن أفنيو في غرب المدينة. وقد تم نقل التمثال البرونزي مسافة ثمانين قدماً إلى الجانب المقابل لمنزل «مكفادن روس» التاريخي، ليصبح بذلك أبعد عن أنظار المارة في المكان.
وقوبل نصب التمثال بالقرب من شارع ميشيغن أفنيو بانتقادات حادة، بسبب التاريخ العنصري لهابرد الذي ترأس بلدية ديربورن بين العامين 1942 و1978، وكان من أبرز المدافعين عن نظام الفصل العنصري بين البيض والسود. وقد عرف على المستوى الوطني بأنه أحد أشد المسؤولين كراهية للأفارقة الأميركيين في شمال البلاد، وقد وقف حاجزاً عنيداً أمام انتقالهم للعيش أو حتى التجول في ديربورن، إلى حين وفاته عام 1982 عن عمر ناهز ٧٩ عاماً.
وكان تمثال هابرد قد أزيل من أمام مبنى البلدية السابق عند تقاطع شارعي ميشيغن أفنيو وشايفر في شرق المدينة في أيلول (سبتمبر) 2015، وذلك بعد أن تم بيع المبنى لمؤسسة «آرت سبايس» وانتقال البلدية إلى مقرها الحالي.
ويعتبر هابرد واحداً من رؤساء البلديات الأكثر حكماً في تاريخ الولايات المتحدة، وقد اشتهر بلقب «ديكتاتور ديربورن» حيث انتخب لرئاسة البلدية ١٥ مرة كان آخرها في العام ١٩٧٣، وقد تبين في إحدى الانتخابات أنه قام بتأجير منافس له حتى لا يظهر بمظهر المستبد.
ولا شك في أن هابرد حقق خلال سنوات حكمة الـ٣٦ خدمات كبيرة لديربورن، أبرزها شراء برج للمتقاعدين القاطنين في المدينة وذلك بولاية فلوريدا (تم بيعه)، ومنتزه «كامب ديربورن» في بلدة ميلفورد (مقاطعة أوكلاند)، إلى جانب تحسين نوعية الحياة والخدمات البلدية في المدينة، غير أن مواقفه العنصرية الشرسة تظل حتى اليوم بقعة سوداء في تاريخ ديربورن.
وكانت لهابرد تصريحات عنصرية مقيتة ضد السود وقد بذل كل جهده من أجل منعهم من المجيء إلى ديربورن عبر تسليط الشرطة عليهم تحت شعار «إبقاء ديربورن نظيفة»، كما أوعز إلى شرطة المدينة خلال أحداث 1967 بإطلاق النار على السود في حال دخولهم ديربورن لمنع وقوع أعمال نهب مماثلة لما كان يحدث في ديترويت.
Leave a Reply