علي حرب – «صدى الوطن»
«الساعة تشير الى الثالثة صباحاً وأطفالك آمنون ويغطون فـي سبات عميق. ولكن هناك هاتف فـي البيت الأبيض، لا يتوقف عن الرنين. شيء ما يحدث فـي العالم»، هذه الكلمات جاءت من ضمن سيناريو إعلان لهيلاري كلينتون يعود لعام ٢٠٠٨، عندما كانت وزيرة الخارجية السابقة فـي تنافس محموم مع باراك اوباما للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.
مع صعود تنظيم «داعش» الإرهابي يبدو العالم أكثر خطورة اليوم مما كان عليه قبل سبع سنوات ولهذا السبب اتخذ موضوع الأمن الوطني مركز الصدارة فـي البرامج الانتخابية لمرشحي الرئاسة حيث يسعى المرشحون من الجانبين لنشر استراتيجياتهم لهزيمة الجماعة التكفـيرية.
وفـيما يلي خطط المرشحين الرئيسيين حول المسلحين المتطرفـين فـي سوريا والعراق:
هيلاري كلينتون
خطة هيلاري كلينتون لهزيمة «داعش» يبدو وكأنها استمرار لسياسة الرئيس أوباما. وزيرة الخارجية السابقة تريد توسيع الائتلاف المشارك فـي الحملة الجوية ضد الجماعات الإرهابية عن طريق «انخراط بلدان قابعة على الهامش تتفرج».
«نحن لا يمكن أن نطوق «داعش» نحن بحاجة إلى إلحاق الهزيمة بها» نص بيان على موقع كلينتون الانتخابي على الانترنت، وأضاف «وهذا يعني ملاحقة الجماعة فـي سوريا والعراق وجميع أنحاء الشرق الأوسط. ويعني تكثيف الغارات الجوية والتأكد من تزويد القوات البرية المحلية والإقليمية لما تحتاجه لملاحقة «داعش» وخلق أماكن آمنة».
وتريد المرشحة الديمقراطية أيضاً العمل مع «شركاء من الشرق الأوسط» لاستهداف الأدوات الدعائية للمتشددين.
وفـي موقعها كوزيرة أوباما الخارجية، دعت كلينتون الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي عن السلطة فـي شهر آب (اغسطس) من عام ٢٠١١. ولكن مع تنامي الصراع فـي سوريا وتطوره إلى حرب مدمِّرة أسفرت عن صعود التطرف وحصد مئات الآلاف من الأرواح، أصبح القلق الرئيس لكلينتون فـي سوريا هو «داعش» لا الأسد.
وفـي هذا الصدد ذكرت فـي كلمةً لها أمام «مجلس العلاقات الخارجية» فـي شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي «لن يكون هناك جهد عسكري ناجح فـي هذه المرحلة لقلب نظام الأسد»، وأضافت «هذا يمكن أن يحدث فقط من خلال العملية السياسية، لذلك ينبغي أن نركز جهودنا على داعش».
وتخطِّىء كلينتون أوباما لعدم تسليح المتمردين ضد الأسد فـي وقت مبكِّر من الأزمة السورية قبل أن تسارع إيران وروسيا وحزب الله لمساعدة الحكومة السورية. واستدركت «نحن بحاجة لتأليب الناس ضد العدو المشترك «داعش» وبعد ذلك نحن بحاجة لمعرفة كيف نضع معاً خاتمة سياسية».
بيرني ساندرز
بيرني ساندرز ليس تدخلياً فـي النزاعات الخارجية وهو كثيراً ما يكشف تصرف كلينتون لكونها «مروجة لتغيير النظام السوري»، المرشَّح الذي ينصب نفسه اشتراكياً ديمقراطياً يريد التقليل من تدخل الولايات المتحدة فـي شؤون الدول الأجنبية.
سناتور ولاية فـيرمونت يلوم صعود «داعش» على الغزو الأميركي للعراق. وكان كثيراً ما ينتقد كلينتون لتصويتها لصالح الحرب فـي عام ٢٠٠٣ عندما كانت عضواً فـي مجلس الشيوخ، فـي حين انه عارض ذلك فـي كونغرس الولايات المتحدة نفسه.
ويناقش ساندرز إن التصويت على التدخُّل فـي العراق «يوضح أحقية وتفوق بصيرته فـي قضايا السياسة الخارجية على الرغم من خبرة كلينتون». وأكد ساندرز على الابتعاد عن أي عمل عسكري من جانب واحد. «ولكي تتم فعلاً هزيمة «داعش» على الجيش الأميركي أن يكون جزءاً من ائتلاف يقوده الحلفاء المسلمون فـي الشرق الأوسط».
«فـي الوقت الذي يجب أن لا نهدأ فـيه فـي محاربة الإرهابيين الذين يريدون إلحاق الأذى بنا، نحن لا يمكن، بل لا ينبغي، أن نكون شرطي العالم، ولا يجدر بنا ان نتحمل عبء مكافحة الإرهاب وحدنا»، كما أشار بيان على موقع ساندرز الإنتخابي، وأردف «يجب أن تكون الولايات المتحدة جزءاً من تحالف دولي بقيادة مستمرة من قبل الدول المعنية فـي المنطقة القادرة على حماية نفسها، وهذا هو السبيل الوحيد لهزيمة «داعش» والبدء فـي عملية تهيئة الظروف لتحقيق سلام دائم فـي المنطقة».
ودعا ساندرز السعودية وإيران وتركيا والأردن لـ«بل أيديهم» فـي المنطقة ووضع جنودهم على الأرض لهزيمة المتطرفـين فـي سوريا والعراق. وخص عضو مجلس الشيوخ أيضاً قطر عندما حث الدول العربية على التركيز على محاربة الأصوليين.
وتابع لقد أفـيد أن قطر ستنفق ٢٠٠ مليار دولار على كأس العالم عام ٢٠٢٢، بما فـي ذلك إنشاء عدد هائل من التسهيلات لاستضافة مباريات كرة القدم، ولكنها لا تنفق الا القليل جداً لمحاربة «داعش».
كذلك يريد ساندرز القضاء على شبكات تمويل الارهاب. غير إنه ليس من الواضح كيف سيتمكن من جمع القوى المتنافرة فـي الشرق الأوسط -وبعضها أعداء ضد بعضها البعض- من أجل التعاون ضد الإرهاب. وفـي حين ان ساندرز لا يريد اقحام أميركا فـي صراع دائم فـي سوريا، فإن مهمة إقناع الدول العربية للمشاركة فـي حرب تُرِيد الولايات المتحدة أن تتجنبها تبدو عسيرة ودونها عقبات كبيرة.
ويفضل ساندرز وضع اتفاق سياسي متفاوض عليه دولياً لوضع حد للنزاع فـي سوريا. وقال انه يعارض فرض منطقة حظر الطيران فـي سوريا ولا يرى الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد أولوية فـي السياسة الخارجية – وهي وجهة نظر يشترك فـيها مع مرشَّح الحزب الجمهوري الأوفر حظاً دونالد ترامب.
دونالد ترامب
يبدو ترامب غير مبال ببقاء الأسد. بل إنه فـي شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي انتقد أوباما لدعمه المسلحين السوريين ومضى يقول «الأسد سيء ربما.. لكن هؤلاء (المعارضين المسلحين) يمكن أن يكونوا أسوأ منه».
ترامب أيضاً ينتقد جورج دبليو بوش وحربه على العراق ويحمله مسؤولية الفوضى فـي الشرق الأوسط. لكنه ذهب خطوة أبعد من ذلك بتحميل إدارة اوباما وزر المساهمة فـي صعود «داعش» مؤكداً فـي مهرجان انتخابي حاشد فـي كانون الثاني (يناير) الماضي «لقد خلقوا «داعش» هيلاري صنعتها مع أوباما».
المرشح الأوفر حظاً، الذي يتمحور برنامجه الانتخابي حول الوعد بجعل أميركا بلداً عظيماً مرة أخرى، أعرب عن اعتقاده بأن واشنطن تخسر الحرب ضد الإرهاب.
ويحرص ترامب فـي خطاباته على تكرير عبارة على زنأن أميركا ما عادت تربح فـي أي معركة تخوضها، بما فـي ذلك الحرب على داعش، ويؤكد ترامب تأييده للضربات الروسية للإرهابيين فـي سوريا كما يدعو الى «إلحاق الهزيمة» بالتنظيم الإرهابيي عبر تجفـيف موارده المالية و«أخذ النفط»، كما يكرر دوماً.
ولكن لم يشرح ترامب قط كيفـية الاستيلاء على نفط المنطقة.
وفـي إعلان إذاعي له، وعد ترامب «بشكل سريع وحاسم قصف «داعش» كقصف الجحيم».
تيد كروز
يصف كروز الأسد بأنه «رجل سيء»، لكنه يقول إن سوريا أكثر أماناً بوجوده فـي السلطة.
«إذا قمت باسقاط حاكم مستقر، فسترمي دولة فـي الشرق الاوسط فـي حالة من الفوضى وتسلمها إلى الإرهابيين الإسلاميين الراديكاليين وهذا يضر بأميركا»، كما قال كروز فـي شهر تشرين الثاني (ديسمبر) الماضي.
خطة سناتور ولاية تكساس بالنسبة للتنظيم الارهابي هي مطابقة لخطة ترامب، مع مزيد من الوعد بالتركيز على القصف الممنهج لتمشيط المناطق التي يسيطر عليها «داعش»، ولكن السناتور كروز كرر موقفه رافضاً التراجع عنه. واوضح «يجب قصفهم قصفاً تمشيطياً يؤدي لمحوهم. أنا لا أعرف إذا كان الرمل يمكن أن يضيء فـي الظلام، ولكننا سنكون فـي طريقنا لمعرفة ذلك».
كروز يقف ضد نشر قوات أميركية لمحاربة المسلحين ويفضل تسليح المقاتلين الأكراد لكي يكونوا «جيشنا المحارب على الأرض».
ماركو روبيو
ماركو روبيو، يقول ان إسقاط الأسد هو أساسي لهزيمة «داعش» ويدافع السناتور من فلوريدا عن توجيه ضربات ضد الحكومة السورية. ومضى يقول «ما دام الأسد موجوداً فـي السلطة فسترى أن ذلك سيخلق الظروف الملائمة «لداعش» ليطفو على السطح ويظهر أكثر».
روبيو يريد من الحلفاء «العرب السنة» تشكيل ائتلاف لمحاربة «داعش» على الأرض. ويختم بالقول ان قوات مكافحة «داعش» ستكون مدعومة من قبل الأميركيين من دون تحديد عدد أو نطاق تورط القوات الأميركية.
جون كايسيك
يريد جون كايسيك إرسال الولايات المتحدة جنوداً لها على الأرض لتدمير «داعش» كما أنه لا يدعم استخدام قوات عسكرية للتخلص من الأسد. واشار الشهر الماضي إلى أن الولايات المتحدة لا ينبغي أن «تتورط» فـي «الحروب الأهلية فـي الشرق الأوسط».
ويعارض كايسيك عقيدة بوش. مؤكداً فـي كلمة له فـي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي «أنا لست الشخص الذي يعتقد فـي بناء الأمم الأخرى لأن بناء الأمة لا يستأهل بالنسبة لنا المخاطرة برجالنا ونسائنا فـي الجيش للقيام به. اعتنوا (ايها الجنود) بانفسكم وأتقنوا عملكم وعودوا إلى رحاب الوطن».
Leave a Reply