الديمقراطيون والجمهوريون يتقاسمون مجلسي الكونغرس: حان وقت التعاون؟
واشنطن – في ظل إنفاق غير مسبوق على انتخابات الكونغرس النصفية، نجح الديمقراطيون، الثلاثاء الماضي، من انتزاع الأغلبية في مجلس النواب الأميركي دون أن يتمكنوا من إلحاق هزيمة سياسية بالرئيس دونالد ترامب بعدما تمكن الجمهوريون من تعزيز أغلبيتهم في مجلس الشيوخ.
وبانتظار المصادقة على نتائج الانتخابات النهائية في ولايتي أريزونا وفلوريدا، يتجه الجمهوريون لإضافة مقعدين إلى حصتهم في مجلس الشيوخ مما يمنح ترامب، القدرة على مواصلة تعيين القضاة الفدراليين وملء المناصب الرئيسية في إدارته مثل وزير العدل.
وخسر الديمقراطيون ثلاثة مقاعد في مجلس الشيوخ في كل من إنديانا ونورث داكوتا وميزوري، في حين تمكنوا من انتزاع مقعد ولاية نيفادا من السناتور الجمهوري دين هيلير.
وجاء فوز الديمقراطيين في مجلس النواب متوقعاً، بانتزاع أكثر من ٣٠ مقعداً من الجمهوريين (بانتظار إعلان النتائج النهائية)، ولكنه ظل دون الخسائر التي مُني بها الرئيسان بيل كلينتون وباراك أوباما في انتخابات منتصف ولايتهما الأولى، حيث خسر كلينتون أكثر من ٥٠ مقعداً عام ١٩٩٤، وأوباما ٦٣ مقعداً في ٢٠١٠.
وهذه هي المرة الأولى التي يسترجع فيها الديمقراطيون الأغلبية في المجلس النيابي منذ ثماني سنوات.
وهو ما سيمنحهم سلطة للتدقيق في سياسات إدارة ترامب والمساعدة في تشكيل أجندة البلاد السياسية للسنتين القادمتين.
وبحسب النتائج المعلنة حتى فجر الجمعة فقد حصل الديمقراطيون على ٢٢٥ مقعداً في المجلس.
الأغلى في التاريخ
المعركة الانتخابية كانت محمومة، في ظل إنفاق غير مسبوق على الإعلانات في التلفزيون والراديو ووسائل التواصل الاجتماعي، وأخرى موجهة للهواتف المحمولة والأرضية للناخبين، ومنشورات تصلهم في البريد.
في أكثر من 10 سباقات تنافسية في مجلس النواب، تم إنفاق 238 مليون دولار، من بينها 96 مليوناً أنفقها الجمهوريون.
ومن المتوقع أن تبلغ التكلفة الإجمالية لجميع الحملات سواء في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ 5.2 مليارات دولار.
ووصفت وسائل إعلان هذه الانتخابات بأنها الأكثر كلفة في تاريخ انتخابات الكونغرس.
وتقع أربعة من بين السباقات الأكثر كلفة في كاليفورنيا، والأخرى في ولايات واشنطن وبنسلفانيا وكولورادو وفلوريدا ونيويورك ومينيسوتا.
الدائرة 25 في كاليفورنيا تصدرت القائمة بمجموع 26 مليون دولار.
وفي السباق على مقاعد مجلس الشيوخ، تبدو الأرقام أكبر بكثير. في فلوريدا، فقد أنفق المرشحان لمنصب حاكم الولاية، الجمهوري ريك سكوت، والديمقراطي بيل نيلسون 160 مليون دولار.
وفي المرتبة الثانية، جاءت حملتا الديمقراطية كلير ماكاسكيل والجمهوري جوش هاولي في ميزوري بمجموع 108 ملايين دولار.
أما أكثر المرشحين إنفاقاً كان الديمقراطي بيتو أورورك الذي فشل في انتزاع مقعد تكساس بمجلس الشيوخ الأميركي من السناتور الجمهوري تيد كروز.
وأفرزت نتائج الانتخابات النصفية عن وجوه جديدة متنوعة ستتمكن من دخول مبنى الكابيتول الشهير للمرة الأولى في تاريخها. ومن أبرز تلك الوجوه تقدميون شباب ونساء مسلمات وممثلون عن السكان الأصليين.
حان وقت التعاون
من جانبه أشاد الرئيس دونالد ترامب الأربعاء الماضي، بالنجاحات التي حققها الجمهوريون في انتخابات التجديد النصفي التي أجريت الثلاثاء المنصرم في الولايات المتحدة، مقارنة بالهزائم الكبيرة التي يتعرض لها الرؤساء عادة في انتخابات منتصف الولاية.
وقال ترامب في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض إن الجمهوريين قاموا «بعمل عظيم يشهد عليه التاريخ»، مؤكداً أن هذه الانتخابات مهمة بالنسبة لجولة انتخابات الرئاسة التي ستجرى في 2020.
وأضاف أن الجمهوريين يسيطرون الآن على أغلب مناصب حكام الولايات والتي تشغل نساء، ثلاثاً منها.
وأكد الرئيس الأميركي أن نتائج الانتخابات تكشف عن الدعم الذي تحظى به سياسات إدارته في مجالات عديدة، لكنه استدرك بالقول إنه: «حان وقت التعاون مع الديمقراطيين».
ورأى الرئيس ترامب أن الجمهوريين والديمقراطيين يمكن ان يتوصلوا إلى تفاهمات على صعيدي البنية التحتية والرعاية الصحية بعدما تمكن الديمقراطيون من انتزاع الغالبية في مجلس النواب إثر انتخابات منتصف الولاية.
وقال «قد نتوصل إلى اتفاق وقد لا نتوصل. هذا ممكن. ولكن تجمعنا كثير من القواسم المشتركة حول البنية التحتية. نريد أن نفعل شيئاً بالنسبة للرعاية الصحية وهم يريدون القيام بشيء بالنسبة للرعاية الصحية. ثمة أمور كثيرة عظيمة يمكن أن نقوم بها معا»، مثل الحد من ارتفاع أسعار الدواء وحماية البيئة.
في المقابل، قالت نانسي بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب الأميركي، والمرشحة الأبرز لرئاسته، إن الديمقراطيين سيستغلون فوزهم لتنفيذ جدول أعمال يحظى بتأييد الحزبين لدولة عانت «بما يكفي من الانقسامات»، في لهجة بدت مهادنة بعض الشيء.
ومن المتوقع أن تستعيد بيلوسي رئاسة المجلس النيابي الذي شغلته لمدة أربعة أعوام بدءاً من عام 2007. وكانت أول سيدة تتولى هذا المنصب.
Leave a Reply