سامر حجازي – «صدى الوطن»
لم يكن يوسف حراجلي يفكر يوماً أن حياته ستكون مهددة مثلما حدث معه ليل السبت 12 أيلول (سبتمبر) الماضي وهو فـي طريقه لإيصال طلبية بيتزا الى أحد المنازل فـي ديترويت. كانت ليلة لا تنسى جعلته يفقد هدأة الحياة بعد أن كمن له خمسة شبان أميركيين سود تراوحت أعمارهم بين سن المراهقة وأواسط العشرينات.
حراجلي (31 عاماً) يعمل منذ العام 2011 فـي إيصال الطلبيات من مطعم «بيتزا بلايس» الواقع على شارع فورد، وهي ليست المرة الأولى التي يقوم فـيها بإيصال البيتزا الى منازل الزبائن فـي ديترويت، لكن هذه المرة كان عرضة لكمين تعرض خلاله للسطو المسلح وكاد أن يكون ضحية، مثله مثل المئات الذين يقتلون من أجل حفنة من الدولارات.
وفـي التفاصيل، فإن حراجلي الذي إعتاد على إيصال الطلبيات للمنازل فـي ديربورن وديربورن هايتس، توجه تلك الليلة الى شارع ستاهيلين فـي منطقة وورنديل لإيصال طلبية بيتزا، وما أن توقف أمام المنزل المقصود حتى شعر بأن هناك شيئا يبعث على الشك والريبة، فقام وهو جالس فـي سيارته بالإتصال ثلاث مرات بالزبائن للخروج واستلام الطلبية، وحين لم يرد عليه أحد خرج بسيارته من الممر الأمامي للمنزل وكاد يغادر المكان، وفجأة ظهر له رجل من على الشرفة وأخذ يلوح له بيده، عندئذ عاد حراجلي وتوقف فـي المدخل ونزل من السيارة وبيده ثلاث علب بيتزا من الحجم الكبير. ومن على مسافة قصيرة، لاحظ حراجلي الرجل وهو يخفـي يده وراء ظهره بينما كان فـي يده الأخرى ستة دولارات فقط وهو أقل بكثير من المبلغ المطلوب.
فجأة، صوب الرجل فوهة مسدسه نحو رأس حراجلي وأمره بدخول المنزل، حيث كان أربعة شبان آخرين بانتظاره وقاموا باقتياده بالقوة الى الداخل.
كان المنزل مهجوراً ولا شيء فـيه سوى بساط بلاستيكي على الأرضية.
قال حراجلي، وهو من أصول لبنانية، «حينها تأكدت أن تلك ستكون نهايتي.. ظننت أنهم سيقتلونني» وبدأت بالتوسل اليهم «أرجوكم لا تقتلوني.. خذوا مالي وهاتفـي وسيارتي.. فقط أرجوكم لا تقتلوني» ثم بطحوني أرضاً على وجهي ووضع أحدهم فوهة المسدس فـي عنقي وجردوني من ملابسي بإستثناء الملابس الداخلية وأخذوا يفتشون جيوبي وأخذوا 75 دولاراً كانت معي وهاتفـي ومحفظتي وبطاقة هويتي ومفاتيح السيارة، وكانوا يظنون أنني أخفـي بعض المال، وسألوني: «أين بقية المال»؟ كذبت عليهم وقلت إنه مخبأ فـي حجرة فـي الصندوق الخلفـي للسيارة، لعلمي أن الصندوق معطل ولن يتمكنوا من فتحه بسهولة، وبالتالي سيأخذون السيارة ويغادرون المكان.
وقال حراجلي «قاموا بإدخالي الى خزانة مظلمة وحاول أحدهم إقفال بابها، لكني أمسكت بمقبض الباب حتى لا يقفل علي، ثم وضع أحدهم كرسياً تحت مقبض الباب من الخارج حتى لا أتمكن من الخروج فـي حال نجحت بكسر باب الخزانة. وأضاف «إنتظرت بضع دقائق حتى غادروا فخرجت من الدولاب وإرتديت ملابسي وغادرت المنزل مسرعا الى أن وصلت لمحل لبيع الخمور على شارع وورن حيث لجأت لأصحاب المحل الذين قاموا بإستدعاء الشرطة»، وقال حراجلي «فـي تلك اللحظات كان وجهي مصفراً من شدة الخوف وقلبي ينبض بسرعة لم أعهدها من قبل».
أبلغ المحققون حراجلي بأنه كانت هناك سلسلة من حوادث سطو مماثلة شهدتها المنطقة فـي الآونة الأخيرة، وقد تعرف حراجلي على إثنين من المشبوهين ضمن سبع صور عرضت عليه من قبل الشرطة، وقال إنه يحاول فـي المرحلة الحالية العودة لحياته الطبيعية حيث اشترى هاتفاً جديداً ويسعى لشراء سيارة ليعود لعمله كموزع للبيتزا «ولكن فـي محل آخر». وقال إنه لم يعد قادرا على النوم بسهولة وبات يعاني من الإضطراب النفسي. وقال إنه أراد إطلاع الناس على تجربته المريرة حتى يدركوا مدى المعاناة والأخطار التي تهدد حياة العاملين فـي توزيع البيتزا وكذلك سعاة البريد، فمثل هؤلاء يستحقون التقدير من المجتمع كونهم يضعون حياتهم يوميا على كفّ عفريت من أجل توفـير لقمة العيش الحلال.
Leave a Reply