صخر نصر
احتفل سكان العالم خلال الاسبوعين الماضيين بثلاثة أعياد, عيد ميلاد السيد المسيح وعيد رأس السنة الميلادية وعيد المولد النبوي الشريف.
وجاءت هذه المناسبات بشكل متتابع لتعيد الفرح والبهجة إلى نفوس الناس التي أرهقتها أخبار الحروب والإنفجارات والقتل والدماء فعبر كل إنسان عن فرحه بطريقة مختلفة عن الآخر، والمهم فـي النتيجة أنها كانت مناسبات فرح أعادها الله على الجميع دون استثناء وأن يكون العام الجديد 2015 عام محبة وسلام وحب وإخاء وأن تخرس فـيه أصوات المدافع والرصاص لتسمع من بعدها زقزقات العصافـير وحفـيف أشجار الزيتون وتعم أفـياؤها على الناس فـي بلدان العالم قاطبة.
ولأن العام الجديد يحمل الكثير من الخفايا وينشط العرافون على شاشات التلفزة لكي يدلي كل منهم بدلوه كقارىء للطالع ومنجم يتنبأ بالأحداث قبل وقوعها, واثق من نفسه ومن معلوماته لدرجة اليقين وينسى أن مايقوله مجرد تخمينات وتنبؤات، قد تحدث وقد لا تحدث، ولأنني خضت هذا المضمار العام الماضي، وفـي ذات المكان، وتنبأت بالعديد من الأمور، حدث بعضها، وكثير منها لم يحدث، وسأذكر بعضاً من توقعاتي التي حدثت وهي: وجود براميل برتقالية مزروعة فـي شوارع ديربورن, فقد وقع ذلك وبعضها لازال حتى هذه اللحظة فـي الشوارع التي تتم صيانتها، وتوقعت أيضا استمرار العواصف الثلجية بشكل عنيف وقد حدثت أيضا وبشكل لافت العام الفائت، وكذلك استمرار التفجيرات والحرب فـي سوريا ولبنان والعراق والقوات الحكومية تتعاون لطرد الإرهابيين, وقد حصل هذا أيضا.
إذن بت مؤهلا لخوض هذا المضمار الذي بات يضم كثيرين معظمهم مثلي، جربوا ونجحوا إلى حد ما,وبقراءة بسيطة لتوقعاتي نجد أنها كانت عبارة عن معلومات عامة مع تحليل بسيط للأحداث واستقرارءات من هنا وهناك، نتجت عنها تلك التوقعات التي يمكن أن يتوقعها كل متابع للأحداث ويمكن أن تحدث فـي كل زمان ومكان، فعندما تتوقع موت فنان مصري مثلاً, فهذا أمرطبيعي فـي بلد عظيم كمصر فـيه آلاف الفنانين الكبار، بعضهم مريض,وبعضهم الآخر متقدم فـي السن وتوقع الموت أمر طبيعي يمكن حدوثه عدة مرات فـي العام، وكذلك الحال فـي سوريا ولبنان حيث يضم كل منهما مئات الفنانين اطال الله بأعمار الجميع.
لسنا ضد قراءة الطالع ولا التنبؤات لكننا ضد التمنيات التي يتمناها كل متنبىء وكما قال أحد المحاورين المميزين ذات مرة لأحد المنجمين: أرى فـي كلامك تمنيات ولا أجد توقعات.
لذلك ابعدوا المنجمين عن حياتنا ودعونا من التوقعات والتأملات والتمنيات، ولنحتفل جميعا بالأعياد، كل الأعياد، ولنجعلعها مناسبات للفرح والتآخي والمحبة والتسامح والمودة والسلام.
Leave a Reply