ديترويت – علي حرب
احتج نحو ٥٠ موظفاً من «دائرة الخدمات الإنسانية» (دي أتش أس) التابعة لولاية ميشيغن أمام الفرع الواقع على تقاطع شارعي غرينفـيلد وجوي رود فـي مدينة ديترويت، وذلك يوم الأربعاء ٢٥ شباط (فبراير)، للمطالبة بالمزيد من العمال وتجهيز مكاتبهم بأجهزة كمبيوتر متطورة وإدارة أفضل.
وتقوم «دائرة الخدمات الإنسانية» بتقديم المساعدات الحكومية للأسر والأفراد المحتاجين، بما فـي ذلك قسائم الغذاء والمساعدات النقدية والطبية. وفرع «غرينفـيلد وجوي» يغطي منطقة غرب ديترويت ومعظم مدينة ديربورن.
الإحتجاج الذي نظمه موظفو «دائرة الخدمات الإنسانية» أمام فرعها في ديترويت على تقاطع غرينفيلد وجوي رود |
وقال ممثل «الاتِّحاد العمالي» ريك مايكل إنّ المشكلة هي أن موظفـي الدائرة غارقون فـي الكثير من العمل الذي لا ينتهي، وأضاف «ان بعض الموظفـين يتابعون أكثر من ٧٠٠ قضية وملف، عدا عن الأسر التي يشرفون عليها لكنهم لا يستطيعون رعايتها بالطريقة المناسبة فـي ظل هذه الظروف المهنية الصعبة. ببساطة انه من غير الممكن القيام بكل هذه المهمات فـي فترة ٤٠ ساعة فـي الأسبوع».
وأردف مايكل أن شكاوى الموظفـين والعمال لا يتم الاهتمام بها ومعالجتها من قبل «إدارة العلاقات العمالية».
وذكر ممثل «الاتِّحاد» أن مكاتب الدائرة فـي ارجاء الولاية كافة تفتقر إلى الكادر البشري الكافـي، ولكن المشكلة هي أكثر بروزاً وانتشارا فـي ديترويت وهي «مروعة للغاية» بالأخص فـي فرع «غرينفـيلد وجوي» بسبب العدد الكبير من الحالات والمراجعين والقضايا المعلقة.
واستطرد «ان المدراء فـي الدائرة يعرفون أننا لا يمكننا انجاز كل هذه المهام، لكنهم لا يهتمون. هناك مشرفون يريدون من عمالنا أنْ يكذبوا حول عدد القضايا التي فـي عهدتهم وهذه المشاكل تؤثر على المراجعين للخدمات».
وتابع «ما يحدث هنا يؤثر على مساعدات الأسر المحتاجة الى العون – التي يكفلها القانون – والتي تستحق تلك الخدمات».
وكانت «صدى الوطن» قد ذكرت الأسبوع الماضي أن مخصصات قسائم الغذاء لكبار السن فـي مجمع سكني على الجانب الشرقي من مدينة ديربورن تم تخفـيضها بشكل جذري، وتناولت فـي تقريرها معاناة كبار السن الذين لا تكفـيهم المساعدة الغذائية الشهرية ولا تقيهم العوز.
أما بالنسبة لمطالب المحتجين حول أجهزة الكمبيوتر المترهلة التي أكل عليها الدهر وشرب، فقال مايكل «ان هذه الأجهزة عفا عليها الزمن وتتعطّل دوماً أما البرامج فـيها فلا تعمل بشكل صحيح. انها فوضى تامة».
واضاف «ان مشاكل الكمبيوتر تزيد من صعوبة هذه المهمة، لأنه يتم تخزين كافة الملاحظات والملفات إلكترونياً».
وطالب مايكل بقيام وكالة مستقلة بإجراء دراسة لتحديد عدد الموظفـين الإضافـيين اللازمين لتشغيل هذه الدائرة الحيوية بكفاءة تامة.
بدوره. صرَّح إد ميتشل، «رئيس اتحاد نقابات عمال السيارات المتحدة، فرع ٦٠٠٠» الذي يدير شؤون موظفـي الولاية، ان موظفـي «دائرة الخدمات الإنسانية» تم دفعهم إلى الحافة من قبل الإدارة.
واضاف «نحن الذين نكد ونتعب فـي هذا العمل، لا الجالسين على أقفـيتهم هناك فـي لانسينغ العاصمة. نحن الموجودين فـي كل يوم على الخطوط الأمامية، ونحن نفعل ذلك لأننا نؤمن بخدمة الناس فـي ولاية ميشيغن».
وأكد ميتشل ان «اتحاد النقابات العمالية» سيعمل بفعالية فـي لانسينغ من أجل إجراء إصلاح الدائرة، واعداً أن «الاتحاد» لن يخذل العمال.
وبعد كلمة ميتشل امام المحتجين، قال احد ممثلي «الاتحاد» ان الولاية عدلت الموازنة على ظهور الموظفـين فـي «دائرة الخدمات الإنسانية».
وتحدث جيم والكويتش ممثل «اتحاد نقابات العمال، فرع ٦٠٠٠»، مع «صدى الوطن» مفـيداً «ان الدائرة تهتم فعلياً بأعداد الأشخاص الذين يخدمون أكثر من خدمة الشعب نفسه. بالنسبة لها لا تهتم بنوعية الخدمة بقدر اهتمامها بأن تبدو جيدة من خلال الإحصاءات والأرقام فقط التي من خلالها يتم الحكم عليها. ولكن التوجه الصحيح يجب ان يكون نحو الناس وما يقوم به العمال هنا من أجل لقمة العيش. فهذا المكتب يقدم خدمات لمجموعة متنوعة من السكان، ولجزء كبير من سكان مترو ديترويت. لكن للأسف بسبب التقصير لا تجري خدمة الزبائن هنا بشكل صحيح وكما يفترض».
وأضاف والكويتش أن الإدارة هي جزء من المشكلة، ولكن القضية الأكبر هي مع السلطة التشريعية فـي لانسينغ، فـي اشارة الى تخفـيض التمويل للدائرة.
وتابع «هذا هو قسم الخدمات الإنسانية» مشيراً إلى يافطة على المبنى. وأضاف «لكن على ما يبدو، أنهم حذفوا كلمة الانسانية من العنوان. فكل شيء تابع للأرقام. حتى إن الإدارة تجبر الناس على ارتكاب الاحتيال لتحسين إحصاءات الخدمات».
ووفقاً لوالكويتش فقد انتقم مديرو الدائرة من الموظفـين الذين انتقدوا الوضع فـي مكاتبهم فقال «عندما كان المتظاهرون يسيرون على طريق غرينفـيلد، أرسلت الإدارة أحد حراس الأمن لالتقاط صور المتظاهرين الذين يعملون فـي الفرع».
«أوقفوا المضايقة وتوقفوا عن التهديد. يكفـي ذلك»، ردد المتظاهرون هذه الهتافات عالياً ردَّاً على مضايقات الادارة.
وعود الولاية بالتحسين
فـي ٦ شباط (فبراير) الجاري وقع حاكم ولاية ميشيغن ريك سنايدر على قرار بدمج «دائرة الصحة العامة» بـ«دائرة الخدمات الإنسانية» ابتداءاً من شهر نيسان (أبريل) القادم، حيث أن ذلك الدمج يسمح بتشكيل الوكالة الخدماتية الأكبر فـي الولاية.
وعلق المتحدث باسم «دائرة الخدمات الإنسانية» بوب ويتون على الاندماج قائلاً «إن الاندماج سيسمح بتحسين الخدمات من قبل الدائرتين». وأضاف ويتون أن الدائرة تقوم بتلقي ومعالجة شكاوى الموظفـين وقال ويتون لـ«صدى الوطن» عبر الهاتف «إنطلاقاً من مشاكل ومعضلات فريق عملنا نعمل على إستيعاب شكاوى الموظفـين ومعالجتها من أجل تيسير عملهم وخدمة المراجعين بشكل أفضل» وأضاف أن فرع «غرينفـيلد -و جوي» فـي طور زيادة وظائف جديدة.
وبناءاً على معلومات ويتون فإن معدل الولاية لحالات المساعدات النقدية لكل موظف تبلغ ٢٥٠ و٦١١ للحالات الأخرى. كما نوه ويتون إلى مشروع التطوير فـي البرنامج الحاسوبي المستعمل من قبل موظفـي الدائرة فـي استقبال حالات المراجعين وخصوصاً بعد عملية الدمج، كما قال «إن استخدام تكنولوجيا المعلومات سوف تشكل جزءاً كبيراً فـي الاندماج الجديد بين الدائرتين».
وختم ويتون بأن الدائرة سوف تستمر بالاستماع لمظالم الموظفـين ومطالبهم والإدارة تتواصل وتثق مع إدارة فرع «غرينفـيلد – جوي».
يذكر أن عدد الموظفـين العرب فـي الفرع المذكور والذي تشمل خدماته معظم سكان مدينة ديربورن لا يتجاوز أربعة موظفـين من أصل ٨٠ موظفاً، مع الإشارة بأن لا أحد منهم فـي موقع وظيفـي متقدم.
Leave a Reply