رام الله – اختلطت الأوراق على الساحة السياسية الفلسطينية الأسبوع الماضي مع اقتراب استحقاقات انتخابية مفصلية وإن اختلف الطرفان الرئيسيان، «فتح» و«حماس»، على المواعيد الدستورية لها.ويبدو ان الافتقار للاتفاق بين الفلسطينيين على الانتخابات يهدد بتعميق الانقسام السياسي.فإن الانتخابات بدون وفاق وطني وبدون اتفاق على قواعد اللعبة الديمقراطية ستؤدي الى تعميق وتكريس الانقسام وتساعد على تعميق ظاهرة وجود سلطتين واحدة في الضفة والأخرى في غزة لكل منهما رئيس ومجلس تشريعي وحكومة منفصلة.من جهته، قال ياسر عبد ربه المساعد البارز للرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء الماضي إن عباس يعتزم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في نيسان (أبريل) المقبل رغم معارضة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة. وقال عبد ربه إن الدعوة للانتخابات ستعلن في أوائل كانون الثاني (يناير) والانتخابات ستجرى بعد ثلاثة أشهر.ومن جهتها أعلنت حركة «حماس» رفضها الاعتراف بانتخاب المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الأسبوع الماضي الرئيس محمود عباس ليكون «رئيسا لدولة فلسطين». وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة في بيان صحفي «إن انتخاب المجلس المركزي للرئيس عباس رئيسا لدولة فلسطين هي محاولة لإنقاذه من أزمته المقبلة بعد التاسع من كانون الثاني المقبل وهو آخر يوم في فترة ولايته والذي نعتبره بعدها الرئيس السابق للسلطة الفلسطينية».وتعارض «حماس» التي سيطرت على غزة العام الماضي بعد أن أخرجت قوات حركة فتح التي يتزعمها عباس من القطاع اجراء انتخابات برلمانية في عام2009. فهي قد تخسر تأييدها بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في القطاع الذي تحاصره إسرائيل.وقال عباس للصحفيين في رام الله بالضفة الغربية «عليهم (حماس) أن يفهموا أنه لا بد في الأخير من الانتخابات». لكن «حماس» تصر على ان تنتهي فترة رئاسة عباس في التاسع من كانون الثاني (يناير)، وقالت انها لن تعترف بشرعية حكمه بعد ذلك التاريخ. ويقول عباس ان فترة رئاسته تنتهي في عام 2010.وقال عبد ربه أن دعوة عباس للانتخابات تهدف إلى استباق اي محاولة من جانب حماس لزعزعة شرعية حكم عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها. وأضاف ان الدعوة ترقى كذلك إلى مستوى موعد نهائي لحماس لاستئناف المحادثات مع فتح.واجتمع وزراء خارجية الجامعة العربية الأربعاء الماضي لبحث جهود انعاش المحادثـات الرامية لحل الخلافات بين الفصيلين المتناحرين. وانهارت قمة للوحدة الوطنية في أوائل هذا الشهر بعد ان قاطعت «حماس» الاجتماع. وأشارت الحركة إلى رفض عباس إطلاق سراح نحو 400 من نشطائها أمر بحبسهم.وأعرب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في مؤتمر صحفي بالأمم المتحدة عن أمله في أن يحمل الوزراء حماس اللوم في فشل القمة ويضغطوا عليها للموافقة على الحوار. وأضاف أنه يود بشدة من الدول العربية التي يمكنها ممارسة ضغوط على «حماس» أن تفعل ذلك حتى تقبل الحركة بالحوار وتشارك في الجلسة التالية بمجرد أن يعلن الوسطاء المصريون موعدها.ويقول دبلوماسيون غربيون إن إسرائيل والولايات المتحدة تخشيان من ان تؤدي الانتخابات البرلمانية الجديدة إلى فوز آخر لـ«حماس».وفازت «حماس» في انتخابات تشريعية عام 2006 لكن قوى غربية تجاهلتها لرفضها نبذ العنف وقبول اتفاقات السلام الموقعة.وعزل عباس حكومة كانت تقودها حماس العام الماضي وعين حكومة جديدة في الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل ويسود فيها نفوذ فتح.وتعارض «حماس» محادثات السلام التي يجريها عباس مع إسرائيل. ولم تظهر المحادثات التي أطلقتها واشنطن قبل عام دلائل تذكر على احراز تقدم وأقرت جميع الأطراف انه لا يمكن التوصل إلى اتفاق في الموعد النهائي المقرر في نهاية هذا العام.
Leave a Reply