ليفربول – كشفت العدسات التلفزيونية انبهاراً مغموراً بالسعادة لكابتن منتخب إنكلترا السابق ونجم «ليفربول» ستيفين جيرارد، بعد تسجيل اللاعب المصري محمد صلاح هدفه الثاني في مرمى نادي روما.
تلقائية التعبير لجيرارد أثناء متابعة المباراة، الثلاثاء الماضي، جسدها بابتكار لقب جديد للاعب العربي في الدوري الإنكليزي بقوله إن «صلاح أفضل لاعب على كوكب الأرض اليوم».
وأضاف جيرارد في تعليقه على أداء صلاح «من الصعب مقارنته بليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو لأنهما يحافظان على مستواهما منذ فترة طويلة».
وأضاف «ولكن من دون أدنى شك فإن صلاح أفضل لاعب على كوكب الأرض في الوقت الراهن».
صلاح خطا خلال الأشهر الماضية خطوات كبيرة وثابتة نحو النجاح والتألق في الملاعب الأوروبية، في مستوى لم يسبقه إليها أي لاعب عربي ولا يضاهيه سوى لاعبين كبار من طراز ميسي ورونالدو.
أذهل أداء صلاح في مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، الثلاثاء الماضي، المعلقين والجمهور في أنحاء العالم بعدما سجل هدفين وصنع مثلهما، ليقود ليفربول إلى اكتساح روما الإيطالي بخمسة أهداف مقابل هدفين في ذهاب المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا، وذلك بعد يومين من اختياره كأفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز، ليصبح ثاني لاعب عربي وأفريقي يتوج بهذه الجائزة المرموقة بعد الجزائري رياض محرز الذي قاد فريق «ليستر سيتي» المتواضع للفوز ببطولة إنكلترا موسم 2015–2016.
ولا يكتفي صلاح، الثابت والمتطور بتحقيق الأرقام القياسية في البطولة الإنكليزية، أو في رابطة أبطال أوروبا، بل أصبح ظاهرة خاصة تستقطب الأضواء بتواضعه وثباته وحسن أخلاقه.
فلقد سجل خلال الموسم الحالي ٤٣ هدفاً لناديه حتى الآن محطماً الأرقام القياسية ومتسيداً قائمة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية التي سيطر عليها ميسي ورونالدو منذ ١٠ سنوات، واليوم يسير صلاح بثقة وهدوء نحو تغيير قواعد اللعبة وكذلك الصورة النمطية السلبية عن العرب والمسلمين في الغرب.
تقديراً منه للفترة التي قضاها في صفوف روما، لم يحتفل «أبو صلاح» سوى برفع يديه إلى السماء على استحياء، في إشارة منه إلى مشاعر الاحترام التي يكنها لفريقه القديم.
وتؤكد وسائل الإعلام الإنكليزية أن القيمة السوقية الحالية لصلاح تبلغ ثلاثة أو أربعة أضعاف المبلغ الذي دفعه ليفربول لروما للحصول على خدماته قبل عشرة أشهر.
وأصبح البعض هناك ينظر إلى مبلغ 50 مليون دولار، الذي حصل عليه النادي مقابل التنازل عن خدمات اللاعب لصالح ليفربول، على أنه مجرد فتات وسعر زهيد، نظراً للحماس الذي يبثه الملك المصري في مدرجات الملاعب وخلف الشاشات في أنحاء العالم.
التميز السلوكي للنجم القادم من قرية مصرية فقيرة، يقابله جمهور ليفربول بدعم وتقدير كبيرين، حتى في كل سجدة يؤديها بعد كل هدف يسجله. ويردد الجمهور في كل مباراة هتافات وأهازيج خاصة بصلاح: «إذا سجلت مجدداً سنصبح مسلمين»، طبعاً إلى جانب أغنيته الشهيرة «الملك المصري يركض على الجناح».
ويقول محللون إن بساطة صلاح وتواضعه خلال المقابلات الرياضية، وتديّنه التلقائي وحب الجمهور له، عناصر يمكنها أن تغير الصورة عن الجالية المسلمة في بريطانيا والغرب ككل، وهو ما عجزت عن تحقيقه الجمعيات والمنظمات والمساجد والمراكز الإسلامية في أوروبا والولايات المتحدة.
وبانتظار المباراة القادمة لـ مو صلاح، لم يعد الحديث عن أهلية النجم المصري للفوز بالكرة الذهبية مجرد مبالغات من عشاقه، بل أصبح سؤالاً مشروعاً ولقباً مستحقاً لـ«أبو مكة».
Leave a Reply