فلنت - أكد الحاكم ريك سنايدر الثلاثاء الماضي أنه يبذل قصارى جهده لإيجاد حلول لقضية تلوث مياه الشرب فـي مدينة فلنت بمادة الرصاص السامة، التي تم اكتشافها بمستويات خطيرة فـي فحوصات الدم التي أجريت لأطفال من سكان المدينة الفقيرة.
وكانت شبكة مياه فلنت قد بدأت تتعرض لمشاكل كبيرة منذ انفصالها عن شبكة مياه ديترويت فـي العام ٢٠١٤ واعتمادها على نهر فلنت فقط.
وقال سنايدر إن مشكلة مياه فلنت تشكل أزمة حقيقية تتطلب من حكومة الولاية التدخل لمعالجتها. وأضاف «الرصاص مشكلة خطيرة ولذلك نبذل وقتنا وجهدنا فـي النظر بهذه المسألة وبحث فرص التعاون مع السلطات المحلية فـي المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي ٩٩ ألف نسمة بحسب بيانات الإحصاء الوطني لعام ٢٠١٤.
وقد دعت باحثة عربية أميركية سكان المدينة الى التوقف عن استخدام مياه الحنفيات للشرب بعد توصلها الى وجود ارتفاع ملحوظ لتلوث دماء الأطفال بمادة الرصاص، وذلك بعد مراجعة ملفات ١٧٤٦ طفل من سكان المدينة.
وأفادت الباحثة منى قطيشا من «مركز هيرلي الطبي» أنها رصدت ازدياداً كبيراً فـي عدد الأطفال المصابين بتلوث الرصاص بنسبة فاقت الضعف مقارنة بالعام السابق حين بدأت البلدية تعتمد على مياه نهر فلنت بدل مياه بحيرة هيورون لتزويد السكان بمياه الشفة.
والتسمم بالرصاص هي حالة طبية ناتجة عن وجود مستويات مرتفعة من معدن الرصاص فـي الدم، وقد يؤدي إلى أضرار على عدة أجهزة عضوية مثل الجهاز العصبي، الجهاز الهضمي، الجهاز التناسلي، والجهاز الدوري الدموي بالإضافة إلى مشاكل فـي الكلية.
والرصاص عنصر موجود فـي الطبيعة ولا يزال يدخل فـي صناعة الكثير من المواد كالدهانات والبنزين، وبه تطلى أنابيب المياه، ويدخل فـي صناعة بطاريات السيارات، وصناعة الأختام، ولتعليب المواد المحفوظة كذلك. كما ويوجد فـي التربة أيضاً، وفـي غبار البيوت القديمة المطلية بأصباغٍ يدخل فـي صناعتها الرصاص. وإن بات التسمم بالرصاص أكثر ندرةً من قبل إلا أنه ما زال موجوداً ويعاني منه الكبار والصغار، والخطورة فـيه تكمن فـي قدرة الرصاص على التراكم فـي النسيج العصبي وخاصة لدى الأطفال ما يجعله أشد خطرا عليهم.
فهو إن لم يكن قاتلا إلا أنه يسبب لديهم البلادة وسوء الأداء الدراسي. أما فـي أوساط الكبار فأصحاب بعض المهن كالدهانين وصانعي الأختام وبطاريات السيارات هم الأكثر تعرضا للتسمم بالرصاص. وغالبا ما يكون التسمم مزمنا ويمر دون أن يشعر به المرء، الأمر الذي يقتضي فحوصات دورية للعاملين فـي هذه الحقول.
Leave a Reply