عواصم – أحيى المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل مهمته في المنطقة لاستئناف محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية بزيارة الى دمشق والأراضي المحتلة حيث اعترف بالصعوبات والتعقيدات التي تكتنفها، في حين أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما بانتكاسات، وسط تبادل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الاتهامات بشأن جدية الطرف الآخر بالسلام.
وأجرى ميتشل محادثات الخميس الماضي في إسرائيل مع كل من رئيسها شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، إضافة إلى وزير الدفاع إيهود باراك وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني، وانتقل لاحقا إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين آخرين بالسلطة الفلسطينية، وذلك بعد أن زار دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم.
وقد أقر المبعوث الأميركي قبل لقائه بيريز بما أسماها التعقيدات والصعوبات، لكنه تعهد بمواصلة الجهود للوصول إلى الهدف الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما برؤية سلام شامل في المنطقة. وأوضح أنه يشارك الرئيس تقييمه بـ”خطورة الوضع”.
وكان بيريز حذر قبيل محادثاته مع ميتشل من تدخل “قوى سلبية” إذا لم يحدث تقدم في عملية السلام، وطالب القادة بإبقاء أجندة السلام مفتوحة. وفي مؤشر على حالة الإحباط الأميركي من التقدم في عملية السلام بالشرق الأوسط، أقر الرئيس باراك أوباما بصعوبة المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
واعترف أوباما في مقابلة مع مجلة “تايم” نشرت الخميس الماضي أن إدارته هونت من تقدير صعوبة حل الصراع في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنها حددت توقعات أكبر مما ينبغي في بداية العام الأول من ولايته مطلع العام 2009.
وعزا الرئيس الأميركي توقعات إدارته الكبيرة إلى تهوينها من تقديرها للقيود السياسية الداخلية لدى الجانبين التي تحول دون اتخاذ خطوات جريئة من كلا الطرفين.
وأشار أوباما إلى أن عباس يواجه تحديات متواصلة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأوضح أنه في الوقت نفسه يخضع نتنياهو لقيود تفرضها عناصر يمينية متشددة في حكومته الائتلافية تعارض تقديم تنازلات من أجل السلام. ورغم التشاؤم الذي اعترف به أوباما بشأن عملية السلام أكد الرئيس الأميركي أنه سيواصل تحركه مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وصولا إلى حل الدولتين.
واستبق الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني زيارة ميتشل للمنطقة بتبادل الاتهامات بشأن جدية الطرف الآخر بالسلام. ورفض الفلسطينيون تصريحات نتنياهو الأخيرة بشأن احتفاظ إسرائيل بسيطرة عسكرية حول حدود أي دول فلسطينية في المستقبل تشمل الضفة الغربية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن الجانب الفلسطيني لن يقبل إلا بسيادة كاملة لدولته في جميع أراضيها، ولن يقبل بأي تواجد إسرائيلي عسكري أو مدني على الأرض الفلسطينية. وكان نتنياهو هاجم الأربعاء القيادة الفلسطينية لرفضها دعوات أميركية لاستئناف مفاوضات السلام المعلقة منذ عام، وبرر ضرورة احتفاظ إسرائيل بتواجد عسكري شرقي حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية لمنع تهريب السلاح.
Leave a Reply