ميت رومني هو ابن حاكم جمهوري سابق لولاية ميشيغن، خاض السباق الجمهوري للانتخابات الرئاسية عام 1968 بدون ان يحالفه الحظ، والابن الاصغر لعائلة من اربعة اولاد، خاض بنجاح مجال الاعمال قبل ان ينطلق في السياسة متأخرا.
وبعد حصوله على شهادة ماجستير في ادارة الاعمال واجازة في القانون من جامعة “هارفرد”، اسس في بوسطن شركة استثمار اسمها “باين كابيتال” سمحت له بجمع ثروة شخصية تقدر بمئات ملايين الدولارات.
ولم تكن تجربته الاولى في السياسة ناجحة حيث حاول بدون جدوى عام 1994 الفوز بمقعد ادوارد كينيدي في مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس (شمال شرق).
تولى منصب حاكم ماساتشوستس بين 2002 و2006 غير انه عرف فشلا سياسيا ثانيا كبيرا عام 2008 حين هزمه جون ماكين في معركة الفوز بالترشيح الجمهوري للانتخابات الرئاسية.
غير ان هاتين الهزيمتين السياسيتين لم تنالا من تصميم هذا السياسي المورموني.
ظهر حس المثابرة لدى ميت رومني منذ العام 1966 حين توجه الى فرنسا كمبشر لكنيسته (المورمونية) فقضى هناك ثلاثين شهرا درس خلالها الكتاب المقدس والفرنسية وجال على المنازل مع شركائه في المعتقد محاولا اقناع الفرنسيين باعتناق ديانته ولم تضعف عزيمته حين لم يلق اي تجاوب بل تعلم الاصرار والمتابعة. وبعد اربعة عقود ترتب عليه اقناع الناخبين الاميركيين ولا سيما خصومه المحافظين الذين اخذوا عليه اقراره نظام ضمان صحي في ماساتشوستس يشبه تماما الاصلاح الذي فرضه باراك اوباما عام 2009 على الصعيد الوطني.
ودافع ميت رومني عن نفسه موضحا ان ما يناسب ولاية معينة لا ينطبق بالضرورة على مجمل البلاد، وان اول قرار يتخذه في حال وصوله الى سدة الرئاسة سيكون الغاء اصلاح أوباما.
ويعتبر وصفه بالمعتدل عائقا له في حملة جمهورية تجنح الى اليمين، كما ان ايمانه المورموني لا يقنع المسيحيين الانجيليين الذين يشكلون شريحة كبيرة من الناخبين المحافظين. وقد ابقى على نسبة مستقرة من التاييد في استطلاعات الرأي الوطنية لم تتخط مرة عتبة 25 بالمئة من نوايا الاصوات.
وان كان رومني يتمتع بمظهر جذاب بقامته الطويلة وقسماته المتناسقة وشعره الاشيب عند الصدغين، الا انه غالبا ما ينتقد لافتقاره الى العفوية في الكلام ما يجعله يظهر وكأنه يردد درسا حين يتكلم الى الناخبين.
وقد اقام ماكينة انتخابية قوية تحظى باحتياطي مريح من الاموال، وهو يتسلح بنجاحه كرجل اعمال بقي مساره المهني بعيدا عن اروقة السلطة في واشنطن التي يمقتها الناخبون الجمهوريون.
وتؤكد سيرته الرسمية ان “ميت لم يمتهن السياسة. قضى القسم الاكبر من حياته في القطاع الخاص، ما اكسبه معرفة وافية لمفاصل عمل اقتصادنا”.
وهو يتذرع بخبرته ليطرح نفسه في موقع المرشح الوحيد القادر على هزم باراك اوباما الذي ينتقد سياسته الاقتصادية بشدة.
وكان رومني حسن صورته بانقاذه دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سولت لايك سيتي (يوتاه) بعدما كانت مهددة بالفشل نتيجة سلسلة من الاخطاء الادارية. وحوله نجاح هذه الالعاب الى بطل سواء في يوتاه حيث مقر الكنيسة المورمونية أو في ولايات اخرى مثل ماساتشوستس.
Leave a Reply