واشنطن – هاجم أستاذ جامعي بارز في جامعة شيكاغو وصاحب بحث عن دور اللوبي الإسرائيلي في الإضرار بالمصالح الأميركية هاجم مجددا المرشحين الأميركيين في انتخابات البيت الأبيض لإضرارهم بأمن ومصالح الولايات المتحدة بدعمهم اللا محدود لإسرائيل، قائلا إن إسرائيل لا تخشى جيرانها العرب ما دامت تمتلك أصدقاء مثل هؤلاء المرشحين. حيث انتقد جون ميرشايمر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، في مقال نادر له بصحيفة «ذا أوريغونيون» الأميركية، مرشحي الانتخابات الرئاسية الأميركية، خاصة الجمهوريين منهم، لإظهارهم دعما غير مشروط لإسرائيل.وقال ميرشايمر في مقاله «كلّ من المنافسين الرئيسيين يفضّلون إعطاء إسرائيل مساندة إستثنائية ماديا ودبلوماسيا.. ويعتقدون بأنّ هذه المساندة يجب أن تعطى أيضا بدون شرط».وأضاف أن لا يقدر أي واحد منهم أن ينتقد تصرّف إسرائيل، حتى عندما تُهدّد أعمالها المصالح الأميركية، أو كانت حتى على خلاف مع القيم الأميركية قائلا: «باختصار، يعتقد المرشّحون بأنّ الولايات المتّحدة يجب أن تدعم إسرائيل مهما فعلت تلك الدولة».وعلل ميرشايمر عدم قدرة المرشحين على انتقاد إسرائيل، بأنهم تربطهم مصالح قوية مع «اللوبي اليهودي» وطائفة «المسيحيين المتصهينيين»، وهما يمثلان أكبر مجموعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة.وقال «أنه حتى لو تجاسر أحد منهم على ذلك، أو حتى أظهر أنه ينبغي للولايات المتحدة أن يكون لها موقف حيادي تجاه القضية الفلسطينية الإسرائيلية، فإن هذا من شأنه أن يفتح عليه النار في جبهات عدة، من بينها الإعلام الأميركي، والذي يستولي اللوبي اليهودي على أغلب منابره، أو مجموعات الضغط المؤيدة لإسرائيل والتي من المؤكد أنها سوف تسعى لمحاربة المرشح وسحب التمويل منه».وذهب ميرشايمر للقول أن أكبر المرشحين المتهمين في ذلك هي السيناتور هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأميركية، والتي قال أنها غيرت أرائها، حيث قال أنها طالبت في عام 1998بكل «حكمة وشجاعة» بإقامة دولة فلسطينية في الوقت الذي لم يكن في من المقبول سياسيا في الأوساط الأميركية كلمة «الدولة الفلسطينية».وانتقد ميرشايمر موقفها الحالي قائلا: «أنها نادرا ما تتحدث بأي شيء حول دفع عملية السلام، وأنها والمرشح الجمهوري رودي جولياني قد صرحا مؤخرا أن القدس ينبغي أن تترك بدون تقسيم». وهو الأمر الذي يراه الكاتب مخالفا لأرائها السابقة ويضمن بشكل عملي عدم قيام دولة فلسطينية.وعلق ميرشايمر أن سلوك كلينتون ليس غريبا بين مرشحي الرئاسة الأميركية، فباراك أوباما، المرشح الديمقراطي ذو الأصول الأفريقية، والذي كان يظهر بعض التعاطف تجاه الفلسطينيين من ذي قبل أصبح يركز نظره الآن على البيت الأبيض، ونادرا ما يتكلم عن محنة الفلسطينيين.وأضاف ميرشايمر أن على أي صديق أصيل من مرشحي الرئاسة الأميركية أن يخبر إسرائيل بأنّها «تتصرّف بحماقة»، وينبغي عليه أن يعمل ما يمكن عمله من أجل أن تغير إسرائيل سلوكها الخاطئ. وهذا سيتطلّب منه «تحدّي مجموعات المصالح الخاصة» والتي طالما كانت وجهات نظرهم المتشدّدة عقبات بوجه السلام لعدّة سنوات.لكن ميرشايمر يرى أن أصدقاء إسرائيل أصبحوا غير مخلصين لأنهم لا يستطيعوا قول أيّ من تلك الأشياء، أو حتى يناقشوا القضية بأمانة، وذلك لأنهم يخافون أن يتفوهوا بالحقيقة ويتحمّلون غضب المتشدّدين الذين يسيطرون على المنظمات الرئيسية في اللوبي الإسرائيلي.ويرى ميرشايمر أن المستقبل المنظور ينبئ بأن إسرائيل ستنتهي بالسيطرة على غزة والضفة الغربية، مُحوّلة نفسها إلى «دولة عنصرية».واعتبر أن كلّ هذا سيتم بتأييد بمن يُسمون بأصدقاء إسرائيل، والذي يرى أن المرشّحين الرئاسيين الحاليين جزءا منهم، متسائلا: «مع أصدقاء مثل هؤلاء، من يحتاج إلى أعداء؟».
Leave a Reply