ديترويت – خاص «صدى الوطن»
مع اقتراب موعد الإنتخابات نصف السنوية الحاسمة بالنسبة للحزبين الجمهوري والديمقراطي من أجل السيطرة على مقاعد الكونغرس الأميركي وبالتالي على سلطة القرار فـي الولايات المتحدة لتنفـيذ أجندتهما الخاصة، بدأ الطرفان بحشد إمكاناتهما البشرية وشحذ أهم اسلحتهما للمعركة الفاصلة فأوفد البيت الأبيض سيدته الأولى إلى ديترويت بينما أرسل الجمهوريون الشقيق الأصغر للرئيس السابق جورج دبليو بوش إلى ضواحيها، تدليلاً على أهمية السباق فـي ولاية ميشيغن التي ستكون إحدى الولايات التي ستقرِّر الخريطة السياسيَّة.
وفـي خطاب يعقب الآخر فـي قاعة الموسيقى بديترويت يوم الجمعة المنصرم خلال مهرجان للديمقراطيين بحضور ميشال أوباما، كانت الرسالة واضحة وبسيطة بالنسبة للديمقراطيين. «فـي عام ٢٠٠٨ و ٢٠١٢ فزنا لأننا أقبلنا على مراكز الاقتراع وصوَّتنا»، كما أعلنت ميشال أوباما أمام حشد من حوالي ١٨٠٠ شخص.
إذاً هذه هي الاستراتيجية الأساسية للديمقراطيين هذا العام: الحصول على قسمٍ كبيرٍ من ٩٠٠ ألف ناخب من الديمقراطيين لم يصوتوا فـي إنتخابات العام ٢٠١٠ وحثُّهم على الإقبال على الإنتخابات فـي ٤ تشرين الثاني (نوفمبر) للإدلاء بأصواتهم الثمينة. وفـي هذا الصدد قالت عضو مجلس الشيوخ فـي الولاية عن شرق لانسينغ السناتور غريتشين ويتمار «عندما نصوت، نفوز»، محدثةً قبولاً لدى الجمهور الحاض ومن قبل دزينة من الخطباء الذين كرروا كلامها حرفياً.
وكانت المهمة الرئيسية للسيدة الأولى هي شد عضد المرشحين الديمقراطيين، مارك شاور لحاكمية ميشيغن وغاري بيترز لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي.
«غاري ومارك، يتفهمان جيداً، وهما يعرفان الحلم الأميركي، لآنهما عايشاه»،كما ذكرت أوباما، مضيفةً «لذلك يا «مواطني» ميشيغن، إذا كنتم تريدون عضو مجلس شيوخ وحاكماً للولاية يشاطرانكم قيمكم الخاصة عليكم التصويت لصالح غاري بيترز ومارك شاور. عليكم أن تفعلوا ذلك ولهذا السبب أنا هنا».
وكان من الواضح أنَّ المرشَّحَيْن لأعلى منصبين فـي الولاية يأملان فـي الاستفادة من شعبية ميشال أوباما، التي تبلغ نسبة التأييد الشعبي لها فوق ٦٠ بالمئة بحسب استطلاعات الرأي.
وألقى غاري بيترز كلمة أشار فـيها «إننا سوف نعطي كارل ليفـين مرتبة الشرف التي يستحقها» وأضاف بيترز، الذي يأمل أن يحل مكان السناتور المتقاعد كارل ليفـين «هذه هي الوسيلة الأفضل لتكريم إرثه الكبير، أي إرسال ديمقراطي آخر إلى واشنطن العاصمة»
من جهته أشار مارك شاور إلى أن سياسات الحاكم الجمهوري الحالي ريك سنايدر أضرت بالأسر فـي ميشيغن، وكرر وعوده لإلغاء الضريبة على رواتب المتقاعدين وقانون «الحق فـي العمل» الذي ساعد سنايدر على سَنِّه وإقراره خلال الفترة الأولى من ولايته.
وأردف «سياساته مفيدة إذا كنت غنياً أو صاحب شركة ضخمة، ولكن إذا كنت طالباً أو معلماً أو أُمَّاً أو أباً، فخياراته لن تتوافق معك».
وقال نبيل ليتش من ديترويت «أحب حقيقة أن أطفالنا يرون عائلة سوداء فـي البيت الأبيض، هذا سيساعد على رفع معنوياتهم». وأردف أنه سبق وصوَّت، عبر الإقتراع الغيابي، لصالح الديمقراطيين، بمن فـيهم النائب الاميركي غاري بيترز، الديمقراطي من مدينة «بلومفـيلد» فـي سباق مجلس الشيوخ فـي الولايات المتحدة، والمرشح لمنصب الحاكم مارك شاور، وخصوصاً مرشح سكرتيري أوف ستيت للولاية غودفري ديلارد، الذي قال ليتش عنه انه مازال يدعمه منذ أول ترشيح له للكونغرس فـي عام ١٩٩٦.
وقال رئيس الحزب الديمقراطي لميشيغن لون جونسون «هذا هو شكل الفوز وهو موجود هنا فـي هذه الغرفة»، وذلك قبل لحظات من اعتلاء السيدة الأولى المنبر. وعندما فعلت، هبَّ الحضور وقوفاً مهللين لها. وكانت كلمة ميشال تفاعلية مع الجمهور حيث لقحتها بكلمات «تذكروا ذلك؟» و «هل تسمعوني»، لإشراك الجمهور. وبينما أشادت «بتذكرة الديمقراطيين الإنتخابيَّة المتوثِّبة من أجل الفوز فـي ٤ نوفمبر»، أعطت أيضاً قسطاً من المديح لزوجها الرئيس باراك أوباما.
واستطردت ميشيل «منذ تبوأ زوجي منصب رئيس للولايات المتحدة، حسب كل المعايير الاقتصادية تقريباً، نحن اليوم نُعتبر أفضل حالاً وهنا بعض الحقائق: خلقت الشركات أكثر من ١٠مليون فرصة عمل جديدة وانخفض معدل البطالة من ١٠ بالمئة إلى ٥,٩ بالمئة . لقد راهن (أوباما) على شركات السيارات الأميركية وربح الرهان». وأكدت «انهم (الجمهوريون) يصلون حتى نبقى جالسين بلا طائل وننتظر شخصاً آخر لإصلاح مشاكلنا، لكن مثل هذه السباقات يمكن الفوز أو الخسارة فـيها بسبب بضع آلاف أو بضعة مئات من الأصوات. نحن جميعا بحاجة إلى أنْ نكون عاطفـيين ومتعطشين لهذه الانتخابات كما كنا فـي عام ٢٠٠٨ وعام ٢٠١٢».
أما الجمهوريون فقد كان لهم وجهة نظر مختلفة حول المهرجان الإنتخابي الديمقراطي.
«كانت زيارة السيدة الأولى ميشال أوباما محاولة لطيفة لحشد الأصوات لزملائها الديمقراطيين، ولكن الأسر فـي ميشيغن لا تستطيع أن تنسى بسهولة أن كل صوت لمرشح الحزب الديمقراطي فـي خريف هذا العام هو تصويت لسياسات زوجها الفاشلة» قال رئيس الحزب الجمهوري فـي ميشيغن بوبي شوستاك وأضاف «غاري بيترز ومارك شاور وزملاؤهم الديمقراطيون إلى آخر القائمة الإنتخابيَّة من المؤكد أنهم سيحققون هذا الضمان، ولكنهم سيكونون آخر من يعترف بذلك».
.. وجيب بوش يستجيب لدعم الجمهوريين
ومرَّ حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش بولاية ميشيغن يوم الإثنين للتحشيد للمرشَّحَيْن الجمهوريَّيَن، قائلاً إن الولاية والولايات المتحدة تحتاج جميعاً لقيادة الحزب الجمهوري من أجل إنماءالاقتصاد واستعادة التفاؤل فـي جميع أنحاء البلاد.
وتحدث بوش فـي مدن «غراند رابيدز» و«لانسنغ» و«تروي»، فوصف حاكم الولاية ريك سنايدر، وتيري لين لاند المرشحة لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية ميشيغن، والمرشحين الجمهوريين الآخرين، قائلاً إن أفكارهم المؤيدة للشركات الاقتصادية ستؤدي للحفاظ على التقدم الذي بدأته وتشهده ميشيغن.
وأضاف «هنا فـي ميشيغن، لقد أثبتُم بأنَّ قيادة الحزب الجمهوري تكتسي أهمية حقيقية» وابلغ بوش نحو ٢٠٠ شخص من الجمهوريين الذين احتشدوا داخل «المركز الثقافـي الأميركي البولندي» فـي مدينة «تروي» أنَّ «الميزانيات يجري تعديلها ويجري خلق الوظائف بسبب تحسن مناخ الأعمال وميشيغن بدأت تخطو إلى الامام مرة أخرى. فالعقد الماضي ولى إلى غير رجعة ولن يعود».
وأوضح بوش «أنه على الصعيد الوطني، وضع البلد يسبب لي الاكتئاب. الناس يقولون، نحن نمشي على الطريق الخطأ … الناس متشائمون للغاية … علينا أن نقدم بديلاً دامغاًيعطي الأمل للناس. وهذا هو السبب المهم لإنتخاب تيري لين لاند لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي».
وكان التركيز فـي مهرجان «تروي» فـي معظمه حول الاقتصاد ولم يكن هناك أي ذكر للقضايا الاجتماعية من قبل أي من المتحدثين الرئيسيين.
وقال بوش «لقد أدى الخلل فـي واشنطن العاصمة مع حكم الرئيس باراك أوباما وزعيم الأغلبية (الديمقراطية)فـي مجلس الشيوخ السناتور هاري ريد، إلى ركود النمو الاقتصادي الذي تدنَّى لمستوى ٢ بالمئة.وتحت قيادة الحزب الجمهوري يمكن للولايات المتحدة أنْ تحقق نموَّاً بنسبة ٣,٥ بالمئة إلى ٤ بالمئة».
وأردف «الجمهوريون بحاجة للوصول الى السلطة لإظهار أننا يمكن أن نحكم عن طريق تمرير الميزانيات والعمل عبر الحزبين على إيجاد حلول لتطوير قانون الهجرة، والطاقة، والبرامج الاجتماعية، المستحقة والضاغطة».
وردد سنايدر أقوال بوش، مشيداً أيضاً بالمرشحة لاند قائلاً «لا يمكن أن نعود إلى ما كانت عليه ميشيغن تحت حكم جنيفر غرانهولم (حاكمة ميشيغن الديمقراطية السابقة)» وسأل سنايدر الحشد «هل تريدون أن نعود إلى عام ٢٠٠٩؟». فجاء جوابهم راعداً بالنفـي.
واستأنف «ميشيغن هي على الطريق الصحيح، الناس يرون أياماً أفضل».
وشملت قائمة المتحدثين وزير عدل الولاية (المدعي العام) الجمهوري بيل شوتي، وسكرتيري أوف ستيت الحالية الجمهورية روث جونسون، والحاكم السابق لولاية ميشيغن الجمهوري جون إنغلر، ومحافظ مقاطعة أوكلاند الجمهوري بروكس باترسون، وزعيم الأغلبية فـي مجلس الشيوخ الجمهوري راندي ريتشاردفـيل فضلا عن المرشحين الجمهوريين الآخرين.
وانتقدت لاند قانون الرئيس أوباما للرعاية الصحية (اوباماكير)، كا انتقدته بشدة لعدم استدراكه المبكر لتهديد «داعش»، وقالت «إنَّ الدولة الاسلامية تنتشر بسبب غلطه» وأشارت الى أنها كأم قلقة بشأن الأمن القومي، وهي منطقة تفتقر فـيها همة الديمقراطيين وقلة خبرتهم»
زيارة بوش، المرشَّح الرئاسي المحتمل لعام ٢٠١٦، هي آخر سلسلة فـي زيارات الأسماء اللامعة فـي عالم السياسة لميشيغن نيابة عن المرشحين الذين يسعون للنجاح فـي الإنتخابات العامة.
المرشَّح الرئاسي الجمهوري السابق وإبن ميشيغن الأصلي ميت رومني، توقف فـي الولاية ووكذلك السناتور الاميركي السابق ريك سانتوروم جاء الى ميشيغن لدعم لاند. على الصعيد الديمقراطي، وبعد ميشال قامت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري رودهام كلينتون، والتي يبرز اسمها مجدداً كمرشحة رئاسية محتملة فـي عام 2016، بزيارة مدينة «روشستر هيلز» يوم الخميس الماضي للمشاركة فـي مهرجان دعم لبيترز وشاور والمرشحين الديمقراطيين. كما من المتوقع أن يحضر قبل الانتخابات فـي ٤ نوفمبر، الرئيس السابق بيل كلينتون، والرئيس باراك أوباما نفسه، ولكن ذلك يبقى ضمن التوقعات التي ربما تفرضها تطورات المعركة الإنتخابية فـي الأيام القليلة القادمة.
Leave a Reply