لانسنغ – أصدرت الحاكمة غريتشن ويتمر، الأربعاء الماضي، أمراً بالمنع التام لبيع السجائر الإلكترونية المنكهة في ولاية ميشيغن، التي أصبحت بذلك أول ولاية أميركية تقدم على مثل هذه الخطوة الجريئة، وسط تصاعد القلق بشأن المخاطر الصحية للتدخين الإلكتروني Vaping، وتحذيرات من معارك قانونية محتملة قد تضطر حكومة ميشيغن إلى خوضها بمواجهة الشركات المنتجة والموزعة للسجائر الإلكترونية.
وبررت الحاكمة الديمقراطية قرارها بأنه يأتي كرد فعل على زيادة معدلات تدخين السجائر الإلكترونية بين المراهقين والأطفال دون السن القانونية، حيث يعتقد على نطاق واسع بأن الشركات تستخدم النكهات لإغراء اليافعين والمدخنين الجدد.
وسيشمل الحظر، المنتجات ذات النكهات التي تباع سواء في المتاجر أو عبر الإنترنت.
وتباع العديد من منتجات التدخين الإلكتروني في المتاجر ومحطات الوقود بنكهات تتنوع بين الفواكه والحلوى وغيرها من النكهات التي تجذب صغار السن، لكن بيع تلك المنتجات سيصبح مخالفاً للقانون بحلول تشرين الأول (أكتوبر) القادم.
وقالت ويتمر في بيان: «أولويتي الأولى هي الحفاظ على سلامة أطفالنا وحماية صحة الناس في ميشيغن».
وبموجب أمر الحاكمة، سيبدأ تطبيق الحظر خلال 30 يوماً من صدوره، وذلك بعد أن تصدر وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية، القواعد التنظيمية ذات الشأن. ومن المقرر أن يستمر الحظر لمدة ستة أشهر مع إمكانية تجديده لستة أشهر إضافية، بحسب بيان الحاكمة.
يشار إلى أن السجائر الإلكترونية غير المنكّهة لن يشملها الحظر، رغم أن ويتمر ترى أن شركات السجائر الإلكترونية، بشكل عام، تضلل المستخدمين بالقول إن منتجاتها «آمنة» و«صحية» مقارنة بالسجائر العادية.
وفي 27 آب (أغسطس) الماضي، حذر مسؤولو الصحة العامة في الولايات المتحدة، الأشخاص غير المدخنين من إغراء استخدام السجائر الإلكترونية، وذلك بعد انتشار مرض رئوي غامض أصاب نحو 215 شخصاً في 25 ولاية بينهم ستة في ميشيغن، مع تسجيل حالة وفاة واحدة على الأقل في ولاية إيلينوي.
ردود فعل
وفي أولى ردود الفعل الغاضبة، انتقدت «جمعية التدخين الإلكتروني الأميركية»، التي تروج للسجائر الإلكترونية كوسيلة لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن السجائر التقليدية، قرار ويتمر، وقالت إنها ستدعم أي تحرك قانوني ضد الحظر.
ووصف رئيس الجمعية غريغ كونلي، أمر الحاكمة بأنه «محاولة وقحة» لفرض حظر سيؤدي إلى إغلاق مئات الشركات الصغيرة في ميشيغن، ويعيد عشرات آلاف المدخنين السابقين إلى إشعال السجائر مجدداً.
وأكد أن هذه الشركات التجارية وزبائنها لن يستسلموا لقرار الحظر من دون معركة، مذكراً بأن دائرة الصحة في نيويورك حاولت حظر السجائر الإلكترونية المنكهة في عام 2018، لكن تراجعت عن ذلك وسط مخاوف قانونية.
من جانبها، أشادت المدعي العام في ولاية ميشيغن، دانا نسل، بقرار الحاكمة وتعهدت بالدفاع عنه أمام المحاكم في حال ظهرت أية دعاوى قضائية ضده. وتعهدت نسل «بالالتزام المستمر والمشترك لمكتبها بإبعاد هذه المنتجات عن أيدي أطفالنا».
أما زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس شيوخ الولاية، السناتور الجمهوري مايك شيركي، فقد أقر بدستورية القرار، مشيراً إلى أن مجلس الشيوخ لا يستطيع رفض القرار وليس لديه خطة لمواجهته في الوقت الحالي.
وقال متحدث باسم شيركي إن زعيم الأغلبية يشاطر الحاكمة مخاوفها بشأن هذا المنتج ومدى تأثيره على جيل الشباب.
لكن النائب الجمهوري البارز مات مادوك، رئيس لجنة الشؤون التنظيمية في مجلس النواب، وصف استخدام ويتمر لقانون الطوارئ بأنه مناورة «أورويلية» لـ«تفكيك صناعة قانونية»، متهماً الحاكمة باستغلال دستور الولاية عبر الإعلان عن حالة طوارئ زائفة من أجل «تحريم عادات سيئة فقط لأنها لا تحبها».a
Leave a Reply