ديربورن – خاص «صدى الوطن»
أصبح من المعروف ان عملاق صناعة السيارات الأميركية شركة جنرال موتورز (جي ام) اسعى جاهدة لاتمام صفقة شراء شركة «كرايسلر» لصناعة السيارات قبل موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية وبذلك تبتلع شركة «جي ام» منافس لها في السوق الاميركي وتنهي مسيرة شركة دامت اكثر من 83 سنة. وهذه الخطوة قد تساعد «جي أم» على اخذ جزء وفير من مبيعات «كرايسلر» السنوية التي تتجاوز 2,7 مليون وحدة.
ويعتقد بعض خبراء صناعة السيارات ان اهتمام «جي ام» بشراء «كرايسلر» الآن ومحاولة شرائها في العام الماضي هو لتقليص الضخ الزائد في هذه الصناعة الذي يؤذي جميع صانعي السيارات في ديترويت. وقد عبر جيرالد مايرز وهو الرئيس السابق لشركة «أميركان موتور» (اي ام سي) ان صانعي السيارات الاخرى سوف يستفيدون من انتهاء وجود «كرايسلر» في الساحة العالمية لان ذلك سينهي وجود 1,5 مليون وحدة سنوياً. وبعض الخبراء يعتبرون ان الفائض عن سوق الاستهلاك هو 1,5 مليون وحدة سنوياً.
ان صفقة «جي ام»-«كرايسلر» تختلف كلياً عن الصفقة الماضية بين «دايملر – بنز» و«كرايسلر» عام 1998. فإن شركة «دايملر بنز» ابقت كرايسلر كشركة مفصولة عن الشركة الام. ولكن في حال شراء «جي ام» لـ«كرايسلر» سينتهي وجود كرايسلر في السوق.
السيولة لدى شركة «كرايسلر» هي احدى العوامل التي دفعت بشركة «جي ام» لعرض مثل هذه الصفقة. فإن «جي ام» التي تعاني من اسوأ حالة مبيعات لها منذ 15 سنة بحاجة الى 10,3 مليار دولار من السيولة لتسهيل امورها التنفيذية حتى نهاية 2009 الى ان يبدأ مبيع السيارات ذو الاستهلاك الخفيف للوقود مثل «شيفروليه كروز» و«فولت».
«جي ام» تخسر حوالي مليار دولار في الشهر الواحد وهي الآن تحاول تقليص مصاريفها بـ15 مليار دولار بحلول نهاية عام 2009 وقد تضطر الى اخذ بعض القروض وبيع بعض ممتلكاتها الى ان تحصل على 5 مليارات دولار. ولهذا السبب تنوي «جي ام» اغلاق معمل لها في مدينة غراند رابدز في غرب ميشيغن بحلول نهاية السنة القادمة. وتسرع ايضاً باغلاق معمل لتركيب السيارات في جانسفيل، (ولاية ويسكونسين) في 23 كانون الأول (ديسمبر) 2008 مما سيؤدي الى ترحيل اكثر من 2500 موظف لدى «جي ام» من أصل 72 ألف وهذا العدد تقلص بحوالي 17 ألفا منذ نهاية عام 2006.
شراء شركة «جي ام» لـ«جي ام» سيؤثر سلباً على اقتصاد ولاية ميشيغن الذي يعاني منذ خمس سنوات. فإن فقدان شركة عملاقة مثل شركة «كرايسلر» يعني خسارة اكثر من 30 ألف موظف وعامل واكثرهم من ولاية ميشيغن يضافون الى 100 ألف عامل فقدوا وظائفهم منذ عام 2005.
بالاضافة الى خسارة اليد العاملة فإن هنالك معامل أخرى سوف تقفل ومراكز ابحاث ومكاتب وشركات صغرى تعمل لحساب شركة «كرايسلر» وبالاضافة الى المصانع التجارية التي تستفيد من وجود «كرايسلر» ومعاملها. والخسارة الكبرى هي ضريبة الدخل من هذه الشركات الى المدن والبلديات. فمدينة «اوبرن هيلز» تجني أكثر من 3 ملايين دولار سنوياً كضريبة من «كرايسلر» وكذلك مدينة سترلينغ هايتس التي يدخلها اكثر من 2,6 مليون دولار سنوياً.
بالاضافة الى المكاتب والمساحات الخالية للايجار، فسوف تترك «كرايسلر» عما يزيد عن المليون قدم مربع للايجار.
اكثر من 37 ألف موظف في «كرايسلر»، وهؤلاء أكثر من نصف عدد موظفيها، يعيشون في ولاية ميشيغن. مما سيؤثر سلبياً على معظم مجتمعات ميشيغن الاقتصادية. فلكل وظيفة واحدة في مجال صناعة وتركيب السيارات هنالك 3 الى 5 وظائف اخرى مختلفة تستفيد منها. حسب خبراء الاقتصاد.
وقد صرحت حاكمة ولاية ميشيغن جنيفير غرانهولم بأن الولاية تستعد لخطة طوارئ من اجل خسارة الاف الوظائف نتيجة صفقة «جي ام» و «كرايسلر».
وقد تقصت الحاكمة عن كيفية مساعدة خاسري هذه الوظائف وعن كيفية اعادة تدريبهم لوظائف اخرى. وصرحت ايضاً ان ميشيغن الخاسر الاكبر من هذه الصفقة وانها حتى الآن لم تتحدث الى الجهات المختصة في هذه الصفقة. وانها لا تعلم ايضاً ان كانت هذه الصفقة سوف تتم.
فقد قدمت شركتا «نيسان» و«رينو» عرضا لشراء 20 بالمئة من «كرايسلر» وبالتالي جذبها الى الشراكة اليابانية الفرنسية. إلا ان مصادر مقربة من المحادثات بين الطرفين تقول ان الشركة المالكة لـ«كرايسلر»، «سيربيروس»، تفضل عرض شركة «جي أم» الذي سينعش قطاع صناعة السيارات في أميركا لأنه سيتخلص من الفائض في الإنتاج والأعباء والمصاريف الإضافية الملقاة على عاتق القطاع.
واما الرابح الاكبر من هذه الصفقة فهي شركة «سيربيروس» لانها سوف تبدل «كرايسلر» بـ49 بالمئة من ممتلكات «جي ام اي سي» للخدمات المالية. مع العلم انها تستحوز على 51 بالمئة من جي «ام اي سي»حالياً.
Leave a Reply