لانسنغ
فور صدور الموافقة الفدرالية على استخدام لقاح «فايزر–بيونتيك» المخفَّف على الأطفال بين سن 5 و11 عاماً، باشرت الصيدليات والمراكز والعيادات الطبية المؤهَّلة في ولاية ميشيغن، الأربعاء الماضي، بتقديم لقاح كورونا لهذه الفئة العمرية بفضل توفرها على 287 ألف جرعة مخصصة للأطفال كانت حاكمة الولاية، غريتشن ويتمر، قد طلبتها مسبقاً.
وقالت تشيلسي ووث، المتحدثة باسم وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في ميشيغن، إن الجرعات بدأت في الوصول يوم الإثنين الماضي، أي قبل يومين من موافقة «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (CDC) رسمياً على الاستخدام الطارئ للقاح «فايزر–بيونتيك» للأطفال، عقب توصية مماثلة أصدرتها «إدارة الغذاء والدواء» (FDA) في نهاية الأسبوع السابق.
وقالت ووث إن وزارة الصحة في ميشيغن متحمسة للبدء بتوزيع اللقاح الذي وصفته بأنه «آمن وفعال» وبأنه «السبيل للخروج من هذا الوباء»، لاسيما بعد تفشي «كوفيد–19» بوتيرة متزايدة بين الأطفال منذ إعادة فتح المدارس أواخر الصيف المنصرم.
وكانت ويتمر قد أمرت في أواخر شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، الوزارات المختصة في ميشيغن «باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة» لإتاحة اللقاح للأطفال بمجرد صدور الموافقة الفدرالية عليه.
ويتوفر لقاح الأطفال حالياً في الصيدليات والعيادات ودوائر الصحة المحلية، وفقاً لوزارة الصحة في ميشيغن.
وقالت ووث: «مع وجود أكثر من 4,000 مزود في الولاية، يجب ألا تكون هناك مشكلة في العثور على اللقاح»، مؤكدة أن الولاية لديها مخزون يكفي حتى نهاية العام، وبإمكانها طلب المزيد قبل ذلك.
وكانت ويتمر قد أشارت في بيان سابق إلى أن شراء لقاحات الأطفال بشكل مسبق يهدف إلى «ضمان التوزيع العادل والسريع للقاحات»، مؤكدة بأنه لن يتم تطعيم الأطفال دون الحصول على موافقة آبائهم.
وأضافت: «هذا سيغير قواعد اللعبة بالنسبة لأطفالنا وسيحميهم أثناء استمرارهم في التعلم شخصياً داخل صفوفهم خلال العام الدراسي الحالي والمشاركة في الأنشطة المدرسية ورؤية الأصدقاء والعائلة في موسم الأعياد».
وطلبت ويتمر من الوزارات المعنية، الترويج للقاح في المراكز الصحية التي تخدم الأطفال سواء في المدارس أو الصيدليات أو العيادات المحلية. كما حثت أطباء الأطفال وغيرهم من مقدمي الخدمات الطبية على تلقي التعليم والتدريب اللازمين لإعطاء اللقاح للأطفال.
كذلك طلبت ويتمر من المسؤولين في تلك الوزارات إبلاغها بانتظام عن نسبة الأطفال المطعمين.
ووفقاً للسلطات الفدرالية، تحتوي جرعة «فايزر–بيونتيك» للأطفال على حوالي ثلث كمية اللقاح المستخدمة للمراهقين والبالغين. وسيترتب على الأطفال أخذ حقنتين (بفارق ثلاثة أسابيع بينهما) ليتم تطعيمهم بشكل كامل، علماً بأن التجارب السريرية أظهرت فعالية اللقاح بنسبة 90.7 بالمئة.
وأفادت FDA بأن حوالي 3,100 طفل شاركوا في التجارب السريرية التي درست سلامة اللقاح وفعاليته، مشيرة إلى أنه لم يتم الكشف حتى الآن عن أي آثار جانبية خطيرة في الدراسات الجارية. وهو ما فتح الطريق أمام مرحلة جديدة من حملة التلقيح، ستشمل حوالى 28 مليون طفل في عموم أنحاء البلاد.
وسُجلت في صفوف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً أكثر من 1.9 مليون إصابة بـ«كوفيد–19» منذ بدء تفشي الوباء في الولايات المتحدة، وأُدخلت أكثر من 8,300 حالة من بينها، إلى المستشفى وتوفي قرابة 100 طفل ضمن هذه الفئة العمرية على صعيد البلاد بأكملها.
وكان الأطفال في سن المدرسة حافزاً لانتشار الفيروس في ميشيغن منذ إعادة فتح المدارس في أيلول (سبتمبر) الماضي.
وارتفعت معدلات الإصابات بين الأطفال في سن المدرسة بنسبة 182 بالمئة –من 17 حالة لكل مئة ألف في منتصف آب (أغسطس) إلى 48 حالة لكل مئة ألف في منتصف أكتوبر المنصرم. وذكرت وزارة الصحة بالولاية أن كل يوم في الأسبوعين الماضيين، أصيب حوالي 450 طفلاً من ميشيغن تقل أعمارهم عن 12 عاماً بفيروس «كوفيد–19».
وتعتبر المدارس أكبر بؤر تفشي الفيروس في ميشيغن بالوقت الراهن، وسط قلق المسؤولين من أن الأطفال الذين يصابون بالعدوى يمكن أن ينقلوا الفيروس إلى الأصدقاء وأفراد الأسرة الأكثر ضعفاً.
وتشير البيانات الرسمية في ميشيغن إلى أن حوالي 64.1 بالمئة من إجمالي سكان الولاية فوق سن 12 عاماً قد تلقوا جرعتهم الأولى على الأقل من لقاحات كورونا الثلاثة المعتمدة، وفقاً لوزارة الصحة بالولاية.
يذكر أن عدد إصابات كورونا في ميشيغن تجاوز 1.15 مليون حالة منذ بداية الوباء في آذار (مارس) 2020، في حين قارب عدد الوفيات 22.5 ألف، بحلول الخميس الماضي.
وفي سياق متصل، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء الماضي، إنه سيتم توفير اللقاحات بشكل كاف لتطعيم الأطفال ضد فيروس كورونا بحلول الأسبوع المقبل.
وأضاف بايدن أن هذه اللقاحات ستكون متاحة في حوالي 20 ألف مركز في جميع أنحاء البلاد منها الصيدليات المحلية وعيادات الأطفال والأسرة. وأشار إلى أن العديد من مراكز التطعيم ستعمل خلال أوقات متأخرة في الليل وعطلات نهاية الأسبوع حتى يتمكن الآباء من تلقيح أطفالهم بعد العمل والمدرسة.
كما ذكر الرئيس الأميركي أن الإدارة تعمل لتوفير اللقاحات في المدارس.
Leave a Reply