لانسنغ – مع الازدياد اليومي لحصيلة الإصابات بفيروس «كوفيد–19»، وتحول منطقة ديترويت الكبرى إلى بؤرة رئيسية للوباء في الولايات المتحدة، بادرت حاكمة ولاية ميشيغن، الأسبوع الماضي، إلى عدة خطوات لتعزيز الطواقم الطبية في الولاية، فيما باشرت السلطات الفدرالية في بناء مستشفى ميداني لاستيعاب الأعداد الهائلة من المصابين، والتي من المرجح أن تبلغ ذروتها في غضون أسبوعين.
وأصبحت ميشيغن، ثالث أكثر الولايات الأميركية تضرراً بوباء كورونا بعد نيويورك ونيوجيرزي، حيث وصل عدد الإصابات فيها إلى 10,791 حالة بحلول الخميس 2 نيسان (أبريل)، فيما وصل عدد الوفيات إلى 417 شخصاً.
وإذا كانت المساعدات الفدرالية التي أقرها الرئيس دونالد ترامب، كفيلة بإنشاء مستشفيات ميدانية وإمداد الولاية بالمستلزمات الطبية وأجهزة التنفس الصناعي الضرورية لمواجهة الوباء، فإن ميشيغن قد تعاني من نقص متزايد من العاملين في مجال الرعاية الصحية في ظل استمرار تدفق المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد.
تعزيز الطواقم الطبية
لتعزيز الطواقم الطبية، وقعت الحاكمة غريتشن ويتمر، الأحد الماضي، أمراً تنفيذياً يوسع نطاق الأشخاص المؤهلين لتقديم الرعاية الصحية للمصابين بفيروس كورونا المستجد في ميشيغن.
ويشمل الأمر التنفيذي تعليق بعض القيود التنظمية لممارسة مهنة الطب، للسماح لمساعدي الأطباء والممرضين والأخصائيين، بتولي المزيد من المهام الطبية في علاج المصابين خلال فترة تفشي الوباء.
وقالت ويتمر «هذا الأمر التنفيذي يحيّد مؤقتاً بعض القيود من أجل السماح لمساعدي الأطباء المؤهلين والممرضين ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين، بعلاج مرضى «كوفيد–19» والمساعدة في إبطاء انتشار الوباء في كل ركن من أركان ولايتنا».
كذلك نشرت الحاكمة يوم الاثنين الماضي رسالة مصورة عبر موقع «تويتر»، حثت فيها العاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء الولايات المتحدة على القدوم إلى ولاية ميشيغن التي تحولت خلال الأسبوع الماضي إلى بؤرة رئيسية للوباء على مستوى البلاد.
وقالت الحاكمة عبر الفيديو: «إذا كنت تعمل في مجال الرعاية الصحية في أي مكان في أميركا، ميشيغن تحتاجك». وأضافت «نحن ندعو الأطباء والممرضين ومعالجي التنفس وغيرهم من العاملين في القطاع الطبي إلى الانضمام إلينا ومساعدتنا في محاربة الوباء».
وتوظف المستشفيات في جنوب شرقي الولاية، أكثر من 120 ألف عامل في المجال الطبي، من بينهم قرابة 51 ألف ممرض وممرضة، وفقاً لـ«جمعية الصحة والمستشفيات في ميشيغن».
ولكن هذا العدد غير كافٍ، بحسب ويتمر، التي حثت أيضاً المتقاعدين والمتطوعين في الانضمام إلى الجهود المبذولة لمكافحة الوباء.
وفي السياق نفسه، قالت عدة كليات طب وتمريض في ميشيغن إنها بصدد تعجيل عملية إصدار الشهادات لطلاب السنة الرابعة كي يتمكنوا من الانضمام إلى الطواقم الطبية في أسرع وقت ممكن.
وبادرت جامعة «ميشيغن ستايت» إلى الإعلان عن تسريع منح الشهادات لطلاب الطب والتمريض قبل أسابيع من موعد تخرجهم، فيما قال المسؤولون في «جامعة أوكلاند» إنهم بصدد اتخاذ قرار مماثل.
مستشفيات ميدانية
في إطار الجهود الفدرالية لمساعدة ولاية ميشيغن في التعامل مع الأعداد المتزايدة من المصابين بفيروس «كوفيد–19»، بدأت طواقم سلاح الهندسة في الجيش الأميركي بتحويل مركز «تي سي أف» للمعارض في وسط ديترويت («كوبو سنتر» سابقاً) إلى مستشفى ميداني بسعة ألف سرير للتخفيف من الضغط على المستشفيات المكتظة بالمصابين.
ومن المتوقع الانتهاء من أعمال البناء والتجهيزات خلال الأسبوع القادم على أن يبدأ المستشفى باستقبال المرضى ابتداء من 9 أبريل.
ويقام المستشفى الميداني على طابقين من مركز «تي سي أف» بمساحة إجمالية تبلغ 250 ألف قدم مربع. وسيتم تخصيص الطابق العلوي للحالات الحرجة بسعة 600 سرير، في حين سيُخصص الطابق السفلي للمتعافين من المرض بسعة 400 سرير.
وبسبب تحويل مركز «تي سي أف» إلى مستشفى، تم الإعلان الأسبوع الماضي عن إلغاء معرض أميركا الشمالية الدولي للسيارات الذي كان سيقام لأول مرة خلال الصيف بين 7 و20 حزيران (يونيو) القادم، قبل أن يتم تأجيله إلى العام 2021.
وقام سلاح الهندسة في الجيش الأميركي –بإشراف وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية (فيما)– بتفقد 15 موقعاً آخر في ولاية ميشيغن لتقييم إمكانية تحويلها إلى مستشفيات ميدانية في حال ارتفاع أعداد المصابين بفيروس «كوفيد–19».
وتضم مستشفيات ميشيغن ما يقرب من 27 ألف سرير، وفقاً لأحدث بيانات الولاية. ولكن أكثر من 18 ألفاً منها كانت مستخدمة من قبل المرضى في مطلع آذار (مارس) الماضي، أي قبل انتشار فيروس «كوفيد–19». ولا تتوفر حالياً بيانات بشأن عدد الأسرّة الشاغرة حالياً على مستوى الولاية بأكملها.
وقد أعلن مستشفى «جامعة ميشيغن»، الثلاثاء الماضي، أنه بصدد افتتاح مستشفى ميداني داخل قاعة الألعاب الرياضية التابعة للجامعة في آنابر، بحلول الأسبوع القادم.
Leave a Reply