خاص «صدى الوطن»
تشهد ولاية ميشيغن يوم الثلاثاء السابع من آب (أغسطس) الجاري انتخابات حزبية لتحديد المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين في مختلف السباقات المحلية والفدرالية.
وفيما تعتبر العديد من السباقات محسومة سلفاً لمسؤولين حاليين يسعون لإعادة انتخابهم سواء للكونغرس الأميركي أو مجلسي الشيوخ والنواب في ميشيغن، هناك في المقابل سباقات ساخنة تشهد إنفاق ملايين الدولارات في منافسات محتدمة بين مرشحي الحزب الواحد، وفي مقدمتها السباق على منصب حاكم ولاية ميشيغن.
«صدى الوطن» رصدت أبرز السباقات التنافسية في جولة أغسطس التمهيدية –التي يُسمح فيها للناخبين بالتصويت إما للمرشحين الديمقراطيين أو الجمهوريين– فكانت السباقات التالية:
السباق على منصب حاكم الولاية
في واحد من أكثر السباقات تقارباً، يخوض ثلاثة مرشحين، انتخابات السابع من أغسطس، للفوز بتسمية الحزب الديمقراطي والمنافسة على منصب حاكم ولاية ميشيغن بمواجهة المرشح الفائز عن الجانب الجممهوري في الجولة النهائية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وفيما بدأت زعيمة الديمقراطيين السابقة في مجلس شيوخ الولاية، غريتشن ويتمر، السباق بأفضلية واضحة على خصميها، إثر حصولها على دعم نقابي وسياسي واسع من قيادات الحزب، تبدو حظوظ المرشح العربي الأميركي عبدول السيد في ازدياد مضطرد، لاسيما بعد حصوله على دعم التيار التقدّمي في الحزب، إلى جانب الحيوية التي أظهرتها حملته خلال الأيام القليلة الماضية عبر إقامة التجمعات الانتخابية الحاشدة في فلنت وإبسيلاني وديترويت وغراند رابيدز، بمشاركة «النجمة الصاعدة» في الحزب الديمقراطي، أليكزاندريا أوكاسيو كورتيز، وهي شابة (٢٨ عاماَ) من أصول لاتينية، تمكنت في حزيران (يونيو) الماضي، من الإطاحة بالنائب الديمقراطي المخضرم في الكونغرس جو كراولي، الذي خسر أمامها في السباق التمهيدي عن مقعد «الدائرة 14» في مجلس النواب الأميركي عن ولاية نيويورك.
كما أعلن المرشح الرئاسي السابق، السناتور بيرني ساندرز، عن دعمه لترشيح السيد، مؤكداً أنه سيحضر تجمعين انتخابيين لحملته في ديترويت وإبسيلاني يوم الأحد المقبل، قبل يومين من موعد الانتخابات.
وتجدر الإشارة إلى أن ساندرز تمكّن في شتاء ٢٠١٦ من تحقيق مفاجأة انتخابية كبيرة بتفوقه على وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة التمهيدية للديمقراطيين في ميشيغن.
ويسعى المرشح المصري الأصل، ومن خلفه التيار التقدمي، إلى تكرار المفاجأة يوم الثلاثاء القادم، ليصبح السيد أول مرشح مسلم لمنصب حاكم ولاية أميركية.
أما المرشح الثالث في السباق الديمقراطي، رجل الأعمال المتقاعد شري تانيدار، فيعوّل على حملة انتخابية ممولة من جيبه الخاص «بعيداً عن نفوذ جماعات الضغط والمصالح»، وقد أنفق المرشح الهندي الأميركي من جيبه الخاص حوالي عشرة ملايين دولار بحسب البيانات الرسمية لحملته. فيما جمعت حملة ويتمر زهاء ٦.٩ مليون دولار، و٤.٣ مليون دولار لحملة السيد.
يضم سباق الجمهوريين التمهيدي لمنصب حاكم ميشيغن، أربعة مرشحين هم: نائب الحاكم الحالي براين كالي، ومدعي عام الولاية بيل شوتي، إضافة إلى السناتور في مجلس شيوخ الولاية باتريك كولبيك، والطبيب جيم هاينز.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة تنحصر بين كالي الذي يمثل نهج الحاكم الحالي ريك سنايدر، وشوتي الذي يحظى بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس.
في المقابل، تبدو حظوظ المرشحَين الآخرَين شبه معدومة، حيث لم تتمكن حملة كولبيك من جمع أكثر من نصف مليون دولار، بحسب البيانات الرسمية الأخيرة، فيما لا يبدو هاينز قادراً على المنافسة الجدية رغم إنفاقه ٢.٢ مليون دولار من ماله الخاص لتمويل حملته.
والجدير بالذكر أن إجمالي الأموال التي جمعتها حملات المرشحين السبعة لمنصب حاكم ميشيغن (٣ ديمقراطيين و٤ جمهوريين)، بلغت مستوى قياسياً في تاريخ الولاية بتجاوزها حاجز ٣٢ مليون دولار، وفقاً لصحيفة «ديترويت فري برس».
مجلس الشيوخ الأميركي
لكل ولاية أميركية سناتوران يمثلانها في مجلس الشيوخ الأميركي، وتنتخب ميشيغن هذا العام أحدهما مع انتهاء ولاية السناتور الديمقراطية الحالية ديبي ستابينو التي تسعى لإعادة انتخابها في الخريف القادم، وسط معركة وطنية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي للفوز بأغلبية مقاعد الكونغرس.
وفي حين لا تواجه السناتور ستابينو –في جولة ٧ أغسطس التمهيدية– مرشحين منافسين من الحزب الديمقراطي، سيكون على الناخبين الجمهوريين في الولاية، الاختيار بين مرشحين اثنين لمنافستها في انتخابات نوفمبر العامة. حيث يخوض السباق التمهيدي للجمهورين رجل الأعمال البارز من غروس بوينت، ساندي بنسلر، بمواجهة الناشط السياسي المحافظ والعسكري السابق، الأفريقي الأميركي جون جيمس، الذي دخل السباق مرشحاً مغموراً قبل أن يحصل على دعم المغني الشهير كيد روك، ولاحقاً دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصفه بـ«النجم الجديد»، داعياً الناخبين في ميشيغن إلى الاقتراع لصالحه.
وترجح استطلاعات الرأي الأولية، فوز ستابينو على أي من المرشحين الجمهوريين، غير أنه في حال تمكن جيمس من تحقيق المفاجأة فإنه سيكون أول سناتور أسود عن ميشيغن في تاريخ الكونغرس الأميركي.
الدائرة 9 - السباق الديمقراطي
يخوض آندي لفين، نجل النائب الديمقراطي الحالي عن «الدائرة ٩»، السباق التمهيدي لخلافة والده، بمواجهة المرشحة المدعومة من الديمقراطيين التقدميين، ألِن ليبتون، وهي نائبة سابقة في مجلس ميشيغن التشريعي.
وكان النائب اليهودي الأميركي ساندر لفين قد قرر التقاعد من الكونغرس الذي يشغل عضويته منذ العام ١٩٩٣، معلناً عن دعم ترشيح ابنه آندي لتولي مقعد الدائرة من بعده.
وتضم «الدائرة ٩» عدة مدن وبلدات وقرى، أبرزها وورن وماونت كلمنز وروزفيل وكلينتون وسان كلير شورز وأجزاء من ستيرلنغ هايتس في مقاطعة ماكومب، إضافة إلى فيرنديل ورويال أوك وبلومفيلد وماديسون هايتس وهايزل بارك وفرانكلين ومجتمعات أخرى في مقاطعة أوكلاند.
ومنذ اعتماد الدوائر الانتخابية بحدودها الحالية عام ٢٠١٠، يسيطر الديمقراطيون على مقعد «الدائرة ٩» بفارق مريح عن الجمهوريين، غير أن هذا الهامش تقلص بوضوح في انتخابات الرئاسة الأخيرة عام ٢٠١٦، لاسيما في مدن وبلدات مقاطعة ماكومب حيث صوتت الأغلبية –لأول مرة منذ الثمانينات– لصالح المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب.
وعلى الرغم من ذلك تبقى «الدائرة ٩» التي تضم نسيجاً سكانياً متنوعاً، تعد من الدوائر المحسومة سلفاً للديمقراطيين في ولاية ميشيغن.
الدائرة 11 – السباق الديمقراطي
يعتبر مقعد «الدائرة ١١» في ميشيغن، من أبرز المقاعد التي يستهدف الديمقراطيون انتزاعها من الجمهوريين لاستعادة الأغلبية في مجلس النواب الأميركي، حيث يتنافس خمسة مرشحين على نيل ترشيح الحزب، من بينهم، العربية الأميركية فيروز سعد التي تخوض الانتخابات ببرنامج تقدمي بمواجهة كل من عضو مجلس نواب الولاية تيم غريميل، رجل الأعمال الهندي الأميركي سونيل غوبتا، والناشطة الإذاعية نانسي سكينير، إضافة إلى هايلي ستيفنز التي ترأست فريق عمل فدرالي لإنقاذ صناعة السيارات تحت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وعلى الرغم من احتدام المنافسة بين المرشحين الديمقراطيين، تبدو حظوظ سعد بالفوز واقعية، استناداً إلى برنامج انتخابي يقدم «حلولاً تقدمية» وحملة نشيطة تقوم بالدرجة الأولى على دعم صغار المتبرعين.
وتشمل «الدائرة ١١» عدة مدن وبلدات كبرى في مقاطعتي وين وأوكلاند، أبرزها تروي وبرمنغهام وأوبرن هيلز وبلومفيلد هيلز ونوفاي ونورثفيل وليفونيا وبليموث وكانتون.
وإذا فازت سعد التي شغلت منصب مديرة شؤون المهاجرين في بلدية ديترويت منذ العام ٢٠١٥ وحتى إعلان ترشحها، فسيكون عليها مواجهة المرشح الفائز من الجانب الجمهوري في الجولة الحاسمة التي ستقام في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وأكدت سعد لـ«صدى الوطن» أنها كانت تعلم منذ البداية بأنها ستواجه حملات منافسة أكثر تمويلاً من حملتها، ولكنها كانت على ثقة بقدرتها على مواجهة كبار المتبرعين والشركات العملاقة بالاعتماد على مساهمات الناخبين الفردية، كما فعل المرشحون التقدميون في سباقات أخرى، بحسب قولها.
وجمعت حملة المرشحة اللبنانية الأصل أكثر من ٦٠٠ ألف دولار، معظمها من متبرعين صغار، كما حازت مؤخراً على دعم «التجمع التقدمي» في الحزب الديمقراطي بميشيغن، إضافة إلى منظمات تقدمية وطنية، مثل «ديمقراطيو العدالة»، التي تهدف إلى الحد من نفوذ مجموعات الضغط والشركات الكبرى على سياسات الحزب الديمقراطي.
الدائرة 13 - السباق الديمقراطي
في «الدائرة ١٣» تبدو حظوظ المرشحة الفلسطينية الأصل، رشيدة طليب، في أن تصبح أول مشرعة عربية مسلمة تنتخب لعضوية الكونغرس الأميركي، واقعية جداً، لاسيما وأنها لا تحتاج سوى لاجتياز الجولة التمهيدية المقررة يوم الثلاثاء المقبل للفوز بمقعد الدائرة المحسومة تقليدياً للديمقراطيين.
وتشمل «الدائرة ١٣» معظم مدينتي ديترويت وديربورن هايتس إضافة إلى كامل مدن غاردن سيتي، إنكستر، وين، وستلاند، ملفينديل، هايلاند بارك، إيكورس، ريفر روج، روميلوس، وبلدة ردفورد.
وتتنافس طليب في جولة ٧ أغسطس مع خمسة مرشحين ديمقراطيين للفوز بالمقعد الشاغر منذ تقاعد عميد مجلس النواب الأميركي السابق، جون كونيرز (٨٨ عاماً) العام الماضي، عقب اتهامه بالتحرش الجنسي من قبل موظفات سابقات في مكتبه، منهياً بذلك مسيرة تاريخية في الكونغرس استمرت ٥٣ عاماً.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حظوظ طليب متساوية تقريباً مع كل من رئيسة مجلس ديترويت البلدي برندا جونز، ورئيس بلدية وستلاند بيل وايلد، فيما يفصلهم فارق كبير عن بقية المنافسين وهم السناتور في مجلس شيوخ الولاية كولمان يونغ الابن، وزميله في المجلس السناتور أيان كونيرز، وهو حفيد شقيق النائب المتقاعد جون كونيرز، إضافة إلى المحامية والنائبة السابقة في مجلس نواب الولاية شانيل جاكسون.
وفي ظل تشتت أصوات الناخبين السود المتوقع في ديترويت، ترتفع حظوظ المرشحين من غير الأفارقة الأميركيين، حيث قد تتمكن المرشحة العربية طليب أو وايلد، الأبيض، من تحقيق مفاجأة باقتناص المقعد التاريخي للسود في الكونغرس الأميركي.
وإضافة إلى تمتعها بدعم التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي، نجحت حملة في جمع أكبر حجم من التبرعات الانتخابية في السباق، مستفيدة من مسيرة سياسية وحقوقية حافلة شغلت خلالها مقعد «الدائرة ٦» في مجلس نواب الولاية (2008–2014)، كأول امرأة مسلمة تتولى هذا المنصب في تاريخ ميشيغن، كما نشطت لاحقاً في إطلاق حملة «مكافحة الكراهية» ضد التمييز العنصري، قبل أن تنضم إلى الحركة الاحتجاجية المعارضة للرئيس دونالد ترامب إبان حملته الانتخابية.
الدائرة 11 – السباق الجمهوري
يسعى عضو مجلس ميشيغن التشريعي، النائب الجمهوري كلينت كيستو (قسطو)، لأن يصبح أول مشرع كلداني ينتخب لعضوية الكونغرس الأميركي.
ولكن على المرشح العراقي الأصل، أن يفوز أولاً بالسباق التمهيدي للحزب الجمهوري في السابع من آب (أغسطس) المقبل، بمواجهة أربعة مرشحين جمهوريين، ليواجه المرشح الفائز عن الجانب الديمقراطي، في الانتخابات العامة المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
ويخوض كيستو سباق «الدائرة ١١» تحت شعار «التغيير المحافظ»، بمواجهة كل من: النائب الأميركي السابق عن الدائرة كيري بنتيفوليو، المسؤولة السابقة في حملة ترامب الانتخابية بولاية ميشيغن لينا إبستين، السناتور في مجلس شيوخ الولاية مايك كوال، والعضو السابق في مجلس نواب الولاية روكي راكاوزكي.
ويتعهد المرشح الكلداني الأميركي بالعمل على إلغاء نظام الرعاية الصحية «أوباماكير»، وحجب التمويل الفدرالي عن منظمة «تنظيم الأسرة» (بلاند بارنتهود) التي ترعى عمليات الإجهاض، وكذلك مكافحة «مدن الملاذ» التي تحمي المهاجرين غير الشرعيين.
Leave a Reply