فريلاند، وورن
حلّ كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن ضيفين على ولاية ميشيغن خلال الأسبوع الماضي، وذلك قبل أقل من شهرين على موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، والتي تعد ميشيغن من الولايات الحاسمة فيها.
وفي حين التزم بايدن بقيود مكافحة كورونا، فاقتصرت زيارته –يوم الأربعاء الماضي– على إلقاء خطاب عبر الإنترنت من مدينة
وورن، بحضور مسؤولين وصحفيين منتقين، و«شراء بعض الملابس لأحفاده» من أحد المتاجر في وسط ديترويت، كان المشهد مختلفاً تماماً على جانب حملة الرئيس ترامب، حيث تقاطر الآلاف من أنصاره يوم الخميس الماضي إلى حرم مطار «أم بي أس» الدولي في وسط الولاية، للمشاركة في أول مهرجان انتخابي يقيمه الرئيس الجمهوري في ميشيغن منذ استئناف حملة إعادة انتخابه.
وفي خطابه الذي استغرق ساعة وربع الساعة، زعم ترامب أنه هو من أنقذ صناعة السيارات الأميركية وأن «الإدارة السابقة كانت على وشك قتلها» بسبب الاتفاقيات التجارية «غير العادلة». وأكد ترامب أمام أنصاره أنه ما من رئيس قدم لميشيغن أكثر مما قدمه لها، داعياً ناخبي الولاية للتصويت له مجدداً من أجل «إنقاذ أميركا» من «جنون اليسار الراديكالي»، واصفاً منافسه بايدن بأنه دمية بيد اليساريين.
وأشاد ترامب خلال المهرجان الانتخابي الذي أقيم في المطار الواقع بمدينة فريلاند بمقاطعة ساغينو، بالمرشح الجمهوري لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي عن ميشيغن، واصفاً السناتور الديمقراطي الحالي، غاري بيترز، بـ«الرجل الخفي الذي لا يعرفه أحد».
في الجانب الآخر، اتهم بايدن في كلمته من مدينة وورن في مقاطعة ماكومب، الرئيس ترامب بخيانة وعوده للشعب الأميركي فيما يتعلق بالاقتصاد وخلق الوظائف والإبقاء على المصانع، متهماً الرئيس بمنح مكافآت وإعفاءات ضريبة لشركات تقوم بنقل وظائفها إلى خارج الولايات المتحدة.
وركز بايدن هجومه على طريقة تعامل ترامب مع وباء كورونا قائلاً إنه مارس الكذب رغم علمه بخطورة فيروس كورونا، متهماً إياه بالتسبب بوفاة عشرات آلاف الأميركيين بسبب تأخره في التعامل مع الوباء.
ووفقاً لتسجيلات نشرت مؤخراً لمقابلات أجريت في شباط (فبراير) الماضي من أجل كتاب للصحفي بوب وودورد، أقر ترامب بأنه كان يعرف مدى خطورة الفيروس وقدرته على الانتشار، لكنه قلل من شأنه معللاً ذلك بعدم رغبته في خلق حالة من الذعر.
وأضاف بايدن: «كان يعلم، وقلل من شأن الفيروس عن عمد. والأسوأ من ذلك، أنه كذب على الشعب الأميركي»، مشيراً إلى أنه «بينما كان المرض الفتاك يتفشى في أمتنا، تقاعس عن أداء وظيفته عن عمد. لقد كانت خيانة (في مسألة) حياة أو موت للشعب الأميركي». وأضاف «هذا تقصير في أداء الواجب.. ووصمة عار».
وبعد الانتهاء من الفعالية الانتخابية في مقر نقابة عمال السيارات بمدينة وورن، توجه بايدن إلى وسط ديترويت حيث قام بشراء عدة قمصان لأحفاده من متجر على شارع ليفرنوي، كتب عليها «ديترويت صنعتني».
وكان ترامب قد استأنف مهرجاناته الانتخابية منذ نحو أسبوعين، عبر إقامة التجمعات الحاشدة داخل المطارات الخاضعة للقيود الفدرالية، وبوصفها «تظاهرات سلمية»، محمية بموجب التعديل الأول من الدستور الأميركي، حارماً بذلك، الحكام الديمقراطيين من إمكانية حظرها بسبب وباء كورونا.
وقبل يومين من مهرجان ترامب في فريلاند، أعربت حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر، عن قلقها الشديد من تبعات هذا التجمع، قائلة إنه قد يقوض كل الجهود المبذولة للحد من انتشار وباء كورونا.
وأضافت ويتمر في مقابلة مع «سي أن أن»، الثلاثاء الماضي: «لقد دفعنا المنحنى نزولاً وأنقذنا آلاف الأرواح وأعدنا الناس إلى العمل، ولكن تجمعات كهذه تهدد كل التضحيات التي قمنا بها حتى الآن»، مؤكدة على أن ترامب يشجع أنصاره على خلع الأقنعة مما قد يسهم بزيادة وتيرة الإصابات بفيروس كورونا.
وجددت ويتمر هجومها على ترامب خلال مؤتمر صحفي صباح الخميس، قائلة إن طريقة تعامل إدارته مع الوباء «متهورة وجاهلة». لكن منظمي مهرجان ترامب حرصوا على فحص حرارة المشاركين الذين ارتدى معظمهم الكمامات، بحسب ما أفاد مراسل «صدى الوطن».
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «غلينغاريف»، ونشرته القناة المحلية WDIV وصحيفة «ديترويت نيوز» الثلاثاء الماضي، أن بايدن يتقدم بفارق 5 نقاط مئوية فقط على ترامب (47–42) قبل أقل من شهرين من موعد الانتخابات الرئاسية. وشمل الاستطلاع الذي أجري عبر الهاتف بين 1 و3 أيلول (سبتمبر) الجاري، 600 ناخب محتمل. وكانت استطلاعات سابقة قد أظهرت تقدم بايدن على ترامب في ميشيغن بحوالي 10 نقاط مئوية.a
Leave a Reply