ديترويت – بدأت السلطات الفدرالية في مطار ديترويت الدولي، يوم الثلاثاء الماضي، بفحص جميع المسافرين القادمين إلى ميشيغن للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس «كورونا» المميت الذي ظهر أواخر العام الماضي في الصين وانتشر تدريجياً في العديد من مناطق العالم بينها الولايات المتحدة.
ولم تُسجل في ولاية ميشيغن حتى الآن أية إصابة بالمرض، وفقاً لدائرة الصحة والخدمات الاجتماعية التي أعلنت الأسبوع الماضي أن ثلاثة أشخاص كان يشتبه بإصابتهم بـ«كورونا» قد تم فحصهم وجاءت النتائج سلبية.
وحثت المديرة الطبية التنفيذية في ميشيغن، د. جونيه خلدون، مزودي خدمات الرعاية الصحية في الولاية بتوخي الدقة لدى فحص المرضى الذين يعانون من أعراض مماثلة للإصابة بـ«كورونا»، والتأكد من تاريخ سفرهم، مؤكدة على ضرورة إبلاغ دوائر الصحة المحلية بأية حالة إصابة محتملة، لمنع تفشي المرض.
وقالت هيئة مطارات مقاطعة وين، في بيان، إنها تعمل مع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) ووكالة الجمارك وحماية الحدود (سي بي پي) وشركات الطيران للمساعدة في منع انتشار الفيروس.
ويستقبل مطار ديترويت الدولي يومياً 12 رحلة مباشرة وغير مباشرة، من وإلى مدينتي بكين وشنغهاي الصينيتين.
وأكدت سلطات المطار أنها أخذت احتياطات إضافية بمضاعفة وتيرة التنظيفات في مباني ومرافق المطار، للتأكد من منع انتشار الأمراض.
وفي حين لا تزال ميشيغن خالية رسمياً من «كورونا»، أعلنت السلطات الصحية في ولاية إلينوي المجاورة، يوم الخميس الماضي، تسجيل أول حالة إصابة بفيروس «كورونا» في الولايات المتحدة عن طريق العدوى من شخص لآخر.
وتم تأكيد أول حالة إصابة من هذا النوع لرجل يقطن مدينة شيكاغو كانت زوجته، وهي في الستينيات من عمرها، أصيبت بالفيروس بعد عودتها من رحلة إلى مدينة ووهان الصينية مركز الوباء.
وهذه هي الحالة الأولى للإصابة بالفيروس التي تحدث من شخص إلى شخص في الولايات المتحدة وليس من شخص سافر إلى الصين والتقط الفيروس هناك.
وقال مدير «سي دي سي» روبرت ريدفيلد إنه «بالنظر إلى ما رأيناه في الصين ودول أخرى، يتوقع الخبراء أن تحصل حالات عدوى عن طريق الأشخاص في الولايات المتحدة».
وأضاف «نحن نفهم أن هذا قد يكون مقلقاً، لكن استناداً إلى ما نعرفه الآن، ما زلنا نعتقد أن الخطر المباشر على الجمهور الأميركي منخفض».
وتم عزل الزوجين، اللذين لم يتم تحديد هويتهما.
ووفقاً لمسؤولين من وزارة الصحة في ولاية إلينوي فإن الزوجة تتحسن وحالة الزوج مستقرة.
وسافرت الزوجة إلى ووهان، حيث نشأ الفيروس، في أواخر كانون الأول (ديسمبر) لتوفير الرعاية لوالدها المسن، ووصلت إلى مطار أوهير الدولي في شيكاغو في 13 كانون الثاني (يناير) المنصرم، لكن أعراض الفيروس لم تظهر لديها إلا بعد عدة أيام.
وتم تأكيد أربع إصابات أخرى بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، بولايات أريزونا وكاليفورنيا وواشنطن.
ولا يزال أول مريض أميركي ثبتت إصابته بالفيروس الجديد في حالة مرضية في وحدة عزل بمركز طبي محلي قرب سياتل، في حين يناقش مسؤولو الصحة ما إذا كانوا سيسمحون له بالخروج.
وارتفع عدد الوفيات بفيروس كورونا في الصين إلى أكثر من 170 حتى صدور هذا العدد، ونصحت العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، رعاياها بعدم السفر غير الضروري إلى البلاد.
ورسمياً أصيب أكثر من ثمانية آلاف شخص بالمرض القاتل في 18 دولة وسط جهد دولي حثيث لوقف انتشار الفيروس.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا المستجد يشكل «حال طوارئ صحية ذات بعد دولي»، ولكنها لا تستدعي إعلان حالة طوارئ دولية بعد.
معلومات عن كورونا
تمثل فيروسات كورونا فصيلة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تتسبب في أمراض للبشر، يمتد طيفها من نزلة البرد الشائعة إلى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة «سارس»، من ثم يحدث ما يعرف بـ«متلازمة الشرق الأوسط» التنفسية.
تشمل الأعراض الحمى والسعال أو ضيق التنفس. كما يُعد الالتهاب الرئوي شائعاً، ومع ذلك فقد أفيد بأن بعض الأشخاص المصابين بالعدوى عديمو الأعراض. وبُلّغ أيضاً عن الإصابة بأعراض مَعدِية معوية تشمل الإسهال. وقد تشمل الحالات الوخيمة الفشل التنفسي الذي يتطلب التنفس الاصطناعي والدعم في وحدة للعناية المركزة.
كما أصيب بعض المرضى بفشل في وظائف بعض الأعضاء، ولاسيما الفشل الكلوي أو الصدمة الإنتانية. ويبدو أن الفيروس يتسبب في مرض أشد وخامة لدى الأشخاص الذين يشكون من ضعف الجهاز المناعي، المسنين، كذلك الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، مثل داء السكري والسرطان وأمراض الرئة المزمنة.
ولا يوجد حالياً أي لقاح أو علاج محدد لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. والعلاج المتاح هو علاج داعم ويتوقف على الحالة السريرية للمريض.
ينتقل الفيروس أساساً من الحيوان إلى الإنسان، ولكنه يمكن أن ينتقل أيضاً من شخص إلى آخر. حيث إنه لا ينتقل فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بين الأشخاص بسهولة، إلا في حالة المخالطة عن قرب، مثل في حال تقديم الرعاية السريرية إلى مريض مصاب بالعدوى دون اتخاذ تدابير النظافة الصحية الصارمة.
Leave a Reply