ماكينو – إلى جانب الخسائر الفادحة التي لحقت بالصناعة والزراعة والخدمات وغيرها من القطاعات الحيوية في اقتصاد ميشيغن، يبدو أن السياحة لن تكون أقل تأثراً بوباء كورونا، لاسيما مع تأخر انطلاق موسم الصيف السياحي في ولاية البحيرات العظمى، بسبب المخاوف من تفشي فيروس «كوفيد–19».
جزيرة ماكينو الشهيرة في شمال ولاية ميشيغن، والتي تعتبر من أبرز الوجهات السياحية الصيفية في الولايات المتحدة، عادةً ما كانت تبدأ باستقبال الزوار في أواخر شهر نيسان (أبريل) من كل عام، ولكن هذه المرة، سيتأخر افتتاح الجزيرة أمام السيّاح، حتى أواخر حزيران (يونيو) المقبل بأحسن حال.
فقد أعلنت إدارة فندق «غراند هوتيل» التاريخي، الذي يعتبر درّة الجزيرة السياحية المعروفة بعربات الخيول وخلوّها من السيارات، عن البدء بتلقي الحجوزات ابتداء من يوم 21 يونيو.
وحددت فنادق أخرى في ماكينو مواعيد متقاربة في أواسط يونيو للبدء باستقبال النزلاء، كما أعلنت مواقع سياحية أخرى على الجزيرة الهادئة، مثل «حصن ماكينو» و«متحف مانوغيان للفنون» عن فتح أبوابهما أمام الزوار بحلول منتصف الشهر نفسه.
وتتميز السياحة الصيفية في شمال ميشيغن، بالطقس المعتدل والمناظر الطبيعية الخلابة والشواطئ المطلة على البحيرات العظمى، حيث تعتبر ميشيغن ثالث أكثر ولاية أميركية احتواءً على المراكب المائية بعد فلوريدا وكاليفورنيا.
وتمثل السياحة الصيفية عماد قطاع السياحة في ميشيغن، الذي يُعد من أكثر القطاعات حيوية بالنسبة لاقتصاد الولاية إلى جانب الصناعة والزراعة، حيث ينفق السياح سنوياً نحو 24 مليار دولار، بينما يوفر القطاع نحو 200 ألف وظيفة مباشرة ونحو 3.6 مليار دولار من الضرائب كل عام، بحسب أحدث التقديرات الحكومية.
وقال تود كاليوارت أحد مالكي فندق «آيلاند هاوس» لصحيفة «ديترويت فري برس» إن أصحاب الفنادق والمطاعم والحانات والمتاجر في الجزيرة، يأملون في أن تلتزم الحاكمة غريتشن ويتمر بقرار إعادة فتح اقتصاد الولاية في 28 مايو الجاري، وألا تلجأ إلى تمديد «أمر البقاء في المنازل» لفترة إضافية، بسبب الخسائر الفادحة التي يمكن أن تلحق بهم في حال تأخر انطلاق موسم الصيف أكثر من ذلك.
ولتعويض خسائر تأخر انطلاق موسم الصيف، يأمل أصحاب الفنادق في ماكينو وغيرها من المناطق السياحية في ولاية ميشيغن –مثل ترافيرس سيتي وهولاند– بتسجيل زيادة كبيرة في النشاط السياحي في أواخر الصيف، كما في سياحة الخريف خلال شهري تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) القادمين، قبل أن يعود الطقس البارد ليخيم على الولاية عادة.
غير أن رياح كورونا قد تجري بما لا تشتهيه سفن القطاع السياحي، حيث يتحدث الخبراء عن إمكانية حدوث موجة ثانية من الوباء، يتبخر معها ما تبقى من الآمال برؤية موسم سياحي مزدهر هذا الصيف، إذا ما قررت الحاكمة ويتمر تمديد القيود المفروضة لمكافحة «كوفيد–19».
Leave a Reply