نجيب ميقاتي هو جزء من المؤامرة الجديدة ضد المقاومة وداعمها السياسي الأول الجنرال ميشال عون. إذ لم يسبق أن قدَّم رئيس حكومة استقالته في البلد المجنون و«ضحكته رطل»، مثلما فعل الملياردير حوت المال الذي بدا مرتاحاً لأقصى الحدود. لن يضحك علينا الميقاتي ويزعم انَّه استقال من الحكم في هذا الظرف العصيب (وفي «شبه الوطن» الظرف عصيب منذ ولادته القيصرية) من أجل أشرف ريفي، الإمبراطور، المعروف بولائه للخارج أكثر من ولائه للدولة اللبنانية. ذلك أن ميقاتي قليل الوفاء ويبيع الجميع من اجل مصلحته وأمواله الطائلة. ألم يتطرف أكثر من فؤاد السنيورة ويتحمَّس لطرد المفتي قبَّاني من منصبه رغم أن الأخير حماه و«شَرْعنه» ايَّام «الغضب الأزرق» عليه؟
المسألة ليست مسألة ريفي، المسألة أن الوقت قد حان قبل القمّة العربية المجرمة ضد سوريا من اجل تنفيذ مخطط «تعرية» المقاومة والخلاص من النظام السوري بعد فشل سياسة «النأي بالنفس» الكاذبة، وخصوصاً بعد الأوامر الأميركية اثر إعلان التوبة المذلّ الذي قدّمه أوباما أمام المجرم نتنياهو المرتاح لـ«الربيع العربي»، وإعلانه انتهاء الصراع العربي-الإسرائيلي الذي نفَّذته الدول الرجعية في قمَّة الدوحة حيث ارتُكبت المحرَّمات وانتُهكت المواثيق بإعطاء مقعد دولة ميثاقية مؤسِّسة لمجموعة، أسوأ من «قرطة حنيكر» في لبنان، تريد التدخل العسكري الغربي لبلدها أو «الإتلاف السوري» كما سماه حمد بن جاسم فصيح اللغة العربية، وحيث تمَّ إعلان الحرب على دولة مستقلة ذات سيادة وكانَّها أمُّ المعارك ونسي علوج العرب قضية فلسطين التي ضاعت بين «حماس» المرتشية بالمال القطري و«فتح» فاتحة الفساد.
لقد مرّت على حوت المال أوقاتاً عصيبة أكبر لكنّه «صمد» وتغنّج ودلّل نفسه مبتزَّاً المقاومة والعماد عون من اجل تمرير و«إنجاز» ما عجز عنه سعد المغرِّد (خارج السرب دوماً). وبدل أن يمتنع «الحزب الأزرق» عن تسمية ميقاتي للعودة إلى رياسة الحكومة عليه أن يضمَّه بالأحضان أولاً!!
بئس بلدٍ تأتيه الأوامر من مندوب مجلس «التعاون» الخليجي برسالة واضحة لرأسي الحياد «السلبي» موجّهة لـ«حزب الله» بالاختيار ما بين سوريا أو الحكومة، ترافقت قبل ذلك مع أوامر أميركية من المندوبة السامية كونيللي بضرورة إجراء الانتخابات في موعدها وحسب قانون من العصر الحجري، ولماّ تبيّن أنّ الأمر بعيد المنال على «رقبتيهما»، حرد المسؤول الأوّل بسبب سقوط مشروعه بتأليف هيئة الاشراف على الانتخاب وتبعه الحوت المالي الذي طُلب منه أن «يحرد» هو الآخر ليس بسبب سياسة الافقار السنيورة التي نفَّذها بحذافيرها وليس بسبب التاآمر الإسرائيلي واستعداده لغزو لبنان واعتداءاته اليومية، وليس بسبب المؤامرة على المقاومة لإلهائها تمهيداً لإنهائها بل بسبب أشرف ريفي! وبئس بلد يتحكم في قراره سياسي هوائي مُتهوِّر مثل وليد جنبلاط، دولاب اليانصيب البشري!
فالحمد لله على «قلع» الميقاتي و«كسحه والريح بارد» كما يقول المثل العامّي. لقد ارتاح البلد من هذه المسخرة ولم تخرب الدنيا كما كان يظن ميقاتي أو يتمنّى. لقد كان أكبر ناكر جميل فلا أسف على رحيلة ومن العار تطييب خاطره.
ولكن رغم كل المسخرة ببقاء ميقاتي (الضربة من دون معلِّم) كل هذه المدَّة على رأس حكومة غير منتجة، هناك من يطرح اسمه مجدَّداً لرئاسة الوزارة وهذا الأمر أن حصل بسبب الضغط التركي والقطري والبريطاني فانه سيكون أكبر مهانة للجنس البشري عبر تاريخه وأكبر وصمة عار على جبين «٨ آذار» التي عليها ان تسارع إلى عقد جلسة عامَّة لإقرار «المشروع الأرثوذكسي» ولا تدَعْ شخصاً مثل وليد جنبلاط يقرر مصير البلد بأكمله ويفرض حكومة «وحدة وطنية» نصفها أعضاء في جمعية «الصداقة الإسرائيلية اللبنانية»!
Leave a Reply