حسن خليفة – «صدى الوطن»
في إطار مساعيه لمد الجسور العابرة للأحزاب والإثنيات وتعزيز العلاقات الجمهورية مع الجالية، التقى نائب حاكم ولاية ميشيغن براين كالي، السبت الماضي، بناشطين ورجال أعمال عرب أميركيين ومسؤولين رسميين حول مائدة فطور في مطعم «لابيتا» بمدينة ديربورن، حيث شدد كالي على ضرورة التعاون بين مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية في الولاية بهدف صياغة سياسات جديدة في لانسنغ لمعالجة التحديات التي تواجه ميشيغن، مثل توفير بيئة مرحبة بالاستثمارات وتحسين التعليم ومكافحة تلوث الرصاص.
نائب حاكم ولاية ميشيغن متوسطاً مجموعة من فعاليات الجالية خلال «برنش» في مطعم لابيتا.(صدى الوطن) |
وضم حفل الفطور الذي نظّمه «نادي برانش السبت» SBC قيادات من الجالية العربية الى جانب السناتور الديقراطي في مجلس شيوخ الولاية ديفيد كينيزيك (عن ديربورن هايتس)، والضيف القادم من لبنان العميد المتقاعد شامل روكز، إضافة الى أكاديميين وحقوقيين ورجال أعمال.
وانتقد الجمهوري كالي في كلمته، سياسة الولاية الحالية في تقاسم الموارد بين مختلف مناطق ميشيغن، واصفاً إياها بالسياسة التي «عفا عليها الزمن»، والتي غالباً ما تؤدي الى حرمان بعض المجتمعات من الخدمات الأساسية فيما تستفيد بعض المجتمعات الأخرى منها بشكل غير عادل.
وطالب كالي بوضع تصورات مستقبلية لكيفية توزيع التمويل والموارد في الولاية مع الحرص على إيصالها الى أكبر قدر ممكن من سكان الولاية، مؤكداً على أن تقصير حكومة الولاية في أي مجال سوف يكون له تأثير سلبي على كافة المجالات الأخرى.
واعتبر كالي مدينة ديترويت مثالاً على عدم فعالية نظام تقاسم الموارد في الولاية، قائلاً إن تدنّي مستوى التعليم في المدينة يتسبب بمعاناة مستمرة للعديد من الأسر القاطنة في أحياء المدينة. وأضاف أنه على الرغم من أن المدينة تشهد ازدهاراً سكانياً وتجارياً في بعض أحيائها، إلا أنَّ هناك حاجة الى تحسين مستوى معيشة الأهالي لجعل الأبناء أكثر قدرة على التعلّم.
وربط كالي أيضاً بين تراجع أداء الطلاب في بعض المناطق بتعرضهم لمادة الرصاص مستشهداً بدراسات «تكشف عن تلازم واضح بين المناطق التي يعاني أطفالها من تدني مستويات القراءة المطلوبة والمناطق الملوثة تلويثاً عالياً بمادة الرصاص في الطلاء والغبار والتربة والمياه.
وقال «علينا أن نتأكد من أن الاطفال في المدارس قادرون على التعلم وأن احتياجاتهم متوفرة وأنهم غير معرضين للتسمم بالرصاص وهم في طور النمو لاسيما وإنهم في عمر حساس قد يؤثر لاحقاً في قدرتهم على التعلّم».
وأثنى السناتور كينيزيك على تفهم كالي لأهمية بناء علاقات وطيدة بين المشرعين من الحزبين «لأن ذلك يضمن استمرارية المشاريع التي يعملون عليها حتى في حال انتقال الأغلبية التشريعية من حزب الى آخر أو في حال تغير الحاكم.
دعم ترامب
وفي موضوع الرئاسة الأميركية المحتدم بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، لا يخفي براين كالي دعمه لمرشح حزبه حيث أعلن في أيار (مايو) الماضي تأييده لترامب عبر تغريدة على موقع «تويتر» قال فيها: لقد حان الوقت للجمهوريين لأن يتوحدوا خلف دونالد ترامب.
وقال نائب الحاكم لـ«صدى الوطن» إنه على الرغم من أن ترامب قد يبدو «خشناً» في تعامله مع القضايا، إلا أنه أعرب عن ثقته بأن المرشح الجمهوري مازال في طور اكتساب الخبرة من تجربته الأولى كسياسي، و«مع مرور الوقت سوف يتواصل بشكلٍ أفضل مع الناس». ولفت كالي الى أن ناخبي الحزب الجمهوري عموماً هم أكثر تنوعاً في أفكارهم ومواقفهم السياسية من الديمقراطيين، و«لذلك نجد بعضهم يؤيد ترامب وبعضهم الآخر لا يفعل»، معتبراً أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ليست «بديلاً مقبولاً»، ولذلك من واجب الجمهوريين بنظره دعم ترشيح الملياردير النيويوركي.
وأقرّ كالي بأنه على ترامب «القيام بالكثير من الجهد تجاه بعض الناس»، معرباً عن «أمله» بأن يفعل ذلك. وأضاف بأنه ينصح الرئيس القادم للولايات المتحدة -بغض النظر عمن سيفوز- بأن «يجمع الناس ويوحدهم».
وأضاف «سأواصل حمل هذه الرسالة.. وأعتقد أننا نقوم بذلك بشكل جيد هنا في ميشيغن، وبإمكاننا أن نبقى مثالاً يُحتذى». يشار الى أن كالي (٣٩ عاماً) هو من مواليد مدينة ديربورن، وسبق أن تولى عضوية مجلس نواب الولاية قبل اختياره نائباً للحاكم ريك سنايدر.
وقد قام سنايدر وكالي ومسؤولون آخرون من الحزب الجمهوري خلال السنوات الماضية بزيارة ديربورن ولقاء فعاليات الجالية العربية، وذلك بعد سنوات من تجاهل الجمهوريين للعرب الأميركيين في الولاية خلال حقبة المحافظين الجدد الذين سيطروا على الحزب إبان رئاسة جورج بوش الابن.
Leave a Reply