البعض يراها «فيتنام ثانية»
والوضع الاقتصادي بات فـي صدارة الاهتمام
لانسنغ – خاص «صدى الوطن»
اظهر استطلاع للرأي اجرته صحيفة «ديترويت نيوز» بالاشتراك مع القناة السابعة التلفزيونية الاخبارية ان ناخبي ولاية ميشيغن منقسمون حول ما اذا كانت الولايات المتحدة تربح الحرب في العراق. غير ان نحو ثلثي المستطلعين قالوا ان القوات الاميركية كان يجب ان لا تنخرط ابداً في مشاكل ذلك البلد الشرق اوسطي.
ويظهر الاستطلاع الذي اجرى على عينة من 600 ناخب مسجل في ولاية ميشيغن في الفترة بين 13- 15 تموز (يوليو) الجاري ان ثلث هؤلاء الناخبين يؤمنون بأن الوضع في العراق يظهر تحسناً، فيما قال 46 بالمئة انه لا يزال على حاله، بينما اعتبر 17 بالمئة انه شهد تدهوراً نحو الاسوأ.
وكان استطلاع مشابه اجرته صحيفة «ديترويت نيوز» شهر آذار عام 2003 (وقت الغزو) اظهر ان 54 بالمئة من ناخبي ميشيغن ايدو الذهاب الى الحرب بدعم من الامم المتحدة او بدونه فيما ابدى 25 بالمئة ارادة للذهاب الى الحرب فقط بدعم من الامم المتحدة وكان 16 بالمئة من المعارضين للغزو بشدة.
وفيما كان يرى بعض الناخبين ان الحرب عمل يتوجب على الولايات المتحدة القيام به بعد 11 ايلول 2001 إلا انهم يعتقدون الآن ان الولايات المتحدة لا تربح هذه الحرب ويفضلون انسحاباً تدريجياً للقوات الاميركية. وابدت احدى الناخبات من مدينة كانتون تفضيلها للمرشح الديموقراطي السناتور باراك اوباما على المرشح الجمهوري جون ماكين لاسباب تتعلق جزئياً بموقفيهما من الحرب.
وعبرت كارين بولابيل (57 سنة) عن اعتقادها بعدم امكانية الانسحاب الفوري من العراق «لاننا حين نغادر فإن ابواب جهنم سوف تفتح هناك. واضافت غير ان ماكين يريد فقط استمرار الحرب. هذا هو انطباعي. اما باراك اوباما فلديه على الاقل تصور لنهايتها.
وابدى حوالي نصف المستطلعين تأييدهم لجدول زمني للانسحاب فيما عبر ثلثهم عن تأييدهم لبقاء القوات طالما بقيت الحاجة اليها قائمة.
ويرى توماس برونين (64 عاما) من مدينة ديترويت وهو مهندس كمبيوتر ومحارب قديم في البحرية الاميركية ان زيادة عدد القوات في العراق اثبتت جدواها في تحسن الوضع الأمني وهو يؤيد مواقف المرشح الجمهوري ماكين من الحرب. ويقول: اذا تذكرت بصورة صحيحة ما كان يجري هناك، فإن الحكومة العراقية (السابقة) كانت تشكل حالة رعب مطلق مصدرها (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين وولداه. الناس كانوا يقتلون يساراً ويميناً «وكان علينا فعل شيء ما لان لا احد آخر اراد القيام بشيء» ولا يحبذ برونين فكرة الجدول الزمني للانسحاب ويراها «دعوة مفتوحة للارهابيين. ونحن بحاجة للبقاء هناك مدة معنية لكن ليس على غرار وجودنا في كوريا الجنوبية وألمانيا.
ويعبر ناخبو ميشيغن بنسبة 49 – 41 بالمئة عن قناعتهم بأن المرشح الجمهوري جون ماكين سيقوم بعمل افضل من منافسه اوباما في ما يخص موضوع الحرب وبفارق كبير 57 – 27 بالمئة عبر الناخبون عن اقتناعهم بأن ماكين الاسير السابق في حرب فيتنام والخبير في السياسة الخارجية اكثر اهلية من مافسه باراك اوباما للتعامل مع قضيته الارهاب والامن الداخلي للولايات المتحدة.
وفي محاولة للترويج لمواقفه حول السياسة الخارجية قام المرشح اوباما بجولة بداية الاسبوع الماضي على عدد من بلدان الشرق الاوسط شملت افغانستان والعراق واسرائيل والاراضي الفلسطينية. واعتبر اوباما في العراق ان زيادة عدد القوات الاميركية هناك اسهمت في تحسن الاوضاع الامنية لكنه لم يتبنّ استراتيجية منافسه ماكين التي ترى في زيادة القوات العنصر الرئيسي للنجاح.
ويخشى احد الناخبين المستطلعين، ريتشارد ليلغا (59 سنة) وهو محاسب من مدينة غراند رابيدز وحارب في فيتنام سابقاً ان تكون الولايات المتحدة قد ارتكبت في العراق الخطأ ذاته الذي ارتكبته في فيتنام. وفي حين لم يقرر ليلغا لاي المرشحين سوف يمنح صوته إلا انه يعتقد بأن موقف ماكين من الحرب في العراق مثل ضربة قوية لحظوظه الرئاسية.
وفي حين كانت الحرب العراقية تظلل جميع القضايا في اذهان الناخبين خلال السنوات الاخيرة، فإن الاستطلاع الاخير لناخبي الولاية يظهر ان 6 بالمئة فقط منهم يضعون الحرب في العراق في اولى اهتماماتهم حيث بات 48 بالمئة من الناخبين ينظرون الى الاوضاع الاقتصادية كأولوية، تليها اكلاف الطاقة (14 بالمئة).
Leave a Reply