سامر حجازي – «صدى الوطن»
حققت المرشحة ناديا بري فوزا مدويا في سباق «منطقة كريستوود التعليمية» بمدينة ديربورن هايتس، لتصبح بذلك أول عربية أميركية تشغل منصبا في المجلس التربوي الذي يشرف على المدارس العامة في وسط وشمال المدينة.
وقد تقدمت بري بشكل كاسح على جميع منافسيها في السباق على مقعدين من المجلس المؤلف من سبعة أعضاء حيث حلّت في المركز الأول بواقع 5429 صوتاً (38.1 بالمئة)، متقدمة بحوالي ألفي صوت على أقرب منافسيها العضو الحالي أد غارسيا الذي تمكن من الاحتفاظ بمنصبه بحلوله في المرتبة الثانية بواقع 3456 صوتاً (24.3 بالمئة). في حين فشل العضو جيمس تايلور في الاحتفاط بمنصبه.
وقد عبرت بري في حديث مع «صدى الوطن» عن تقديرها للدعم الكبير الذي لاقته من قبل الناخبين، وقالت: إن كامل مجتمع كريستوود قد وضع كامل ثقته بي وهذا يعني الكثير بالنسبة لي. إنها لحظة تاريخية بالنسبة لنا جميعا، وأشعر بفرح غامر لما آلت إليه النتائج.. لا أستطيع التصديق أن الأمر انتهى على هذه الشاكلة.
وفوز بري الكاسح أذهل مجتمع الجالية العربية في المدينة، لاسيما وأن العديد من العرب الأميركيين قد ترشحوا لذلك المنصب خلال السنوات الأخيرة، ولم يحالف الحظ أيا منهم بالنجاح. ولكن ترشح بري استقطب دعم غالبية أولياء أمور طلاب منطقة كريستوود التعليمية، وهي تؤمن بأن السكان باتوا جاهزين من أجل التغيير وأنهم وضعوا ثقتهم فيها لكي تكون صوتهم وممثلهم.
وبري هي أول عضو عربي في المجلس.
وفي هذا السياق، أضافت بري: «إنهم (السكان) جاهزون للأفكار الطازجة وللشفافية ويريدون أن يعرفوا أكثر حول واقع ما يجري، على الأقل هذا ما فهمته من خلال التواصل معهم. مدارسنا تفشل.. وعندما كنت أطرق الأبواب (خلال الحملة الانتخابية) كان السكان يشعرون بالإحراج في أن يكونوا جزءا من المنطقة التعليمية لأن المدارس لم تكن تبلي بلاء حسنا كما يجب».
وأكدت أن الناخبين لم ينظروا إليها باعتبارها مرشحة عربية وإنما كأمّ لديها هواجس وتريد أن تضع احتياجات الطلاب في رأس أولوياتها. وكانت بري قد أمضت السنوات السابقة وهي تواظب على حضور اجتماعات المنطقة التعليمية وترفع الصوت عاليا حول القضايا المصيرية التي تهم الطلاب وأولياء أمورهم على حد سواء، وكانت تلك الاجتماعات واللقاءات مناسبة للتعريف بها وحشد الدعم لها في وقت مبكر.
وقالت: «علي أن أخبرك أنني نلت دعماً كبيراً من غير العرب. نعم.. صحيح أن الجالية العربية قد صوتت لي بأعداد كبيرة لأنها يشعرون أنهم غير ممثلين (في المجلس التعليمي)، ولكن أولياء الأمور أرادوا حقيقة شخصاً يطرح الأسئلة ويقوم بالشيء الصحيح الذي يخدم مصالح الطلاب والمعلمين على حد سواء».
من ناحيته، أشار منظم حملة بري الانتخابية رشيد بيضون إلى أن استعدادات الحملة استغرقت عدة شهور من التحضير والتواصل مع الناخبين وهو الأمر الذي أثمر في النهاية عن فوزها العريض، كما أن حملتها حللت الأسباب التي جعلت المرشحين العرب السابقين يخفقون في تحقيق الفوز، وحاولت تجاوز تلك النواقص، من خلال التواصل مع الناخبين بشكل مباشر.
وقال بيضون: «إن حملة ناديا بري لم تكن حملة انتخابية حول مرشح عربي أميركي وإنما كانت حملة لديها قضايا، فناديا ليست شخصاً سياسياً، وإنما هي أم، وكانت تلك الرسالة واضحة، وهذا يعني أنه إذا كنت تدير حملة صحيحة ولديك رسالة قوية، فسوف يتم انتخابك».
بدوره، وصف رئيس «منظمة الجالية في ديربورن هايتس» حسن بزي فوز بري بأنه حصيلة سنوات من الإصرار والثبات.
وكانت المنظمة الأهلية (وهي مجموعة من السكان يشكلون قوة ضغط على المنطقة التعليمية حول القضايا المتعلقة بالمجتمع) قد طرحت سابقاً عدداً من القضايا على منطقة كريستوود التعليمية، مثل ضرورة الالتزام بتقديم الأطعمة الحلال للطلاب، ودعم برنامج تعليم اللغة الإنكليزية كلغة ثانية (إي أس أل) لكي يناسب نمو أعداد الطلاب المهاجرين في المنطقة.
وأضاف بزي: «نشعر أن فوزها هو فوز كبير بالنسبة لنا جميعاً، خاصة بالنسبة لأولياء الأمور وبالنسبة لمنظمتنا، لقد عملنا من أجل أن ننقل مجتمعنا ومنطقتنا التعليمية نقلة نوعية نحو الأفضل».
وأشار إلى أن فوزها الكبير هو إشارة على تقدم منطقة كريستوود التي ماتزال بحاجة إلى الكثير من العمل، وحث أولياء الأمور على الانخراط أكثر (في العملية التربوية) لأن هناك «برامج بحاجة إلى تحسينات». وختم بالقول: «لقد أظهرنا أننا قادرون على ذلك، وبوجود ناديا في مجلس كريستوود وبمساعدة كبيرة من المجتمع، فعلى أولياء الأمور أن يقتنصوا هذه الفرصة لكي يبقوا متأهبين وأن يحرصوا على الانخراط ويقصدوا المدارس لمقابلة المعلمين خلال الاجتماعات، فهنالك قضايا يجب أن نبقى متيقظين بشأنها، وعلينا أن نثيرها ونتناقش حولها بصوت عال، لننتق منها ما يناسبنا ويحقق مصالح طلابنا».
Leave a Reply