سامر حجازي – «صدى الوطن»
تشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف عدد الطلاب في منطقة كريستوود التعليمية هم من أصل عربي، ولكن رغم ذلك يغيب التمثيل العربي تماماً عن المجلس التربوي الذي يشرف على المدارس العامة في وسط وشمال مدينة ديربورن هايتس، حيث لا يوجد حالياً عضو عربي واحد في المجلس المكوّن من سبعة أعضاء.
ولطالما سعى مرشحون عرب أميركيون الى الفوز بعضوية المجلس العتيد، إلا أنهم في كل مرة كانوا يحصدون الخيبة بسبب شُح الإقبال العربي على التصويت في يوم الانتخابات رغم انتقال مئات العائلات العربية الأميركية للعيش في المدينة الواقعة الى الغرب من ديربورن على مدى السنوات الماضية. وتضمنت لائحة المرشحين العرب السابقين لعضوية المجلس أشخاصاً كفوئين، بينهم المحامية في حكومة مقاطعة وين زينة فرج الحسن، والمستشارة السياسية لحملة هيلاري كلينتون في ولاية ميشيغن زينب حسين، والمحامي حامد سويدان والناشطة واندا سعد، إلا أن أياً منهم لم يحالفه الحظّ في الاستحقاقات السابقة
ولكن المرشحة العربية الحالية لعضوية مجلس كريستوود التربوي ناديا بري، تهدف إلى تحقيق واقع جديد في انتخابات الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، عبر فوزها بأحد المقعدين المتنافس عليهما، لولاية تستمر لمدة مدة ست سنوات.
وتخوض بري السباق بمواجهة ثلاثة مرشحين آخرين، بينهم العضوان الحاليان أد غارسيا وجيمس (راندي) تايلور، الى جانب المرشحة بات هيلتون.
مطبّات وعراقيل
ليس سراً ان العائلات العربية الى انتقلت للعيش في ديرورن هايتس واجهت العديد من المطبات لمعالجة بعض من همومهم من قبل إدارة مدارس كريستوود. ومن ضمنها إتاحة المأكولات «الحلال» للطلاب المسلمين، وتوفير صف لتعليم اللغة العربية، الى جانب مخاض عسير لتأسيس اتحاد للطلاب العرب (ASU) في ثانوية «كريستوود».
كما أصدرت وزارة العدل الأميركية توصية تلزم المنطقة التعليمية بتحسين الخدمات التربوية للطلاب الأجانب بعد أشهر من تجاهل مطالب الأهالي بمعالجة مشكلة عدم توفر عدد كاف من المدرسين المتخصصين بتعليم اللغة الإنكليزية كلغة ثانية.
في الشهر الماضي، اتصل تايلور بـ«صدى الوطن» كاشفاً أن بعض زملائه في المجلس كانوا يتصلبون أمام مطالب الجالية العربية ويحبطون جهودها. ولكن في مقابلة لاحقة مع الصحيفة، ظهر تايلور أكثر دبلوماسية في موقفه، معرباً عن ثقته بأن المجلس يعمل على تلبية احتياجات الجسم الطلابي المتنوع.
«بعض من تلك المخاوف قد تم حلها»، ذكر تايلور وأضاف «وهم (أعضاء المجلس) في طريقهم لتكريس تدريس اللغة العربية في العام القادم في الثانوية، ونحن نشجع الاطفال للتسجيل للصفوف. كما أن لدينا مدير غذائي جديد وفّر المزيد من الخيارات للتلاميذ».
وأردف تايلور بأن المنطقة التعليمية تعالج الاهتمامات وفقاً لميزانيتها والموارد المتاحة. وأشار إلى أن مدارس كريستوود «لم تكن مجهّزة بشكل صحيح للتعامل مع الطلاب غير الناطقين بالإنكليزية في البداية، ولكن في نهاية المطاف تمكنت من التأقلم مع التغيير»، في إشارة الى النمو المضطرد للمجتمع العربي الأميركي في المدينة.
واستدرك تايلور بأن منطقة كريستوود -ورغم أدائها الأكاديمي المميز- لا تزال تعاني من بعض المشاكل التي تحتاج إلى معالجة. مشيراً الى وجود جفاء في المجتمع المحلي بين المسلمين والكاثوليك مما ينعكس سلباً على الطلاب.
وأضاف «هناك حاجة إلى مزيد من قنوات التواصل المفتوحة بين المسلمين والكاثوليك. بل هناك حاجة إلى وضع الخلافات جانباً والتركيز على أطفالنا».
برّي لصوت الجالية
المرشحة ناديا بري أشارت الى إنها قررت خوض الانتخابات لإقامة خطوط تعاونية وثيقة بين مختلف مكونات المجتمع المحلي مع التأكيد على ضرورة نقل هموم العائلات العربية الى مجلس التربوي التربوي.
وناديا جعفر برّي متزوجة من نبيه بري ولهما ابنان من نتاج مدارس كريستوود. عملت في المجال التربوي منذ ٢٢ عاماً حيث نشطت كمبعوثة خاصة للتواصل بين الأهالي والمنطقة التعليمية بشأن التعليم المبكر في ديربورن، كما واظبت على حضور جلسات كريستوود على مدى السنوات الماضية.
وتنحدر المرشحة من عائلة يتولى عدد من أفرادها مناصب رسمية، حيث يعمل شقيقها سامر جعفر بمنصب نائب مدير الأمن الداخلي، فيما يرأس شقيقها مايك جعفر قسم العمليات في مكتب شريف مقاطعة وين.
وتقول المرشحة العربية الأميركية إن النقاشات الحادة أمر طبيعي في سياق العملية التربوية، ولكن هناك حاجة الى تحرير الأهالي من الشعور بأنهم «كلاب حراسة» وأن عليهم أن يبقوا متيقظين دائماً خوفاً على أبنائهم، مشيرة الى أن تحقيق ذلك سيوفر جواً مناسباً للتعاون البنّاء بين الأهالي والإدارة، مما سيحسن الأداء ويبثّ «الثقة بأن الأفكار الأفضل هي التي تقود منطقتنا التعليمية»، مؤكدة على أهمية عمل المجلس التربوي كـ«وحدة متعاونة» للسير قدماً في تطوير منطقة «كريستوود» التي تضم حوالي 3500 طالب (من مرحلة الحضانة الى الثانوية) يتوزعون على مدارس «كريستوود» و«ريفرسايد» و«هايفـيو» و«كينلوك» و«هيلكرست».
ويبقى أن نرى ما إذا كانت محاولة بري ستُكلّل بالنجاح يوم الثلاثاء القادم، لتسير على خطى الإنجاز الذي حققه دايف عبدالله بفوزه في عضوية المجلس البلدي في مدينة ديربورن هايتس. وجاء فوز عبدالله العام الماضي نتيجة إقبال الناخبين العرب على صناديق الاقتراع في ديربورن هايتس مما ساهم بفوزه بأحد مقاعد المجلس البلدي السبعة بفارق 90 صوتاً فقط عن أقرب منافسيه.
وفي أيار (مايو) الماضي نجحت جهود الجالية العربية بإقرار مقترح ضريبي لتطوير مدارس كريستوود بفارق 87 صوتاً.
ويسمح المقترح لمنطقة كريستوود التعليمية باستدانة 35 مليون دولار لإصلاح وتطوير المدارس العامة، مقابل رفع ضريبة الملكية على العقارات لمدة عشر سنوات قادمة.
Leave a Reply