ديربورن – خاص “صدى الوطن”أحيى نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي عيد تأسيسه الخامس عشر في احتفال أقيم في قاعة النادي في مدينة ديربورن، مساء يوم الجمعة الماضي وتخلله توزيع منح دراسية على ستين طالباً وطالبة من المتفوقين جرياً على تقليد اتبعه النادي منذ عدة سنوات.حضر الاحتفال إلى جانب الطلبة المتفوقين وأهاليهم حشد من المدعوين يتقدمهم قنصل لبنان العام بالوكالة في ديترويت بشير طوق وممثل بلدية ديربورن جون أورايلي، قائد شرطة المدينة رونالد حداد ومسؤولون منتخبون وفعاليات تربوية وسياسية.
افتتح الاحتفال بالنشيدين الوطنيين الأميركي ثم اللبناني وألقى رئيس النادي علي حمود كلمة تناول فيها مسيرة النادي منذ تأسيسه ملقياً الضوء على الأنشطة والفعاليات التي ينظمها ويرعاها النادي، وعلى الأخص برنامج المنح الدراسية الذي قدم منذ انطلاقه ما يربو على النصف مليون دولار لطلبة متفوقين في المرحلتين الثانوية والجامعية.واستشهد حمود في مستهل كلمته بقول المناضل السياسي الجنوب إفريقي نلسون منديلا: “إن التعليم هو السلاح الأقوى الذي بإمكانه أن يغير العالم”، وبعدما عدد حمود بعض الأنشطة التي رعاها ونظمها النادي قال إن نادي بنت جبيل الثقافي كان فكرة وحلماً في عقول مجموعة من أعضائه المؤسسين ممن امتلكوا طموحاً وعلى رأسهم مؤسس النادي الحاج محمد طرفة الذي شكل على الدوام رمزاً للثقة والاحترام في جاليتنا، إلى جانب ٩٩ عضواً معطاء من أبناء بنت جبيل. أضاف: “إننا نفخر بأن يضم النادي في عضويته نائباً في البرلمان اللبناني، وقاضياً في مدينة ديربورن هايتس وستة عشر مدرساً من حملة الدكتوراه والماجستير وعشرة أطباء وإثني عشر مهندساً وثلاثة صيادلة وصحافيين وعشرين من رجال الأعمال البارزين إلى جانب أعضاء آخرين من ذوي الكفاءات”. وأعلن حمود أن النادي فخور بتقديمه منحاً لأكثر من ألف طالب وطالبة منذ تأسيسه بلغ مجموعها حوالي نصف مليون دولار. وأوضح حمود أن الحائزين على منح هذا العام بلع عددهم ٦٠ طالباً وطالبة من ذوي معدلات أكاديمية تتراوح بين ٣,٨٩ و٤,٤٥ من بينهم ٣٩ من ذوي معدلات تفوق الـ٤,٠٠.وختم حمود بالإعراب عن “الأمل بأن يتيح الدعم الذي يقدمه النادي لهذه العقول الفتية بتحقيق أحلام أصحابها وأن يسهم في مردود إيجابي على جاليتهم في أي ميدان يختارونه”.وألقى مسؤول اللجنة الثقافية في النادي د. حسن بزي كلمة أثنى فيها على جهود الأعضاء ونوه بالطلاب والطالبات الحائزين على المنح، مخاطباً إياهم “أنتم مصدر فخر لنا بما حققتموه، وأنتم تستحقون هذا التكريم”، ثم شكر جميع العاملين والمتبرعين من أجل إنجاح هذا اللقاء، وختم كلمته بقصيدة رفع فيها من شأن العلم والمعرفة.حدادوألقى قائد شرطة مدينة ديربورن العربي الأميركي رونالد حداد كلمة بالنيابة عن رئيس بلدية المدينة جون أورايلي استهلها بالإعراب عن اعتزازه بالعمل على رأس شرطة المدينة. وتناول حداد الشأن التعليمي، فنوه بالجهود التي بذلها النادي لتعزيز المسيرة التعليمية للطلبة وبالإنجازات التي حققها مجتمع الجالية العربية في المدينة وإسهاماته في تقدمها وازدهارها على الصعد الاقتصادية والتربوية.القنصل طوقوألقى المتحدث الرئيسي في الاحتفال قنصل لبنان العام بالوكالة في ديترويت بشير طوق كلمة مسهبة استهلها بشكر رئيس النادي والأعضاء “على فرصة مخاطبة هذه النخبة من الضيوف اللبنانيين الأميركيين”.وهنأ طوق نادي بنت جبيل بعيد تأسيسه الـ١٥ متمنياً له النجاح الدائم في تعزيز التعليم وبناء الجسور بين مختلف الجاليات الإثنية في جنوب شرق ميشيغن.وتناول القنصل طوق موضوع التربية عبر العصور منوهاً بأن المتعلمين في العصور الغابرة تولوا مسؤوليات القيادة. وأشار طوق إلى الفيلسوف الصيني كونفوشيوس، المعلم الأول في التاريخ الذي علم الحكمة لتلامذته من أجل إرساء المسؤولية والمزايا الأخلاقية.وقال طوق إن المسيحية والإسلام أوليا أهمية عظمى للتربية والمعرفة حيث كانت الكلمة الأولى في القرآن “إقرأ”.وقارن طوق بين النظامين التعليميين في لبنان والولايات المتحدة مشيراً الى وجود ٤١ جامعة وطنية في لبنان يعود تأسيس بعضها إلى القرن التاسع عشر.وعبر طوق عن فخره بـ”أولئك اللبنانيين الذين لم ييأسوا في أقسى ظروف الحرب”. وقال: “إن جيلي ولد في زمن الحرب وأتذكر عندما كنت أذهب الى المدرسة وأعود تحت قصف المدافع، وأدرس على ضجيج الانفجارات، لكن هذه الظروف الصعبة التي عشناها في لبنان جعلتنا أكثر إصراراً على التحصيل العلمي والنجاح وامتلاك إرادة التغيير”.وتوجه القنصل طوق إلى الطلبة الحائزين على المنح الدراسية بالقول: “أنتم تعيشون في بلد عظيم هو الولايات المتحدة الأميركية ولا تعانون من مشاكل الحرب وهذه البلاد توفر لكم كل التسهيلات، لذا عليكم الاستفادة من هذه الفرص وتحقيق النجاح في مسيرتكم الدراسية”. أضاف: “عندما تحققون أحلامكم تذكروا أن هنالك العديد من أقرانكم يذهبون إلى مدارسهم في ظل أوضاع خطيرة وبعضهم يدرس على ضوء الشموع وبعضهم يذهبون إلى مدارسهم جياعاً”.وختم القنصل طوق بالتوجه إلى أهالي الطلبة بالقول المأثور للفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران: “أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة”..وتمنى طوق الحظ السعيد للطلبة شاكراً نادي بنت جبيل “على جعل كل لبناني يفخر بما تقومون به على طريق تعزيز المعرفة والثقافة في أوساط الجالية العربية الأميركية في منطقة ديترويت”.وقدمت الطالبة غادة مصطفى كلمة باسم الطلبة شكرت فيها نادي بنت جبيل على مساهمته في تشجيع أبناء وبنات الجيل العربي الأميركي على متابعة التحصيل العلمي من أجل مستقبل أفضل لهم ولمجتمعهم. وجرى في ختام الاحتفال منح رئيس شرطة ديربورن ومسؤولي اللجنة الثقافية والدينية في النادي لوحات تقدير. كما قام رئيس النادي ورئيس شرطة المدينة والقنصل اللبناني بتسليم الطلبة شهادات تقدير، وتبلغ قيمة المنحة ٥٠٠ دولار أميركي.

Leave a Reply