ديربورن – عماد محمد
استضاف «نادي بنت جبيل الثقافي الإجتماعي»، مساء الأربعاء الماضي، المحامي اللبناني صلاح المصري في ندوة حوارية على ضوء تقرير نشرته «صدى الوطن» في العدد الماضي كشف فيه المصري عن انتشار حالات الإستيلاء على أراضي المغتربين والنازحين في مناطق جنوب لبنان.
وكانت لجنة العلاقات العامة في إدارة النادي قد دعت أبناء الجالية ممن لديهم استفسارات عن الموضوع حضور الندوة التي أقيمت في قاعة النادي على شارع ميلير في ديربورن، وحضرها حوالي ٣٠ شخصاً من مالكي العقارات في جنوب لبنان.
الندوة أدارها الناشط في النادي نعيم بزي، الذي شكر صحيفة «صدى الوطن» لإضاءتها على هذه القضية الهامة والتي كانت «غائبة عن أذهان الكثيرين من أبناء جاليتنا».
وبدوره أكد المحامي المصري للحضور أن العديد من مالكي العقارات في مناطق الجنوب اللبناني تعرضوا لعمليات استيلاء على أراضيهم عبر رشاوى تقدم لبعض المخاتير والمسّاحين الذين يستغلّون غياب أصحاب الأرض المهاجرين أو النازحين.
|
وبدأ المصري بتفسير القضية للحضور قائلاً إنه بسبب الحرمان القديم التي عانت منه المنطقة منذ الستينات كانت هذه المناطق على خلاف المناطق الأخرى في لبنان، غير محددة ومحررة (مشاع)، «أما اليوم بدأت الدولة تهتم بتحديد تلك العقارات عبر تكليف قاضٍ عقاري لكل منطقة يقوم بالإشراف على تحديد وتحرير العقارات والأملاك». وأضاف المصري أن القاضي بدوره يقوم بتعيين مساحين أو لجنة من المساحين للقيام بتلك المهمة.
وكان المصري قد قال لـ«صدى الوطن» في تقرير نشر بالعدد ١٤٧١ إن الطامعين بأراضي الغير عادة ما يستغلون «فترة التحديد والتحرير» للإستيلاء علىها.
وكشف المصري للحضور أن القاضي العقاري أحمد شحادة، أمر بإيقاف أعمال التحرير والتحديد في عدد من القرى والبلدات في قضاء بنت جبيل بعد أن لمس ممارسات غير قانونية، كما قام بتحويل أربعة مخاتير للقضاء، ورفض المحامي الكشف عن أسماء المخاتير رغم سؤال أحد الحضور، وأشار المصري الى أنه من الممكن الإستفادة من عملية التحديد والتحرير من أجل تقسيم الأراضي، «فمثلاً إذا أراد تقسيم عقار بين أبنائه فبإمكانه استغلال هذه الفترة لإصدار سندات ملكية لكل إبن.
أسئلة الحضور تمحورت حول كيفية تفادي عمليات الإستيلاء هذه، وماهي التدابير الإحتياطية الواجب إتباعها من أجل إستدراك المشكلة قبل حدوثها، أجاب المصري بضرورة «المـتابعة الدائمة» والإستـعانـة بمحام لمتابعة الموضوع بشكل دوري.
وشارك المصري آراء الحاضرين قائلاً «المغتربون هنا يشقون لجمع أموالهم، بينما آخرون في لبنان يعتقدون أنكم تجنونها بسهولة ويضعون أعينهم على ممتلكاتكم».
محمد بزي أستاذ في «ثانوية فوردسون» وعضو في «نادي بنت جبيل»، قال لـ«صدى الوطن» إن النادي قرر الدعوة لهذه الندوة بعد أن لمس ردود الفعل الواسعة على تقرير «صدى الوطن»، حيث أن الكثيرين من أبناء الجالية اللبنانية هنا قد يكونون ضحايا فعلاً لعمليات الإستيلاء على الأراضي.
وقال المحامي اللبناني إن هذه الزيارة هي الثانية له إلى منطقة ديترويت، حيث كانت الأولى لحضور «دفن الوالدة التي توفيت هنا قبل عدة أسابيع»، معبراً عن إعجابه بما رآه من «إلتزام الجالية ومحافظتها على العادات والتقاليد والواجبات الإجتماعية التي بدأت تتراجع أينما كان، وحتى في لبنان».
Leave a Reply