ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تم تكريم ثلاثة وخمسين طالبا وطالبة عبر تلقيهم منحا دراسية، بقيمة 500 دولار للمنحة الواحدة، قدمها “نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي” في احتفاله السنوي الـ 16، وسط حضور بهيج لعائلات الطلاب، ومدعوين رسميين، وفعاليات متعددة، مساء الجمعة الماضي، في صالة النادي في مدينة ديربورن.
وشكرت الطالبة ريما فضل الله، التي ألقت كلمة باسم الطلاب المكرمين، إدارة النادي على الاحتفاء بزملائها المتفوقين ودعمهم لمتابعة تحصليهم العلمي والأكاديمي. ونوهت بدور النادي العام في تفعيل المجالات الثقافية والاجتماعية في مجتمع الجالية العربية. وقالت “إنني باسم الطلاب أشكر ناديكم، الذي يمثل صورة حقيقية لمدينة بنت جبيل المعطاءة، عاصمة المقاومة، ومنبع الشعراء والمفكرين، ومنارة جبل عامل”.
وخاطبت فضل الله زملاءها بالقول: “قد تكون سيرة أسلافنا المجيدة هي من يغذي شغفنا وأملنا بالإنجاز وتحقيق الأهداف التي نتطلع إليها، تلك السيرة العظيمة التي حققوها بالعرق والدم، وعلينا نحن يقع عاتق متابعة الطريق من خلال العمل الشاق والجهود الدؤوبة”، وأضافت “أسلافنا هم أبطالنا، وهم الذين فتحوا أمامنا الأبواب رغم الظروف الصعبة والعوائق الكثيرة، وأعتقد أن مهمتنا أكثر صعوبة لأن الخيارات التي أمامنا كثيرة ومتنوعة”.
وكان الاحتفال قد بدأ بالنشيدين الأميركي واللبناني، وبعدها حيا ضيف الحفل القاضي ديفيد طرفة الطلاب المكرمين والمدعوين والداعمين الماليين، ورحب بهم.
وأشاد رئيس النادي الحاج علي حمود بدور الثقافة والتعليم في حياة ومستقبل الأمم والشعوب، ووصف الطلاب المكرمين بأنهم “جواهر مجتمعنا، ومصدر فخرنا وازهادر أمتنا”.
واستذكر مؤسس النادي الحاج محمد طرفة بدايات تأسيس النادي في العام 1994، وقال “عندما طرحت فكرة تأسيس النادي، وصفنا البعض بأننا مجانين، ولكن خلال سنوات قليلة تمكنا من تسديد جميع الديون المترتبة علينا، وأصبح النادي أحد المؤسسات الفاعلة في مجتمعنا”.
وكشف طرفة عن بعض المشاريع المستقبلية التي تعمل إدارة النادي على تحقيقها، ومنها بناء قاعة محاضرات ومؤتمرات تتسع لألفي شخص، ومسجد يتسع لـ500 مصلٍّ، وقاعات صفوف لتعليم اللغة العربية، ومقبرة إسلامية (فيونرال هوم) تقدم خدماتها وفقا لمتطلبات الشريعة الإسلامية. وقال حمود إن من شأن هذه الخطوة أن تقلل مصاريف الدفن إلى حدود 2500 دولار.
ونوه طرفة إلى أنه توجد مناقشات ومفاوضات لشراء قطعة أرض لهذا الغرض في شرق ديربورن.
وألقى مسؤول العلاقات العامة في النادي الزميل عدنان بيضون كلمة شدد فيها على أهمية دعم وتشجيع الطلاب المتفوقين وقال “إننا نحتفل اليوم بقيمة كبيرة ورصيد ثمين لجاليتنا يتمثلان بطلابنا اللامعين وانجازاتهم الرائعة في الحقل الأكاديمي”.
وخاطب بيضون الطلاب بالقول: “يمكننا التطلع الى المستقبل وكلنا ثقة بأنكم ستكونون قادة الغد. وختم بيضون آمل بأن تكونوا يوما ما قادرين وراغبين بعمل المزيد لترجمة دعمنا للطلاب بأشكال أكثر أثرا في مسيرتهم التعليمية” متمنيا للطلاب النجاح والتوفيق في رحلتهم الجامعية.
وجرى في الحفل تكريم الحاج تيسير حمود “أبو ياسر” وزوجته تقديرا لدورهما في ورعايتهما لعائلة تخرج منها الطبيب والصيدلي والمحامي والمدرس. وقام نجله الدكتور ياسر حمود بتسلم الدرع التقديرية نيابة عن والديه اللذين غابا عن الاحتفال لأسباب صحية. كما تم تكريم عضوي النادي الحاج نزيه بزي ونعيم بزي.
وتمحورت كلمة المتحدث الرئيسي في الحفل، نائب مستشار جامعة ميشيغن في ديربورن ستانلي هندرسون حول الخصائص الاجتماعية التي تنمط العلاقات بين الناس المتعددي الثقافات والأعراق من حيث أنها الاختبار والمحك الحقيقي للبشر ومواقفهم من المفاهيم والآراء، على عكس المعاهد التعليمية التي تزود الناس بالكثير من الأفكار، ولكنها تبقى مجرد تجارب نظرية.
وقال هندرسون “إن الحديث عن المجتمعات يعني الحديث عن الاندماج والقبول والمبادرات الإيجابية التي من شأنها أن تحدث الفرق المأمول في حياة ومصالح الناس”.
وعاد هندرسون بذاكرته إلى أيام كان طالباً في الجامعة، وقال “إنني تعلمت شيئاً عن الإسلام، وكتبت عنه في المجلات والجرائد الجامعية وكان ذلك في شهر رمضان، وبعد أيام قليلة جاءت مناسبة يهودية، فكتبت عنها، وكذلك فعلت بالنسبة للأعياد المسيحية”. وشدد هندرسون على أن قبول الاختلافات بين البشر هو ممارسة طبيعية داخل المنظومة الاجتماعية.
وأعلى هندرسون من قيمة “التسامح” لأنه برأيه القيمة القادرة على إحداث التناغم بين مكونات المجتمع، وقبول الفروقات بين الجماعات. وأضاف أنه من من خلال الإيمان والعمل بقيم التسامح تصبح الاختلافات مصدر ثراء وغنى.
وتطرق هندرسون إلى التأثيرات العربية في الثقافة الأميركية وقال “إن المجتمع الأميركي أخذ الكثير من التراث العربي، ومن المطبخ العربي. فعندما يذكر الكباب أو القهوة العربية فالأميركيون يعرفون أنهما من تراث العرب، وعند الكلام عن الهندسة والجبر.. فالأميركيون.. يلومون العرب” وكان هندرسون قد أنهى جملته على هذا النحو على على سبيل النكتة وروح الدعابة.
وأشاد هندرسون بجهود الطلاب المكرمين، ونوه بأن “كل جيل يملك أدواته وقيمه ولكن الأهم أن يمتلك القدرة على إحداث الفرق وتقديم الفائدة المجتمعية من خلال العمل والانتماء الواعي للمجتمع”. وخاطب الطلاب بالقول “إن ثلة صغيرة من الناس المؤمنين يمكنهم أن يغيروا العالم ويكتبوا تاريخه وعليكم مسؤولية كبيرة في هذا المجال، ونحن نؤمن بكم وننتظر منكم الكثير”.
وانتهى الاحتفال بتوزيع المنح على الطلاب بمشاركة من عضو اللجنة التعليمية في النادي الدكتور ديب صعب.
Leave a Reply