ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أقام “نادي الجيل الجديد” في ميشيغن احتفالاً بالذكرى الـ77 لانبثاق النهضة السورية القومية الاجتماعية، مساء السبت الماضي، في صالة “بيبلوس” في ديربورن، وذلك بحضور ونشطاء فعاليات من مختلف التوجهات الحزبية، وعدد من ممثلي الهيئات الاجتماعية والمدنية، تقدمهم القنصل الفخري للجمهورية العربية السورية ناجي أرواشان، والدكتور كلوفيس مقصود، السفير السابق لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة.
وألقيت في الحفل عدة كلمات، أكدت على المكانة البارزة التي يحتلها الزعيم انطوان سعادة في المشهدين السياسي والفكري، وعلى أهمية الأفكار والشعارات التي طرحتها “الحركة السورية القومية الاجتماعية” وصلاحيتها وجدواها وأهمية استمرارها في نفوس أبناء “الأمة السورية” لتكون بمثابة مشعل ينير الطريق. فجاء في كلمة الناشط طارق سعد الذي ألقى كلمة النادي، إن الزعيم المفكر انطوان سعادة: “بعث سعادة الحياة في أمة توهم أعداؤها أنها قضت الى الأبد. بعث الحياة في أمة غير عادية ممتازة بمواهبها، مثقوفة بمقدرتها، غنية بخصائصها، أمة لا تزعزها آلة حرب، أمة لا تلين مع التيارات”.
وتطرق سعد في كلمته إلى دور النادي، وقال إنه يهدف إلى: “خلق وطن في الغربة وإلى الدفء في جالية تعيش صقيع هذه البلاد”، وأضاف: “نريد لجيلنا أن يكون الفجر الجديد لغد أفضل، أن يكون الوطن الموحد في غربة تفرق، وإننا مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى اليقظة والحذر وإلى تعزيز وحدتنا كجالية والخروج من كهوف الطوائف والأحقاد إلى رحاب الحرية لمواجهة التحديات القادمة”.
وكان الاحتفال بالذكرى الـ 77 قد تزامن مع الذكرى الـ61 لنكبة فلسطين، فحضرت ذكرى النكبة في عنوان الاحتفال الرئيسي “61 عاما.. والعودة أقرب”، وتطرق جميع الخطباء إلى القضية الفلسطينية وإلى نضالات الشعب الفلسطيني، فقد جاء في كلمة الدكتور كلوفيس مقصود سفير الجامعة السابق لدى الأمم: “كلنا فلسطينيون، لأن فلسطين هي الهوية النضالية للأمة كلها”.
وهجا مقصود الحالات الطائفية التي تصيب المجتمعات العربية، ورأى فيها خطرا على مستقبل الأمة والوطن. وقال: “عندما ترجع الينا العصبيات، لتقتل الأعصاب فينا، أعصاب الأمة والشعوب. الشعوب التي تصنع التاريخ، ولكن عندما تتفتت المجتمعات داخل الأمة على صعيد الطائفية والعرقية والمذهبية الضيقة، عندئذ نصبح فاقدي المبادرة ولا نعود قادرين على لملمة أوضاعنا، ووقتها تصبح استباحتنا روتينية من قبل المتربصين بأمتنا”.
وتطرق مقصود في كلمته إلى معاناة الفلسطينيين اليومية، وإلى حصار غزة الطويل والمستمر، وإلى تقرير غولدستون، ووصل إلى نتيجة مفادها، أن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحصيل الحقوق، ونوه في هذا السياق إلى حجم التضحيات والشهداء الذين قدمتهم المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، ورأى مقصود “أن المقاومة ووحدة الشعب الفلسطيني هما من الخطوط الحمر”.
وكان المتحدث الرئيسي في الاحتفال الدكتور عاطف قبرصي (القادم من كندا) الذي تطرق في كلمته إلى المؤامرات الاستعمارية على العالم العربي منذ نهايات القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين، مرورا باتفاقيات التقسيم ووعد بلفور، ووصولا إلى هذه اللحظة حيث ما تزال الدول الغربية طامعة بخيرات البلدان العربية وثرواتها. واستشهد قبرصي بكلمات الزعيم سعادة لتشريح أسباب ضعفنا وتأخرنا، فقال: “قالها المعلم (سعادة) منذ نشأة النهضة إن الحق القومي في المعترك الدولي لا يكون حقا إلا بمقدار القوة التي تدعمه، وهذه القوة موجودة بالفعل في هذه الأمة إذا أردات أن تستغلها، فاليوم في العالم العربي أكثر من 750 مليار برميل نفط، فيما الاحتياطي الدولي هو أقل من تريليون”.
وتساءل الدكتور قبرصي: “إذا كان النفط بهذه الندرة، فلماذا العرب بهذا الضعف؟”. ولفت قبرصي الى ذلك التناقض الأليم “وضعف العلاقة بين الثروة العربية والنفوذ العربي يناقض بشكل واضح العلاقة السببية والتاريخية القائمة بين الثروة والسلطة وبين الثروة والنفوذ السياسي”.
وطرح قبرصي في هذا السياق عددا من الأسئلة والتساؤلات، ورأى أن الإجابة عليها “تحدد مدى قدرة العرب على استعمال ثروتهم الطبيعية والمالية وأسواق الغنية ومواقعهم الجغرافية المميزة، كما أنها تحدد طبيعة ردود الفعل من الآخرين على استعمالهم هذه القدرات في المعترك الدولي”.
كما نوه الدكتور قبرصي ببعض تداعيات أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، التي عزا إليها الذريعة الأميركية لتمرير برنامجهم الذي استهدف “قرنا أميركيا جديدا” دون أي منازع لسلطة الولايات المتحدة.
وقال قبرصي “إن الحرب على العراق واحتلاله جاء مكملا للاستراتيجية الجديدة في المنطقة بحيث أصبح العراق البديل النفطي عن السعودية” خاصة بعد تحميل السعودية جزءا من مسؤولية أحداث 11 أيلول التي اشترك فيها سعوديون.
Leave a Reply