بوسطن – «صدى الوطن»
بعدما اختبرت في يفاعتها وشبابها المناهج الدراسية الإقصائية للعرب الأميركيين في المدارس العامة بولاية ماساتشوستس، تقول المعلمة ميري نجيمي إنها لم توفر جهداً للإصلاح خلال مسيرتها المهنية التي توجت مؤخراً بانتخابها رئيسة لـ«نقابة المعلمين في ماساتشوستس» (أم تي أي).
نجيمي، التي نشأت وترعرعت في أوساط الجالية اللبنانية في غربي ولاية ماساتشوستس، لطالما شعرت خلال سنوات الدراسة بأنها مهمشة ومعزولة، ولكن ذلك لم يثن عزيمتها، بل بادرت إلى التطوع في المؤسسات المدنية والحقوقية إلى جانب عملها في مهنة التدريس. فقادت نجيمي بين العامين ٢٠٠٩ و٢٠٠١ فرع «اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز» (أي دي سي) في ماساتشوستس، كما نشطت كعضو في نقابة المعلمين في مدارس مدينة كونكورد، وترأستها ابتداء من العام ٢٠٠٦.
وفي ٢٠١١، انتخبت لأول مرة لعضوية مجلس نقابة المعلمين على مستوى ماساتشوستس، قبل أن يتم انتخابها مؤخراً لرئاسة النقابة، حيث من المقرر أن تتسلم مقاليد منصبها الجديد في تموز (يوليو) المقبل، إلى جانب نائبها ماكس بايدج.
وأفادت نجيمي لصحيفة «باي ستايت بانر»، بأن انتخابها لرئاسة نقابة المعلمين في ماساتشوستس يأتي تتويجاً لمسيرة طويلة من العمل المهني والنقابي والاجتماعي الذي تجلى عبر نشاطاتها المحلية منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.
وتقول الناشطة اللبنانية الأصل، إن انخراطها في العمل النقابي بدأ في السنوات الأولى من مطلع الألفية الحالية، لافتة إلى أن تلك الحقبة شهدت تنازلات نقابية كبيرة سواء على المستوى المحلي في مدينة كونكورد أو على مستوى الولاية برمتها.
وأوضحت قائلة «على المستوى المحلي، طالت التنازلات، الفوائد والمزايا التي اكتسبناها قبل 30 عاماً، أما على مستوى الولاية، فطالت التنازلات حقوقنا كمعلمين وأثرت سلباً على ظروف تعليم طلابنا».
وتصف نجيمي العمل النقابي «بأنه الوسيلة التي تعمق العلاقات بين المعلمين ووأولياء الأمور والمجتمعات بشكل عام»، مؤكدة أنه المكان الأمثل الذي «يمكن فيه أن نطور رؤيتنا للتعليم ولمجتمعنا.. ثم ننظم جهودنا معاً لتحقيق تلك الرؤى».
تجربة غنية
في مقابلتها مع صحيفة «باي ستايت بانر»، سردت نجيمي قصتها كامرأة عربية أميركية نشأت في الولاية الواقعة في شمال شرقي الولايات المتحدة، وكيف أسهم ذلك في تشكيل وجهات نظرها السياسية، لافتة إلى أن تجربتها تشبه تجربة أي عربي أميركي في الولايات المتحدة.
وقالت «تلك التجارب أسهمت في تشكيل آرائي حول التعليم وكذلك نحو مجمل المواقف السياسية»، مؤكدة أن العرب –وعلى مدى أكثر من 100 عام– كانوا عرضة للتشوية من قبل هوليوود ووسائل الإعلام عبر عدسة «الرهاب من الإسلام» (الإسلاموفوبيا)، مشيرة إلى أن الصورة الإيجابية الوحيدة التي شاهدتها كطفلة عبر شاشة التلفزيون كانت في مسلسل «أحلم بجيني»، وهو مسلسل يدور في إطار فانتازي اجتماعي كوميدي، حول «جيني» الجنّية التي حبست في زجاجة عطر لمدة 2000 عام، وشاء القدر أن يلتقي رائد فضاء (أنتوني نيلسون) بها بعد رحلة طيران غير ناجحة انتهت بسقوط المكوك الفضائي على جزيرة صغيرة في المحيط الأطلسي.
نشأت نجيمي في مدينة بيتسفيلد (غرب ماساتشوستس) بين جالية لبنانية كبيرة، وحصلت على دعم عائلتها ومجتمعها، ولكنها كطفلة عربية أميركية شعرت بالنفور من كتاب «ديك وجين»، وقالت في هذا الصدد: «أتذكر أنني كنت أخربش على الكتاب لأنني كنت غاضبة للغاية، إذ لم يكن –وكذلك بقية المنهاج الدراسي– يعكس هويتي وثقافتي».
ولهذا السبب دلفت نجيمي إلى عالم التدريس لأنها أرادت بحسب قولها أن توفر للطلاب رؤيةً أوسع وأكثر تفهاً للعالم، وهذا ما ستعمل على تحقيقه من موقعها الجديد.
تقول «ذهبت إلى المدرسة في الثمانينات عندما كانت حركة التعليم المتعددة الثقافات قد بدأت بالانتشار.. لذلك فقد تعلمت الأصول التربوية المتجذرة في العدالة العرقية ومناهضة التمييز»، الذي يعود اليوم تحت عناوين جديدة مثل «اللياقة الثقافية» و«التجاوب الثقافي»، وفق تعبيرها.
وتابعت «خلال السنوات الـ28 التي كنت أدرّس فيها، كنت أقوم بوضع وتطبيق مناهجي الخاصة المتعددة الثقافات والمناهضة للعنصرية، إضافة إلى تقديمي لورش عمل خاصة بهذا الموضوع للمعلمين».
وما اكتشفته نجيمي بعد تخرجها من الجامعة، ومن خلال نشاطها في المجتمع العربي الأميركي، ساهم أيضاً في تشكيل آرائها السياسية، مشيرة إلى التاريخ الطويل من الاستهداف للعرب الأميركيين لاسيما في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001، وهو ما دفعها إلى إطلاق فرع لـ«أي دي سي» في ماساتشوستس، إلى جانب عملها في مهنة التعليم.
وقد ساهم فرع الـ«أي دي سي» في ماساتشوستس في تنظيم جهود المجتمع العربي الأميركي للتصدي لجرائم الكراهية والنضال ضد التشريعات ذات الصبغة العنصرية، وقد شكلت تلك التجربة عاملاً مهماً ساعد نجيمي على فهم قضايا الناس من جميع الأعراق والإثنيات، حسب قولها.
يمكن الإطلاع على المقابلة كاملة مع نجيمي عبر موقع: baystatebanner.com
Leave a Reply