واشنطن
أظهرت صوَرٌ التقطتها الأقمار الصناعية وخرائط «غوغل إيرث» تدمير الصين لمساجد تاريخية لأقلية الإيغور المسلمة المضطهدة والتي تعيش في إقليم شينجيانغ غربي البلاد. وبعض هذه المساجد شيّد قبل 8 قرون ومسجل ضمن التراث العالمي مثل مسجدي كيريا إيتيكا وكارجيليك.
وأثار أحد طلاب الحقوق بـ«جامعة كولومبيا البريطانية» في كندا، ويدعى شون زانج، قضية تدمير المساجد العريقة في الإقليم لأول مرة بعدما بث صوراً من الأقمار الصناعية لأحد المساجد المدمرة، هو مسجد كيريا إيتيكا الذي بُني في القرن الثالث عشر.
أكد زانج، وهو ناشط حقوقي، عبر تويتر، أن المسجد اختفى مطلع عام 2018، رغم اختياره ضمن التراث المعماري الصيني نهاية 2017، مرفقاً تغريدته بصوَر تثبت عدم وجود المسجد في موقعه الآن.
ثم أوضح في تغريدة لاحقة أن المسجد اختير «موقعاً تاريخياً وثقافياً رئيسياً محمياً على المستوى الوطني»، لافتاً إلى أن هدمه «يتطلب موافقة مجلس الدولة».
وقد اجتاحت القوات الصينية الشيوعية تركستان الشرقية سنة 1949 واحتلتها،بعد قتل أكثر من مليون مسلم تصدوا لقوات ماو تسي تونغ؛ وأطلق عليها الصينيون اسم «شينجيانغ» وهي كلمة صينية تعني: المستعمرة الجديدة.
وشهدت واشنطن الأحد الماضي، تظاهرة منددة بسياسات الصين ضد الأقليات المسلمة، نظمها «مؤتمر الإيغور العالمي» و«جمعية الإيغور الأميركية».
ودعا المتظاهرون حكومة بكين إلى احترام حقوق الإنسان وإغلاق «معسكرات الاعتقال» التي تقيمها لأقلية الإيغور، في إطار مساعيها لقمع الانفصاليين الرافضين للحكم الشيوعي، وإعادة إحياء طريق الحرير الذي كان يربط بين الصين –أبعد بلاد العالم القديم– والدولة البيزنطية عبر إقليم شينجيانغ، أو ما يسميه الإيغور: تركستان الشرقية.
وشاركت في التظاهرة، الناشطة الإيغورية ربيعة قدير التي نفتها السلطات الصينية بعد سجنها بتهمة الإرهاب.
وقالت قدير إن السلطات الصينية تقمع الإيغور «لأنهم مسلمون»، مشيرة إلى أنها لا تعرف شيئاً عن أبنائها الخمسة الموجودين في إقليم شينجيانغ.
وناشدت قدير، الإدارة الأميركية الضغط على الصين لوقف انتهاكاتها ضد الإيغور، مع إجراء تحقيق دولي حول تلك الانتهاكات.
وتشير منظمات حقوقية إلى أن بكين اعتقلت نحو مليون شخص من مسلمي الإيغور. وتقول الصين إنها تضع الإيغور في مراكز «إعادة تثقيف، لتطهير عقولهم من الأفكار المتطرفة».
نبذة تاريخية
الإيغور هم من القبائل التركية المتحدرة من منغوليا، وكانوا يعتنقون عدداً من الديانات على غرار البوذية والمسيحية (النصطورية) والزرادشتية إلى حدود القرن العاشر الميلادي حيث دخلوا في الإسلام وأقاموا دولة القارا خانات ومركزها مدينة قاشغر التي تحولت إلى مركز حضاري في آسيا الوسطى لاسيما في القرن الثالث عشر.
واتخذت العلاقة بين الصينيين والإيغور الذين لديهم لغتهم (بالحروف العربية) وثقافتهم الخاصة، طابع الكر والفر، حيث تمكن الإيغور من إقامة دولة تركستان الشرقية التي ظلت صامدة على مدى نحو عشرة قرون قبل أن تنهار أمام الغزو الصيني عام 1759 ثم عام 1876 كذلك قبل أن تلحق نهائياً في 1950 بالصين الشيوعية.
وعلى مدى القرنين الماضيين قام الأويغور بعدة ثورات نجحت في بعض الأحيان في إقامة دولة مستقلة على غرار ثورات 1933 و1944 لكنها سرعان ما تنهار أمام الصينيين الذين أخضعوا الإقليم في النهاية لسيطرتهم ودفعوا إليه بعرق الهان الذي أوشك أن يصبح أغلبية في غرب البلاد من خلال إنشاء العديد من المدن الحديثة على طول طريق الحرير.
Leave a Reply